جوانب من التاريخ الاجتماعي والسياسي لحلف أيت يافلمان إلى حدود أواخر القرن 19م.

admin
اقلام حرة
admin7 ديسمبر 2016
جوانب من التاريخ الاجتماعي والسياسي لحلف أيت يافلمان إلى حدود أواخر القرن 19م.
كمال محمد

ناقش الطالب الباحث المجد إبن الجنوب الشرقي المغربي عمار (إغرم مقورن النيف) عبد الله أزواوي بحثه لنيل شهادة الماستر في تاريخ الجنوب المغربي: السلطة والدين والمجتمع بعنوان،  ذلك برحاب كلية الآداب والعلوم الإنسانية جامعة ابن زهر بأﮔـادير، يومه الأربعاء 9 نونبر 2016، وذلك بالقاعة 45.

تكونت اللجنة العلمية التي تفضلت على مناقشة وتقييم هذا العمل المتواضع من السادة الأساتذة الدكاترة المحترمين:

الأستاذ الدكتور آمحمد احدى مشرفا ومقررا.

الأستاذ الدكتور، محماد لطيف رئيسا.

الأستاذ الدكتور، أحمد الشيخي مقررا.

ويدخل هذا البحث ضمن البحوث الجماعية التي أهتمت بدراسة بادية المغربية خاصة المغرب العميق، إذ يندرج هذا العمل الهام ضمن الأعمال أو الأبحاث المنوغرافية التي اكتست أهمية قصوى في الأوانة الأخيرة (منذ أواسط السبعينات)، بفضل دراستين رئيسيتين “اينولتان” لأحمد التوفيق 1976م و”تافيلالت” للعربي مزين 1977م. وقد أظهرت هذه الأعمال جرأة كبيرة في تناول وتفسير تاريخ المغرب انطلاقا من الملاحظة المجهرية؛ لأن دراسة تاريخ مجال ما المحدد زمانيا ومكانيا من شأنه أن يسهم في  كشف ونفض الغبار على جوانب من التاريخ المحلي واخراجه من غياهب النسيان ليرى النور، وبالتالي تحقيق لبنة أخرى في اطار السعي إلى كتابة التاريخ الوطني.

ومن هذا المنطلق جاءت قناعاتنا بضرورة الاسهام قدر الامكان في البحث في جوانب عديدة من تاريخ الجنوب الشرقي بصفة عامة والأطلس الكبير الشرقي بصفة خاصة التي قلما تطرقت اليها الكتابات التقليدية، في محاولة لإتمام بعض الحلقات الناقصة التي تعتري التاريخ الوطني.

عنوان هذا البحث موسوم ب”جوانب من التاريخ الاجتماعي والسياسي لحلف أيت يافلمان إلى حدود أواخر القرن 19م” أصل هذا البحث مغامرة وإصرار معرفي، نروم من خلاله سبر أغوار ماضي قبائل أيت يافلمان. لم يكن هذا الاختيار اعتباطيا؛ إذ حرصنا أن تكون هذه الصيغة دقيقة من خلال تضمنها لثلاثة عناصر مهمة هي التحديدين الزمني والمكاني؛ بالإضافة إلى الإشكالية المدروسة؛ حيث حصرنا الموضوع في مجال جغرافي محدد هو الأطلس الكبير الشرقي، وذلك خلال القرن السابع عشر الميلادي إلى أواخر القرن التاسع عشر الميلادي.

    ولعل أهمية هذا التحديد الزمني تتمثل في كون القرن 17م هو تاريخ بداية تشكيل حلف أيت يافلمان، على الرغم من أن تاريخ تأسيسه يبقى من الاشكاليات من الواجب التعمق فيها، ثم كون أواخر القرن التاسع عشر سنة مفصلية في مسار الأحداث بمجال قبائل أيت يافلمان بصفة خاصة والجنوب الشرقي بصفة عامة تمثلت في بداية التغلغل الاستعماري في التخوم الشرقية، الأمر الذي نتج عنه صياغة أنماط جديدة من العلاقات بين هذه القبائل والمخزن.

