التعليم مهنة الراحة والعطل؟

admin
2024-02-11T16:07:22+01:00
آخر الأخباراقلام حرة
admin11 فبراير 2024
التعليم مهنة الراحة والعطل؟
عبد المجيد صرودي

كثير من الناس ينظرون إلى مهنة التعليم بأنها مهنة الراحة والعطل، وهي نظرة من خارج الميدان، أما أهل الميدان، فينظرون إليها نظرة أخرى!

ورغم ما توافر لديهم من معطيات واقعية ورقمية وافتراضية، تبدي – بجلاء – صعوبات مهنة التعليم، أو بالأحرى مهنة التربية والتعليم والتكوين، أو مهنة التدريس في أحدث تعبير؟
تبقى نظرتهم راسخة إلى حد الغبطة، كي لا أقول اللهم لا حسد!

وبما أني لست متخصصا في الإحصاء، فإن هذه الصعوبات لا تعد ولا تحصى، كأن يجمع الأب أولاده من حوله، ثم يجيب عن أسئلتهم المتواترة، ويموقع حركاتهم النمائية والعفوية، ويبني معهم المعرفة الوجدانية والعقلية والحس حركية.. قطعا؛ لن يستطيع إكمال عشر دقائق على أبعد تقدير، فأنا أب، وأعرف ماذا أقول؟

ولست أعلم من الفيلسوف القائل: كنت أملك ست نظريات في تربية الأبناء، فلما تزوجت وأنجبت ستة أولاد بحثت ولم أجد النظريات، التي رحلت إلى العدم؟

وبما أني معلم أمتهن مهنة التعليم أكثر من عشر سنوات، فإن المفاجأة فعلا هي أنها مهنة عطل وراحة؟

عطل بفتح العين؛ إذا غاب المعلم عن السياسات العمومية والتنموية، وتدبير الإصلاح من داخل القاعات والفصول!

عطل بفتح العين؛ إذا غاب الالتفاف المجتمعي على خلف الأنبياء، نصرة لقضاياه، وقضايا التعليم، معنويا وماديا!

عطل بفتح العين؛ إذا كنا ننظر بقِصر النظر إلى بعضنا البعض، مع مقارنات جوفاء، دون وضع الاعتبار لصانع العنصر البشري، وباني الأجيال!

وتستمر المفاجأة إذا قلت: إن التعليم مهنة الراحة فعلا؛ راحة وترقية وصحة وعافية.. إذا كان الحب هو المحرك، وكان الهدف نشر المعرفة والثقافة وبناء الأحلام.

الحديث ذو شجون، والمعنى بحر، والكلمة قطرة ماء لن تصل أعماقه إلا بمهنة التعليم!

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.