الفاعل السياسي رضوان المرابط لتنغير أنفو: “ارجوا أن ينتقل كل شبابنا من دائرة المفعول بهم ..إلى دائرة الفعل والمساهمة في بناء المغرب الذي نريد”

admin8 أغسطس 2020
الفاعل السياسي رضوان المرابط لتنغير أنفو: “ارجوا أن ينتقل كل شبابنا من دائرة المفعول بهم ..إلى دائرة الفعل والمساهمة في بناء المغرب الذي نريد”

من خلال برنامج مسارات، تحاور  تنغير أنفو  الفاعل السياسي رضوان المرابط، إليكم تفاصيل الحوار:

حاوره عبد العزيز بويملالن

مرحبا بك أستاذ رضوان في برنامج مسارات، في البداية من يكون رضوان المرابط؟

السلام عليكم، في البداية أود أن أتوجه إلى موقع تنغير أنفو بالشكر الجزيل على محاورتي في إطار البرنامج المتميز مسارات، الذي نتمنى له ولمقدمه الأخ بويملالن عبد العزيز كل التوفيق والنجاح.

رضوان المرابط باختصار، من مواليد مدينة تنغير، خريج المعهد الملكي لتكوين أطر الشباب والرياضة، إطار بقطاع الشباب والرياضة بمديرية إقليم تنغير، مدير إقليمي سابق بالنيابة، طالب باحث في السياسات الحضرية والهندسة المجالية، خريج المدرسة المواطنة للدراسات السياسية، وتتويج فوج التخرج خلال فعاليات المنتدى العالمي للديمقراطية بمجلس أوروبا سنة 2017 بمدينة ستراسبورغ الفرنسية، عضو اللجنة المركزية لمنظمة الشبيبة الاستقلالية، رئيس منتدى المواطنة للشباب الرائد، عضو مؤسس للمنتدى الدولي لمضايق العالم.

شاركت في العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية أهمها: مشاركتي في البرنامج المباشر طريق المواطنة على القناة الأمازيغية، اللقاء الأول حول موضوع الاستراتيجية الوطنية المندمجة للشباب، واللقاء الثاني حول موضوع هجرة الشباب.

شاركت مؤخرا ضمن الوفد المغربي في فعاليات المبادرات العربية الإفريقية، بالعاصمة القاهرة بجمهورية مصر العربية، وكان لي الشرف في عرض مبادرة الوفد المغربي، والتي نالت درع التميز وسط كل المبادرات العربية والإفريقية المعروضة.

نعلم جميعا أن الأحزاب السياسية ترحب بالشباب للانخراط الحزبي، لماذا اختار رضوان الانتماء لحزب الاستقلال بدل حزب آخر؟

انتمائي لحزب الاستقلال أولا جاء بناء على قناعة راسخة، وإرادة واعية بالانخراط في الفعل الحزبي من داخل أعرق الأحزاب السياسية المغربية، الذي نشأ مع انطلاق الحركة الوطنية التي ناضلت للتحرر من الهيمنة الأجنبية واستعادة السيادة المغربية. و قد توجت هذه النضالات بتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال والديمقراطية يوم11 يناير 1944 الذي يشكل يوم الميلاد الفعلي لحزب الاستقلال. وقد ظل حزب الاستقلال وفيا لهذا الإرث النضالي، بحيث واصل منذئذ عمله الوطني والسياسي، من خلال تشبته بالثوابت الوطنية، ونضاله المستمر من أجل تأطير المواطنين والمطالبة بالإصلاحات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

كما يتميّز حزب الاستقلال عن غيره من الأحزاب المغربية بقوة تماسكه التنظيمي وبتحكم قيادته في القواعد والفروع، زد على هذا أنه من أكثر الأحزاب المغربية إن لم نقل أكثرهم تنوّعا من حيث المنظمات الموازية من قبيل منظمات الشبيبة والمرأة الاستقلالية والكشاف المغربي والعديد من الجمعيات والهيئات الوطنية بالإضافة إلى نقابة الاتحاد العام للشغالين بالمغرب الموالية له.