    يتناول الموضوع إذن؛ حلقة من حلقات طويلة من التاريخ المغربي، وقد يتساءل المرء عن الدوافع التي أدت بنا لخوض غمار هذا الموضوع والمنطقة دون سواهما، فتتمثل في إحساس داخلي بضرورة تكريس الجهود لنجدة التراث المغربي بكل مكوناته إزاء كافة المحاولات الرامية إلى طمسه وتشويهه، فقد شغلتها فكرة قبائل أيت يفلمان وأيت عطا معا ولم تغيب عن بالنا كموضوع منذ مدة، ولما أتيحت لنا فرصة استكمال التكوين بالماستر، اختمرت لدينا الفكرة وعزمنا على الدفع بها لترى النور.

     واختيارنا للقبائل اليفلمانية ومجالاتها نابع عن قناعة راسخة، باعتبارنا من أبناء المنطقة -الجنوب الشرقي- وكما يقال لا يعرف المنطقة إلا أهلها تماشيا مع المثال الشائع “أهل مكة أدرى بشعابها”؛ فانتمائنا إليها يفرض علينا أن نقدم هذه المحاولة لعلنا نكن ابنا بارا لها.

   ومن ناحية أخرى؛ فإننا لاحظنا أن منطقة الأطلس الكبير الشرقي على ما اكتنزته من أحداث ووقائع، لم تستوف حظها بعد من البحث والتنقيب؛ ماعدا بعض المقالات المتناثرة تهم واقعة معينة؛ حيث غياب السياق التاريخي وأخذ الموضوع في عموميته وشموليته، أو الإكثار في تجميد أشخاص بعينهم أو كيانات بعينها دون أخرى.  

        وفقا لضوابط الموضوع السالفة، جاءت إشكالية هذه الدراسة مجزأة وفق تساؤلات يمكن تلخيصها على الشكل التالي:

  • ما هي قبائل أيت يافلمان وأصلها؟
  • ماذا عن ظروف وأسباب تأسيس هذا التكتل القبلي؟
  • ماذا عن الظروف الاجتماعية والسياسية والقانونية لهذا التكتل؟
  • ماذا عن اليات تنظيم المجتمع اليافلماني؟
  • ما العلاقة بين قبائل الأطلس الكبير الشرقي والمخزن من جهة، وباقي الأحلاف القبلية الأخرى أيت عطا تحديدا من جهة ثانية؟

        تساؤلات كثيرة تطرح نفسها بإلحاح وتحتاج إلى مجيب عنها ليسلط الضوء على فترة من تاريخ هذه القبائل وعلى مرحلة من مراحل ماضيها الطويل.

  ولعل الهدف من هذه الدراسة المتواضعة هو الرغبة في الإسهام في تعميق البحث في تاريخ قبائل أيت يافلمان لإتمام بعض الحلقات الناقصة التي تعتري التاريخ الوطني من خلال التأريخ وإبراز الدور التاريخي ومعرفة مختلف الجوانب المتعلقة بالتاريخ الاجتماعي والسياسي لقبائل أيت يافلمان، وما لعبته من دور هام في صنع أحداث المغرب؛ ناهيك عن تقاسم الهام المعرفي مع المدرسة التاريخية المغربية التي لا طالما شجعت البحث في تاريخ الهوامش والمناطق النائية من أجل تعميق البحث والتنقيب في تاريخ هذه المناطق؛ وبالتالي معرفة أدق التفاصيل وجزئيتها. 

وبفضل ما توصلنا إليه من مادة تاريخية وما اطلعنا عليه من معلومات تهم المجال المدروس أمكن دراسة الموضوع وتقسيمه إلى ثلاثة فصول رئيسية مقسمة بدورها إلى مباحث مهمة:

الفصل الأول: اهتم المبحث الأول من هذا الفصل بالمعطيات والخصائص الجغرافية والطبيعية لمجال قبائل أيت يافلمان من خلال تحديد موقعه الجغرافي وتضاريسه ومناخه، ودورها في توجيه الأحداث التاريخية في هذه الرقعة الجغرافية الممتدة. في حين تناول المبحث الثاني المعطيات البشرية وما يرتبط بها من تاريخ استقرار هذه القبائل. أما المبحث الثالث فقد تطرقنا فيه إلى الظروف العامة السائدة بالمنطقة والتي كانت وراء تأسيس ونشأة الحلف، وارتأينا في المبحث الرابع إثارة إشكالية تحديد تاريخ مضبوط ودقيق لتشكيل هذا الحلف وأهم القبائل المكونة له.

