“هذا المغرب الرائع،بثرائه و رونقه وعمقه (2)”

admin
اقلام حرة
admin2 مارس 2017
“هذا المغرب الرائع،بثرائه و رونقه وعمقه (2)”
الحبيب عكي

مغربنا  بلد التقاليد والأعراف العريقة وألف حكاية وحكاية،قد يفضل المرء العيش في ظلالها وبين أهلها بما تمثله ويمثلونه من المغرب الحقيقي وعمقه التاريخي المتوضئ الوضاء،بعيدا عن بعض التنوءات التي تلطخ نضارة وجهنا المليح وتعكر صفو ذهننا المرآة،هنا أو هناك في هذا المجال أو ذاك مع هذه الفئة أو تلك،بعيدا عن وسوسة المغرضين وهلوسة الإعلام والدعاية المغرضة والمطبلة لهما،وفي رحم وعمق هذا التاريخ الناصع والواقع اليومي المتجدد نجد كل النقاء والصفاء والبهاء:

  1. مغرب التضامن: إلى درجة أن الأخ الأكبر أو العامل في الأسرة مثلا يعيل كل أفرادها،وربما غيرهم  من الأقارب والأحباب،وحدث في التاريخ أن الجماعات السلالية مثلا كانت تهتم بكل محتاج و محتاجة و عابر سبيل وعابرة إلى درجة كانوا فيها  يكفون الأرملة مؤونتها فلا تضطر للازدحام معهم في الأسواق؟؟.

  1. مغرب الوحدة: رغم التعدد الإثني واللغوي والجغرافي،ورغم بعض التناوش الذي قد يقع بين القبائل أحيانا فلا أحد يتخلى عن أخيه للعدو البشري أو الكوارث الطبيعية مهما كلفه ذلك،وما الحملات التضامنية المسترسلة فترات الزلازل والفيضانات والجفاف إلى يومنا هذا إلا دليل على ذلك؟؟.

  1. مغرب العفة والكرامة:وعليها ينشأ النشء،عفة في العرض والأخلاق،وعفة في الكسب والإنفاق،إلى درجة ينبذ فيها كل من خالف أو خالفت خلق العفة والمروءة كائنا من كان أو أوتي ما أوتي من الأقارب أو الأباعد؟؟.

  1. مغرب القناعة والكرم:إلى درجة قد تجد المرء في بعض المناطق يعيش بمجرد التمر واللبن(لبن الإبل ومريم)،حامدا ربه شاكرا إياه على ما وهبه من الأهم من الصحة والراحة والإيمان دون احتجاجات ولا مسيرات ولا..ولا..؟؟.

  1. مغرب الانفتاح: وهذه حقيقة أخرى لم تمنع بلدنا فيها هويته الواضحة وعمقه الأصيل من أن يجمع بين المتناقضات،فتوحد مثلا في ظل التعدد،وغرس جذوره في أفريقيا و هو يطل بفروعه على أوروبا،وأشاع كل ثماره و كل إشعاعه الحضاري في كل القارات،ينتمي إلى العديد من الهيئات الدولية في تعاون تام مع هياكلها ومنظماتها لبلورة وتنمية التعاون الدولي،فأصبح بذلك يعرف عند القاصي والداني،بأن الأمن والإيمان مغربي والتقدم والاستقرار والازدهار أيضا مغربي،فجاءته ترحل إليه أقوام وأقوام عابرة ومستقرة،عاملة ومستثمرة،لاجئون من الحروب الأهلية يطلبون الأمان،وجاهلون وثنيون يتعلمون العلم والإيمان،أفارقة يفترشون بضاعتهم في كل مكان،وأجانب يستثمرون في الرياض السياحية والمركبات الصناعية بكل أمان؟؟.

      هذا هو وجه المغرب الحقيقي وتاريخه الناصع،وما يطرى عليه اليوم من نتوءات تفسد الوضوء والوضاءة هنا وهناك في هذا المجال أو ذاك ومن طرف هذه الفئة أو تلك أو هذه الأسرة والمؤسسة أو تلك،شيء غريب عن قيمه وشيمه ويضر ولاشك بسمعته وأبنائه،غرابة وضرر الطفيليات بجذوع أشجارها الطيبة المثمرة؟؟،صحيح أن لكل جيل حق الاجتهاد لحياته وزمانه،ولكن ليس إلى درجة المسخ والقطيعة والتشويه والتعقيد،وإلا فما علاقة الثقافة المغربية الأصيلة وتاريخنا الوطني المجيد ومواطنتنا الجياشة بهذه الظواهر المشينة التي تطفح كل يوم على واقعنا وتكاد تخنق أنفاسنا وتشوش على راحتنا وتنخر في أمننا؟؟،خذ مثلا،خرق قانون السير،وتلويث البيئة،والرشوة واستغلال السلطة،وسوء خدمة المواطنين،وحرمان الطبقات المستضعفة،و رداءة التعليم والصحة،وتعدي الفروع على الأصول،وإهمال الأطفال والأبطال،وارتفاع العنوسة ومعاشرة بعض النساء والرجال في الشارع البهيم والغرف المكتراة معاشرة الأزواج،أوغرق العديد من الشباب في عالم المخدرات وأعالي البحار،والتدبير المفوض في العديد من خدمات الجماعات،في الماء والكهرباء والهاتف وحتى النظافة وجمع الأزبال…؟؟،هل في هذا أية مواطنة أو قيام بالواجب أو اجتهاد أو إبداع أو..أو..حتى لا أدري ماذا؟؟.

ليس فيه إلا أن القوم مغلوب على أمره ولاشك،وتتفلت أمور الحياة من بين يديه ربما،وتنسحب كل يوم وتتراجع إلى ما لا أدري؟؟،والأخطر من كل هذا هو التطبيع مع كل هذه النتوءات الخطيرة والتفلتات والابتعادات والانسحابات الغريبة والمتسارعة وكأنها طبيعية أو هي الطريق المعبدة والسيارة نحو حياة أسلم وأفضل؟؟.ولكن الآن لا فائدة من البحث عن الأسباب والمسببات والترامي والتراشق بالتهم والمسؤوليات،فالمغرب سفينتنا ومركبتنا جميعا،ولا يمكن إبحارها نحو شاطئ النجاة إلا بنا جميعا،فلننقذها كل من موقعه وعلى قدر مسؤولياته وإمكانياته،فلننقذها ثقافة وسياسة..أخلاقا ومعاملة..أصالة ومعاصرة..ديمقراطية وتنمية،و لا يكونن المهاجرون القادمون إليها والمستقرون بها والمستثمرون فيها أكثر إيمانا ورغبة وقناعة بها من أبنائها البررة،وعلى حد قولهم:”في هذه الأرض ما يستحق الحياة”،نقول:”في هذا المغرب ما يستحق الحب والعشق والإيمان…في هذا المغرب أكثر مما يستحق المواطنة والتضحية والنضال”؟؟.وصدق الشاعر إذ قــــال:

بلادي تناجى فيها السحاب والأرز ** فتآخى يصافح فيها البعض بعضا

ولست تلقى كالمغرب الفذ أرضا  ** ولو اجتزت الأرض طولا وعرضـا

مهداة إلى كل الشرفاء العالمين العاملين ليسعدوا البلاد والعباد قدر المستطاع.

                                                                                                                   

المصدرالحبيب عكي

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.