كما ان حزب الاستقلال دائم التفاعل والمساهمة في الأوراش الوطنية الكبرى، وأهمها النموذج التنموي الجديد الذي كان للحزب بخصوصه السبق في طرح تصور، ترجم بوضوح المرجعية الاستقلالية في التعادلية الاقتصادية والاجتماعية، وعكس قيم ومبادئ الحزب ونضالاته من أجل تنمية الإنسان المغربي، والحد من الفوارق الاجتماعية والمجالية وتأسيس مفهوم جديد للتنمية البشرية المستدامة، بإدماج رهانات التنمية البشرية ومتطلبات التنمية  المستدامة، وتحقيق القطائع الضرورية مع مسارات إنتاج الأزمة، ويقدم رؤية شاملة ومندمجة ومتكاملة على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والبيئي، قادرة على الإسهام في جعل بلادنا في صدارة الدول الناشئة، ومقترحات الحزب بالتفصيل موجودة بموقعه الإلكتروني لمن يريد الاطلاع عليها.

ماذا يعني لك الانتماء السياسي؟ وهل تشجع الشباب على المشاركة السياسية؟

أولا الانتماء السياسي أو بالأحرى الانتماء الحزبي، هو بداية الفعل بدل الركون في زاوية المشاهد المنتقد من وراء الشاشات والمفعول به، إن كان مطلبنا كشباب التغيير والإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي، فيجب أن لا نكتفي بتوجيه النقد ولوم مدبري الشأن العام أو القيادات الحزبية على واقع الحال، بل يجب أن ننخرط في هذه المؤسسات الحزبية، وأن نساهم في إجراء تغييرات وإصلاحات من داخل المؤسسة، حيث نملك الصلاحية والشرعية والقدرة على فعل التغيير قدر المستطاع.

ثانيا دعني أن أميز بين مفهوم المشاركة السياسية ومفهوم المشاركة الحزبية، فالأول أمر مشاع فالكل مشارك وممارس للسياسية، وغالبية الشباب المغربي اليوم مهتم ومتابع ومشارك سياسيا من خلال التعليق على القرارات السياسية وانتقادها وطرح بدائل واقعية لها، إذن فهنالك مشاركة سياسية. أما المشاركة الحزبية محور السؤال، هي التي تشهد عزوفا للشباب من الانخراط في المؤسسات الحزبية، وهذا هو نضالنا المستمر من داخل الشبيبة الاستقلالية، من خلال تأطير وتوعية الشباب بأهمية الانخراط في التغيير من داخل المؤسسات الحزبية، والانتقال من دائرة المفعول بهم إلى دائرة الفاعلين.

طبعا نقترب من سنة 2021، وهناك نقاش حول المشاركة الانتخابية المقبلة بين من يتوقع أن تكون ضعيفة ومن يتوقع أن تكون مشاركة مهمة خاصة من طرف الشباب. ما رأيك كفاعل سياسي في هذا السالف؟

لست في موقع متخصص في طرح توقعات للاستحقاقات الانتخابية المقبلة، لكن من وجهة نظري المتواضعة أعتقد أن اتساع دائرة المشاركة الانتخابية خاصة في صفوف الشباب ضرورة حتمية، لأن غالبية الشباب المغربي مستاؤون من الوضع الاقتصادي والاجتماعي في بلادنا، جراء القرارات الحكومية المتخبطة، والفشل الذريع للعديد من المؤسسات المنتخبة محليا وجهويا، في الالتزام بتنفيذ تعاقداتها الانتخابية، لذلك أعتقد أن الشباب ازداد وعيا بضرورة المشاركة من أجل عدم تكرير منظومة الفشل، التي استنزفت الكثير من الزمن التنموي لبلادنا، لأن بلادنا تزخر بطاقات شابة قادرة على خلق التغيير وإعطاء البديل السياسي المنشود، وتحقيق المشروع التنموي المنشود الذي دعا إليه صاحب الجلالة، فقط يجب أن يتخلى الشباب عن فكرة العزوف التي تخدم الكثيرين من شيوخ السياسة، والتشبع بمنطق المشاركة من أجل التغيير.

