نجح البيجيدي وخسر بنكيران: تسييس الدعوة والإفتاء وصل إلى المحطة الأخيرة

admin
آخر الأخباروطنية
admin21 أكتوبر 2016
نجح البيجيدي وخسر بنكيران: تسييس الدعوة والإفتاء وصل إلى المحطة الأخيرة

قبل حملة السابع من أكتوبر كان الإسلام دين المغاربة جميعا لكن بعد عشية السابع من أكتوبر ظهرت القطيعة مع هذا الفهم الخاطئ، لقد زكت حملة السابع من أكتوبر أن الإسلام لم يعد مشتركا بل أصبح الإسلام إسلاما محتكرا لبن كيران و أهله، لقد تم تسييس الدعوة والإفتاء وتم تجييش فقهاء ومشايخ من الحركة أو الحزب أو مقربين منهم محسوبين على الإسلام السلفي وفرضهم قسرا داخل الحراك السياسي كأن المعركة معركة خيبر أو أُحد… الصورة التي على أساسها تم تسويق مشروع الديموقراطيين الإسلاميين على شاكلة الديموقراطيين المسيحيين في أوروبا التي روج لها قبل سنوات العثماني انتهت.

لقد تم تقديم برنامج العدالة والتنمية على أساس أنه مشروع هوية إسلامية في مواجهة الباقي، تقول الكتائب نحن لم نوقر إلا التقدم والاشتراكية (ذي المرجعية الشيوعية) لأنه ضد التحكم، والحركة الشعبية (لأن صوتها كان خافتا في المرحلة السابقة) وتم استهداف الجميع. خطورة الأمر أنه في غفلة من الزمن تسلل منتسبو الحركة والحزب إلى مؤسسات تأطير الشأن الديني من قناة السادسة، مجالس العلماء المحلية الجهوية و الوطنية، الرابطة المحمدية

كان الجميع يظن أن الإسلام هو دين الجميع وليس حكرا على بن كيران وأهله، الذين تصوروا أن تجربة تحالف رجال القلم/ العقيدة ورجال السيف في السعودية قابلة للاستنساخ في المغرب من أجل إنتاج سلطة سياسية تتكلف بالدنيوي ورجال العقيدة يتكلفون بالمجال الديني، يسيطرون على المساجد ومؤسسات الدعوة والإفتاء لإنتاج هيئة ناخبة محافظة تشطب المجتمع السياسي بكامله

الجميع يعرف أن بنكيران كان رئيسا للحركة وخطيبا في مسجد جامع وهو اليوم رئيس الحكومة، محمد يتيم والحمداوي كانا رئيسين للحركة وهما اليوم على الأقل في البرلمان… لقد عاشوا بيننا كدعاة على أساس أنهم كانوا يشرحون لنا الإسلام والعقيدة والإيمان والجنة والنار… كحال الريسوني وحماد والقباج والعثماني و… وفجأة اكتشفنا أن دعاتنا مهووسون بتسيير الشأن العام وهذا حقهم، ولكن لم نكن نتصور أن دعوتهم لم تعد خالصة لله تعالى وأنهم “لا يدعون مع الله أحداً” وأن لهم آلهة أُخر، آلهة دنيويين، آلهة مهووسة بالبرلمان والحكومة، فكيف للدعوة أن تتحول إلى مقعد في البرلمان باسم الدين ومنصب حكومي وتقاعد، ألم يقل رب العالمين ربي ورب بنكيران “ولا تشتروا بآياته ثمنا قليلا”. أنا مسلم قد أصوت لبنكيران وقد لا أصوت له فما علاقة إسلامي بيوم الاقتراع.

القانون الانتخابي يمنع استغلال الوسائل العامة في الدعاية الانتخابية وكنا وكل المتتبعين والقضاة والسلطة الإدارية والمرشحون والمحللون نتصور كالسذج أن الأمر يتعلق بسيارة “جيم” وسيارة “ام روج” وتراكسات الجماعة ومقرات الجماعة وخيمة الجماعة وإيصانص الجماعة، فإذا بهم يستخدمون مساجد الأوقاف وأئمة وخطباء الجوامع والقيمين الدينين والمجالس العلمية وروابط العلماء وقناة السادسة التي تمول من المال العام وتؤدي أجورهم الدولة، وقيل لنا أن هناك إمارة المؤمنين تحفظ الموروث المشترك حتى لا نفتك ببعضنا البعض باسم الإسلام… كان الجميع واهما، كان الجميع يظن أن الحملة الانتخابية ستناقش حصيلة الحكومة… فإذا بها تناقش السرائر التي لا يعلمها إلا الله

ففي العرائش حيث تقدم الحمداوي خاض العدالة والتنمية حربا ضد المرشح المنافس على أساس أنه ڭراب في طنجة وفي برشيد خاض الحزب حملة ضد مرشح منافس على أساس أنه سكايري.بالإضافة إلى استهداف شبيبة البام على أساس أنهم سكايرية.

وفيما يخص القادة السياسيين خاض الحزب معركة ضد أمين عام التجمع على أساس أنه سكايري كيقصر على عكس أحد قادة الحزب الذي يهتم باليتامى (وقصة اهتمام الحزب باليتامى من المال العام هو أمر آخر، يكفلون اليتامى من المال العام و تصبح وسيلة في الدعاية الانتخابية لهم وحدهم، إذا كان الأمر كذلك فليوزعوا كفالة اليتامى على الجميع مادام الأمر من المال العام… كل واحد وحقو في اليتامى ديال المغرب، ياك الحبة والبارود من دار القايد).