الفصل الثاني :وسمته بالتاريخ الاجتماعي لحلف أيت يافلمان تطرقنا فيه إلى ثلاثة مباحث رئيسية، اهتم الأول بمكونات المجتمع اليافلماني على اختلاف مشاربها بدءا باليافلمانيون الأصل وفئتا الشرفاء والمرابطون وصولا إلى الحراطين واليهود طبعت المجال بطابعها الخاص، علاوة  على إبراز الجوانب العميقة التي قامت عليها التراتبية الاجتماعية. في حين اهتم المبحث الثاني بدراسة بنية هذه القبائل وقفنا من خلالها على العديد من المفاهيم الرئيسية المؤطرة لها.

وتناولنا في المبحث الثالث آليات تنظيم المجتمع اليافلماني انطلاقا من القانون العرفي الذي يعتبر الاطار المرجعي لكل القضايا المتعلقة بالحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية لهذه القبائل، مرورا بمجموعة من الاتفاقيات والمعاهدات التي تهدف إلى تثبيت حسن الجوار وتحقيق الأمن والاستقرار وتفادي الصراعات التي لا طائلة من وراءها، مع الاقتصار على ثلاثة نماذج من هذه الاتفاقيات؛ مثل: تايسا وتفركانت وتاضا.

الفصل الثالث:  قمنا بتقسيم هذا الفصل المعنون بالتاريخ السياسي لحلف أيت يافلمان إلى ثلاثة مباحث، انتقلنا إلى الحديث في المبحث الأول عن العلاقة الداخلية التي تربط القبائل اليافلمانية فيما بينها، قبل أن نتطرق في المبحث الثاني عن العلاقة الخارجية لهذه الكتلة القبلية مع المحيط القبلي خاصة اتحادية أيت عطا، متتبعين أهم أطوار الصراعات القائمة بينهما وأشهرها معركة تيلوين سنة 1883م. ثم تطرقنا في المبحث الثالث والأخير من هذا العمل إلى علاقة هذه القبائل بالمخزن محاولة منا كشف بعص النقاط المثيرة.

لم يكن هذا الموضوع في مبتدئه يتوفر إلا على اليسير من المادة المصدرية، ومن أجل مقاربة موضوع الدراسة كان لابد من توافر قاعدة مصدرية تسمح بتناول الموضوع من جميع زواياه سواء كانت هذه المادة وطنية أو أجنبية. وقد اعتمدنا في بناء عناصر هذا البحث على مادة مصدرية مهمة حول موضوع الدراسة أو ذات الصلة به، مع الاعتماد على العديد من الكتابات الأجنبية تسمح لنا بعقد مقارنات مع الكثير من التصورات المحلية والأجنبية،  إلى جانب بعض من المصادر نذكر منها:

كتاب “المقتبس من كتاب الأنساب في معرفة الأصحاب” لأبي بكر بن علي الصنهاجي. الذي خصص جزءا هاما من كتاباته لبعض قبائل الجنوب الشرقي وقسمها إلى أهل القبلة وأهل الظل؛ وفي هذا السياق تحدث عن قبيلة أيت ازدك وموطنها بتودغى وصنفها ضمن صنهاجة القبلة.

كتاب “كباء العنبر من عظماء زيان وأطلس البربر” لأحمد المنصور وهو في الأصل مخطوط قام بتحقيقه محمد بن لحسن. تحدث عن القبائل الكبرى في حلف أيت يافلمان وحدد مواقعها، ثم الحملات التأديبية للسلاطين العلويين بالأطلس المتوسط والأطلس الكبير الشرقي.

كتاب “الاستقصا لأخبار دول المغرب الأقصى” للناصري. انصب اهتمامنا في هذا المقام على الجزء السابع والثامن والتاسع، وقد مكننا هذا الكتاب من فهم العديد من ملابسات الموضوع؛ نظرا لكونه انفرد بالتأريخ لفترة السلطان الحسن الأول وحركاته وسياسته الإصلاحية.