ظاهرة الترحال السياسي هل تؤشر على الوعي السياسي أم تؤشر إلى السير وراء المصلحة الشخصية؟

إن كان الترحال السياسي مبني على قناعات فكرية وسياسية فمرحبا، لأن حرية الانتماء وتغييره حق دستوري مكفول لجميع الأفراد، أما بعض مظاهر الترحال بين الأحزاب التي نشاهدها قبيل اقتراب موعد الاستحقاقات الانتخابية، فهي بشكل أوتوماتيكي تحيلنا إلى تفسيره بمنطق الجري وراء المصلحة والتزكيات والترتيب في اللوائح الانتخابية، والخطير في الأمر والذي يدعوا إلى تقنين ظاهرة الترحال السياسي، هو مشاهد الترحال الجماعي من أحزب إلى أخرى وفق منطق المفاوضات مع من يمنح الكثير والاستناد في التفاوض إلى القوة العددية لجماعة الساسة الرحل، وقد سبق لي أن كتبت مقالا منشورا على جريدة هسبريس الإلكترونية حول موضوع “الساسة الرحل والفرص الحزبية” لمن يريد الاطلاع عليه.

المغرب إلى أين بعد هذه الأزمة الصحية؟

بداية اود أن أغتنم هذه الفرصة لأوجه جزيل الشكر والامتنان لكل الأطر الصحية والأمنية المتموقعة  في الصفوف الأمامية لمواجهة جائحة كوفيد 19 منذ تسجيل أول حالة إصابة ببلادنا، وذلك بالقيادة الرشيدة والحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، ونتمنى أن تمر هذه الجائحة بردا وسلاما على بلادنا، ونرجو الرحمة والمغفرة لكل الموتى والشفاء العاجل للمرضى الذين يخضعون للعلاج.

بخصوص مغرب ما بعد جائحة كورونا، فقد تعددت التحليلات والتكهنات بين مختلف الباحثين السياسيين والاقتصاديين والاجتماعيين، سياسيا هنالك قراءات تحاول تأطير المشهد السياسي ما بعد كورونا، بعضها، تدعو لحكومة كفاءات غير حزبية، أو حكومة ائتلاف وطني، لكننا مقبلون على استحقاقات انتخابية يجب إنجاحها من أجل تدعيم المسار الديمقراطي ببلادنا، حيث السلطة تستمد من الشعب، من خلال صناديق الاقتراع، كما أن الظرفية تستدعي الانتصار للعمل الحزبي وتدعيمه، من أجل مؤسسات حزبية ناتجة لنخب سياسية قادرة على قيادة المرحلة المقبلة ما بعد الجائحة، ومن اجل ضمان عدم تكرار منظومة الفشل السياسي الحكومي، والذي عبر عنها القصور الكبير الذي كشفته الجائحة في العديد من القطاعات الحساسة أهمها قطاع الصحة والتعليم.

لا شك أن الإقرار المبكر لحالة الطوارئ الصحية، والإجراءات الصارمة في تطبيق الحجر الصحي التي واكبتها لمواجهة سرعة انتشار جائحة كورونا والحد من تفشيها، قد جنبا المغرب حصول كارثة صحية كبيرة كان من الممكن أن تنتهي بخسائر بشرية فادحة، لكن في المقابل سببت الجائحة ركودا اقتصاديا مهما، ما عدا الأنشطة المرتبطة بتأمين المعيشة اليومية للمواطنين، كما أن سياسة الاعتماد على الذات المتبعة ضد الجائحة حكيمة وفعالة إلى حد كبير وبأبعاد استشرافية، وذلك من خلال إحداث صندوق مواجهة كورونا والذي وصلت قيمة التبرعات فيه 33 مليار درهم، الذي استفادت منه بلادنا اجتماعيا واقتصاديا بشكل كبير، مكنها من تجاوز أزمة بنيوية كبيرة، لكن السؤال عن ماذا بعد الجائحة يظل مطروحا أمام تحليلات الخبراء والمختصين، ويظل أملنا في السياسة الرشيدة لصاحب الجلالة الذي قرر في خطابه الأخير الموجه للأمة بمناسبة عيد العرش المجيد، إحداث صندوق للاستثمار الاستراتيجي بقيمة 120 مليار درهم لإنعاش الاقتصاد الوطني.

