أحمد الجزولي.. مدرسة النضال بتنغير

admin
آخر الأخبار
admin9 مايو 2017
أحمد الجزولي.. مدرسة النضال بتنغير

ولد أحمد الجزولي في عام 1965 بأيت الحاج علي بمدينة تنغير، أكمل دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مسقط رأسه، ثم التحق بكلية العلوم السملالية بجامعة القاضي عياض بمراكش تخصص الجيولوجيا، حاصل على شهادة الإجازة بها منذ سنة 1995.

انتمى المناضل أحمد الجزولي في مرحلته الجامعية إلى الفصيل القاعدي التقدمي، وهي اللحظة التي ستغير مساره الفكري ونظرته إلى الذات والواقع والوجود، فكانت بمثابة بداية تكونه النضالي، شارك خلالها في عدة معارك نضالية داخل وخارج الحرم الجامعي، مدافعا عن مطالب الطلبة، ومطالبا إلى جانب رفاقه بتسجيل الطلبة المطرودين.

في تلك المرحلة شهدت الجامعة المغربية تدخل عنيف لقوى القمع من أجل إسكات أصوات الطلبة القاعديين، كان من بينها تدخلها لإخماد مظاهرة نظمها الرفاق التقدميين بجامعة القاضي عياض على خلفية الذكرى الأربعينية لاستشهاد الرفيق أيت الجيد بن عيسى، يحكي الجزولي أن ذلك التدخل العنيف أدى إلى استشهاد رفيق دربه الطالب أحمد أزوكار، وهي اللحظة التاريخية التي ستضاعف من تشبثه بمبادئ اليسار التقدمي، وسلوكه درب رفاقه في النضال، والانخراط الكلي في الإطارات والمنظمات التقدمية.

بعد هذه المرحلة الحافلة، عاد أحمد الجزولي إلى مسقط رأسه سنة 1996 ليبدأ مسارا آخر في درب النضال المستمر عبر الانخراط في هيئات ومنظمات المجتمع المدني، كانت أولها انخراطه في الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين فرع تنغير وقد انتخب رئيسا للفرع من سنة 1996 إلى 2002م، عرفت هذه المدة مشاركة فرع الجمعية في العديد من المحطات النضالية سواء على المستوى المحلي أو الوطني والتي كان لها وقع في جلب العديد من المكتسبات، من بينها على المستوى المحلي توفير 3 مناصب شغل للمعطلين ببلدية تنغير، وكان أحمد الجزولي من بين الثلاثة الحاصلين على منصب شغل، لكنه تنازل عنه لصالح أحد رفاقه نظرا لحالته الاجتماعية المتدهورة.

كذلك في سنة 1996 انتخب أحمد الجزولي عضوا بمكتب جمعية تماينوت فرع تنغير، نظمت خلالها ندوة فكرية من تأطير عضو الكونكرس الأمازيغي رشيد رخا، فقام المخزن بإجهاضها عبر التهديد بالاعتقال والمنع المباشر. أحمد الجزولي كان أيضا من بين مؤسسي الشبكة الأمازيغية أزطا، ورئيسا لجمعية مقورن للتنمية، ومن بين مؤسسي الجمعية الخيرية الإسلامية دار الطالبة بتنغير وعضو بمكتبها الحالي، كذلك فهو كاتب عام نقابة أطر ومستخدمي مؤسسات الرعاية الاجتماعية بتنغير، وعضو مكتب الاتحاد المحلي للكنفدرالية الديمقراطية للشغل بتنغير، وعضو مكتب الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فرع تنغير.

اشتغل المناضل أحمد الجزولي مسؤولا تربويا بدار الطالب تنغير منذ سنة 2002، ويعمل حاليا مديرا لنفس المؤسسة، يعشق الفن والموسيقى الملتزمة سواء الأمازيغية كمعتوب لوناس، أيت مكلات وغيرهم، أو العربية كسعيد المغربي الشيخ إمام وأم كلتوم، إلى جانب عشقه للأدب خصوصا جنس الرواية، من بينها كتابات أحمد شكري والروائي السوري حنا مينة، والمبدع عبد الرحمان منيف وغيرهم…

هكذا عاش المناضل أحمد الجازولي حياة نضالية مشرقة متألقة، مدافعا عن مبادئه، أعطى ومازال يعطي مثالا ملهما لكل المناضلين في نضالهم وحياتهم. وقدم مثلا أعلى في الصمود والتضحية من أجل مبادئه العليا وقضيا الشعب وطبقته الكادحة.

فتحية لرمز الشموخ والصلابة أحمد الجازولي.

بقلم: عبد الحكيم الصديقي

      

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.