كتاب “نعت الغطريس الفسيس: هيان بن بيان المنتمي إلى سوس” للمهدي الناصري. يعد هذا المخطوط الذي حققه خالد ناصر الدين من أبرز مصادر تاريخ قبائل أيت يافلمان؛ اهتم بتقسيمات وفروع كل من  قبيلة أيت مرغاد وأيت حديدو وأيت يحيى وأيت ازدك.

ومن بين الدراسات أو المراجع التي اعتمدنا عليها أيضا  في مقاربة اشكالية هذا الموضوع نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

“تافيلالت” للعربي مزين كتاب باللغة الفرنسية، مكننا من معرفة بداية تشكل الأحلاف القبلية بالجنوب الشرقي للمغرب وخاصة اتحادية أيت عطا وحلف أيت يافلمان، ثم إدرج اتفاقية أيت يافلمان في إطار ما يسمى بمعاهدة “تاكسا” بأسول، وأسماء القبائل الموقعة عليها.

“البنيات والتحولات الاقتصادية والاجتماعية لتافيلالت خلال القرنيين 17 و18 الميلاديين” للأستاذ امحمد إحدى، وهو في الأصل أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه باللغة الفرنسية. مكننا هذا العمل الهام من الإحاطة بالجوانب الاقتصادية والاجتماعية لتافيلالت، ثم إشارات مهمة عن قبائل أيت يافلمان وفي علاقتها بأيت عطا، وكذا عن ظروف تأسيس الحلف.

  كما يلاحظ المتتبع لأعمال امحمد إحدى وهي كثيرة، أن همه المعرفي الرئيسي هو رد الاعتبار لتاريخ الهوامش؛ وذلك لما يكتسيه التاريخ المجهري من أهمية قصوى في معرفة وكشف كثير من الجوانب المتعلقة بتاريخ الواحات والمناطق الهامشية أو النائية؛ علاوة على تحقيقه جملة من الأعراف المحلية التي لها علاقة بالمجال المدروس، وذلك لرسم صورة واضحة المعالم عن مختلف مناحي الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية بالجنوب الشرقي للمغرب بصفة عامة؛ ومن بين  هذه الأعراف المحققة نذكر على سبيل المثال: عرف “تيدرين” أيت عطا ن الرتبات بوادي زيز وعرف “أيت مرغاد فركلة”.

“التاريخ الاجتماعي والسياسي لقبائل أيت عطا الصحراء إلى نهاية القرن التاسع عشر” للأستاذ عبد الله أستيتيتو، وقد مكننا هذا العمل الهام من التعرف على قبائل أيت عطا التي سجلت حضورها في الأطلس الكبير الشرقي والواحات المحاذية له، وفي علاقة هذه القبائل بحلف أيت يافلمان.

مقال “مؤسسات أيت مرغاد وأيت حديدو” لدافيد هارت مونتكومري (Hart David Montgomery) وهو مقال باللغة الانجليزية. وقد سمح لنا هذا المقال على التعرف عن قرب على مؤسسات كل من قبائل أيت مرغاد وأيت حديدو ونطاق عملها داخل حلف أيت يافلمان، ناهيك عن ظروف نشأة هذه الاتحادية، وأصول القبائل المشكلة لها، بالاعتماد على بعض الأساطير والقصص الشعبية.