مما لاشك فيه أن حزب الإستقلال يسعى إلى تقديم أنجع الحلول للمساهمة في الخروج من هذه الأزمة بأقل الخسائر، هل تؤخذ بعين الإعتبار مقترحات الأحزاب  من طرف حكومة سعد الدين العثماني؟

يتميز حزب الاستقلال بقوته الاقتراحية وبمبادراته المتنوعة سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ومجتمعيا، وذلك من موقعه كحزب سياسي له وزنه في الخريطة السياسية، وكمعارضة سياسية داخل البرلمان بغرفتيه، ومن أبرز هذه المبادرات والاقتراحات فقد قدم حزب الاستقلال تصوره حول مذكرة النموذج التنموي الجديد، والذي يترجم التصور التعادلي الاقتصادي والاجتماعي والسياسي للحزب، كما أن هنالك مبادرات قدمت للحكومة في العديد من المجالات لايتسع المجال لذكرها، وهي معروضة بالموقع الإلكتروني للحزب لمن يريد الاطلاع عليها، لكن سؤال الحلول التي تقدم للخروج من الأزمة هل تؤخذ بعين الاعتبار من طرف الحكومة أم لا، يظل رهين مدى تملُك الحكومة لإرادة سياسية قوية لقبول أراء واقتراحات مختلف المؤسسات الحزبية، مهما كان موقعها أغلبية أم معارضة، والأخذ بها وتنفيذها، وذلك بروح المسؤولية وتغليب المصلحة الوطنية على الحسابات السياسية الضيقة.

ماهي أبرز القضايا التي تترافعون عنها كفاعلين سياسيين بإقليم تنغير لصالح هذا الإقليم بصفة خاصة ، ولصالح جهة درعة تافيلالت بصفة عامة؟

كفاعليين سياسيين بإقليم تنغير، أولا نناضل من أجل عمل سياسي يتجاوز كل المعيقات العرقية والقبلية، وتغليب المصلحة العامة وخلق مساحة مشتركة بين كل الفاعلين، لكي يصبح الهم الوحيد هو خدمة الإقليم والنهوض به على مستوى كل المجالات، رغم اختلاف المواقع الحزبية.

ثانيا نضالنا المستمر إقليميا وجهويا هو من أجل إحقاق عدالة مجالية تنموية، وضمان التوزيع العادل للاستثمارات العمومية والخاصة، وفك العزلة الاقتصادية عن الجهة والإقليم من خلال توسيع وتأهيل شبكة الطرق، وإحداث طرق سيارة تربط الجهة بالجهات المجاورة، وخلق جامعة مستقلة ومعاهد وكليات عبر تراب الجهة، ومستشفى جامعي ومستشفيات إقليمية وجهوية تستجيب للمعايير الصحية الوطنية والدولية، وضرورة تدعيم إقليم تنغير ومختلف أقاليم الجهة ببنيات اقتصادية واجتماعية وثقافية ورياضية وسياحية، تجعل من الجهة والإقليم مناطق استقرار وعيش كريم.

ماهي رسالتك للمواطنين والمواطنات قبل الاستحقاقات الانتخابية لسنة 2021؟

رسالتي للمواطنين والمواطنات خاصة منهم الشباب: إن المشاركة الحزبية والمجتمعية بصفة عامة مدخل أساسي وحتمي وضروري من أجل المساهمة في التغيير، وتحقيق الطموح التنموي المنشود، وارجوا أن ينتقل كل شبابنا من دائرة المفعول بهم  وانتقاد الوضع من خلف الشاشات إلى دائرة الفعل والمساهمة في بناء المغرب الذي نريد بسواعدنا، لأن بلادنا في أمس الحاجة إلى طاقاتهم وإبداعاتهم وقوتهم الاقتراحية المهمة، وذلك من أجل فعل سياسي وحزبي مساهم في صناعة القرار التنموي الفعال، ومواصلة تدعيم وإنجاح المسار الديمقراطي الذي تنهجه بلادنا بقيادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله.

الفاعل السياسي رضوان المرابط شكرا لك على تلبية دعوة البرنامج.

شكرا لكم مرة أخرى على الدعوة الكريمة ، ودام لكم التألق والنجاح في مسيرتكم الإعلامية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.