  ينبغي أن نشير إلى جملة من الصعوبات والعراقيل التي ما فتئت تواجه مثل هذه الأعمال المنوغرافية، يبدأ أولها بصياغة الفكرة العامة للموضوع المدروس واشكالياته، ثم قلة الدراسات التاريخية حول القبائل اليافلمانية؛ وأقصد هنا دراسات تاريخية؛ لأن هذه القبائل حظيت بجزء مهم من الدراسات ذات طابع سيوسيولوجي(بن محمد قسطاني) وأنثربولوجي (لحسن أيت الفقيه، أحمد السكونتي)، هذا دون إغفال الدراسات التي قام بها الأجانب في هذا المجال، رغم ما تحمله من أوشام ونوايا استعمارية؛ إلا أن أهميتها تبقى كبيرة لا تخفى على الباحثين؛ علاوة على عدم توفر الوثائق الكافية حول الموضوع؛ خاصة وأن مشكلة الافتقار إلى الوثائق والمراجع الكافية وبعد الخزانات عن محيط الاشتغال أضحى عاملا متبطا للعزائم يحول دون استجلاء كافة فصول تاريخ قبائل أيت يافلمان؛ غير أن هذا المعطى لم يحد من عزيمتنا في الخوض ومعالجة جملة من القضايا والاشكاليات المرتبطة بتاريخ هذه الكتلة القبلية، خصوصا وأننا من أبناء منطقة الجنوب الشرقي، ما مكننا من التأقلم مع المجال المدروس واستنباط جملة من القضايا ومعالجتها.

  وفي الأخير كان من الطبيعي أن ينتهي هذا العمل إلى مجموعة من النتائج والخلاصات، كانت بمثابة إجابات عن الإشكاليات الكبرى والتساؤلات التي أطرت موضوع الدراسة منها:

  • التأكيد على انتماء القبائل المكونة للحلف اليافلماني إلى قبائل صنهاجية ذات أصل أمازيغي وأخرى إلى أصل عربي – بني معقل – تجمعهما مصالح مشتركة؛ عكس اتحادية أيت عطا المبنية على القرابة الدموية (الجد المشترك دادا عطا) وهو ما يجعل الحلف قابل للتصدع والانهيار في أية لحظة.
  • معظم قبائل أيت يافلمان قطعت أشواطا متعددة قبل وصولها إلى مواطنها الحالية؛ مثل: تونفيت وأسول وغريس، فركلة، زيز، أيت هاني، إملشيل…؛ بحيث انطلقت ) أيت حديدو وأيت مرغاد وأيت إزدك (في بداية الأمر من أعالي دادس وإمضغاس وأمضغوس وتودغى؛ تبعا للظروف السياسية والاقتصادية التي عرفتها المنطقة.
  • صعوبة تحديد تاريخ مضبوط ودقيق لظهور هذا النكال القبلي على الساحة السياسية بالجنوب الشرقي المغربي؛ نظرا لشح المعطيات وإن كان القرن السابع عشر هو الأقرب إلى هذا التأريخ، استنادا إلى الوثيقة الموقعة بين بعض قبائل حلف أيت يافلمان – أيت إزدك وأيت مرغاد وأيت يحيى- مع أولاد سيدي بويعقوب سنة 1055هـ /1645م.
  • اعتماد قبائل أيت يافلمان في بنيتها الاجتماعية على خلية القبيلة التي تنقسم إلى عدة عشائر والتي تتفرع بدورها إلى عدد من الأسر أو الكوانين. والملاحظ أن هذا التقسيم الاجتماعي يبدو معقدا وصعبا؛ نظرا لصعوبة التفريق بين الفروع المكونة لكل قبيلة من القبائل.
  • اعتماد قبائل أيت يافلمان على القاعدة العرفية ومجموعة من الاتفاقيات والمعاهدات لتنظيم وتثبيت العلاقات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية بين مختلف الشرائح الاجتماعية المكونة للحلف؛ وبالرغم من أن هذه القوانين العرفية تبدو غير موحدة في ظاهرها؛ إلا أننا نلاحظ نوع من التشابه الكبير في الكثير منها تبعا لتشابه الظروف السائدة.
  • استماتة الحلف أمام الأخطار الخارجية؛ إذ نجحوا في الحد من تجاوزات وتطاولات أيت عطا التي ترغب دوما في الحصول والسيطرة على مجالات القبائل المجاورة بشتى الوسائل؛ بالإضافة إلى الوقوف في وجه السلطة المركزية في وقت من الأوقات، خاصة عندما ترغب هذه السلطة في استئصال واجبي الضرائب والجبايات لتموين الحركات التي يقوم بها السلاطين إلى مختلف جهات المغرب.

المصدربقلم الطالب كمال محمد باحث في التاريخ الجهوي للجنوب المفربي والدراسات الأمازيغية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.