هل صلاة بن كيران مقبولة وصلاة  غيره غير مقبولة من قادة الأحزاب السياسية هل من شروط العمل السياسي والترشح للانتخابات المواظبة على الصلاة وهل شروط العمل السياسي أن تصلي فوق الطوار (الطروطوار) وأن تؤخذ لك صورة في الوقت الذي يوجد المسجد على بعد أربعين مترا من منزلك وألا تبكر كما يقول الشرع لتصلي في الصفوف الأمامية خصوصا إذا كنت خطيب جمعة سابق ورئيس سابق لحركة التوحيد والإصلاح أم أن صورة الصلاة فوق الطوار (على حساب قاعدة اتصال الصفوف) ضرورية لاستكمال مشهد الذي يصلي والذين لا يصلون أم ان الأمر فيه تمييز بين من يصلي على الحصى و من يصلى على الزرابي

لكن تكفينا صورة الزعيم بصندالة إلى المسجد والزعماء (المنافقين) في المساجد التي نشرتها الكتائب التي أصبحت لقيطة بدون أب كشقيقتها مسيرة الدار البيضاء (مسيرة القمامة وكتائب القمامة).

لكن الأمر الخطير هو إدخال الفتوى قسرا إلى الحراك السياسي و.. بالوجوه المعروفة حتى لا يقال أن الأمر إفك وكذب وبهتان إنه روث مازال مستوطنا الشبكة الاجتماعية.

– فتوى مصطفى لقصير: تحريم التصويت على حزب التراكتور:

مصطفى لقصير أحد شيوخ المشيخة الصغرى كان سلفيا يدعى اليوم قربه من العدالة والتنمية نشر فيديو يحرم فيه التصويت على البام… أن يصوت لقصير وأهله على البيجيدي وألا يصوتوا للبام مسألة شخصية لا حق لأي كان أن يناقشها لكن أن يدعو بصفته “كشيخ” ويؤصل دينيا لحرمة التصويت لحزب أيا كان هذا الحزب فهو لعب بالنار. لقد تبين الآن أن الدين لم يعد مشتركا بل أصبح “بوتيك سياسي”.

مصطفى لقصير عدل  كان خطيبا في الحي المحمدي يمكن أن نقبله كعدل ليكتب لنا شهادات الزواج والطلاق وتقسيم التركة وأن يكون حتى خطيبا وأن يصوت للبيجيدي هو وأهله وأهل أهله وأن ينزل ويقوم بحملة لفائدة البيجيدي وأن يتغزل ما شاء في إخوة التوحيد والإصلاح… لكن لن نقبل أن يستعمل الدين لتحريم التصويت فالتصويت ليس عقيدة، التصويت حق دستوري وممارسة مدنية وليست دينية، الإفتاء فيها خرق لقواعد الممارسة الديموقراطية فالناس لا تصوت لبن كيران باعتباره مسلما وغير كافر فقط لأنه قدم برنامجا أم أنه هناك برنامج معلن و برنامج التنظيم السري

– محمد بن موسى حرمة التصويت على المخالف :

خطيب في مسجد إدريس الأول بفاس أحد خريجي جامعة المدينة المنورة استجاب لباب الخراب السياسي الذي فتحه العدالة والتنمية ونسي أنه خطيب باسم الإسلام ونشر فيديو يحرم فيه التصويت على كل من لا يحمل مشروعا إسلاميا ودعا ضمنيا للتصويت على العدالة والتنمية من خلال الدعوة للتصويت على “المشروع الذي يدعو لتشجيع الإسلام والمحافظة على العقيدة وسلوك المسلم وكل من له برنامج يخالف العقيدة والدين في شيء فيحرم التصويت عليه أو مؤازرته…” فهل رأيتم في المغرب حزبا واحدا له برنامج انتخابي يخالف العقيدة والدين… (الخطيب بالمناسبة مقرب من آل الكتاني والبقية حول الأمر نتحدث عنها في حلقة أخرى).

– محمد طلال لحلو: التصويت والانتماء لأحزاب علمانية وشيوعية من الإثم والعدوان:

محمد طلال لحلو الإسلامي الذي يدرس الاقتصاد الإسلامي الذي يرعى الدخول القطري إلى الأبناك المغربية أفتى كذلك بعدم جواز التصويت لحزب علماني وحتى الانتظام فيه أو يدعو إلى ذلك صراحة أو تلميحا مشيرا إلى أنه “لا يجوز انتخاب حزب علماني أو شيوعي ولا دعوة الناس لانتخابه وإعانته على باطله بأي شكل كان فضلا عن الانضمام إليه لما في ذلك من التعاون على الإثم والعدوان”.

الرجل لم يكتف بتحريم التصويت حرم حتى الانضمام لها إلى حين الوصول إلى مرحلة التمكين لمنعها والباقي تعرفونه وتعرفون أين حصل… فلم تعد لدينا ذاكرة قصيرة ولكم القياس حتى تعرفون من يحرم التصويت له ومن هو مؤهل للحل… إنها الديمقراطية.

حصلوا على 107 مقاعد في 2011 وعشية حصولهم على 125 مقعدا فقدوا أعصابهم لكي يدفعوا بالأمور إلى الوصول إلى نصاب 50٪ زائد واحد ليبدأ العد العكسي للأسئلة التي يحاول الجميع عدم طرحها… لكن الواقع لا يرتفع.

– حماد القباج السلفي الذي نسي أنه تسيس ولم يعد داعية :

نشر يوم 4 أكتوبر 2016 (3 أيام قبل يوم الاقتراع) على “قناته” توضيحا حول اتهامه من أطراف “سماها” صحافة صفراء بكونه صرح أن من لم يصوت للبيجيدي فهو كافر وهو أمر جميل ألا يكون الرجل تكفيري الهوى، وأعطى توضيحات أسوقها على لسانه:

– لا يجب أن نسكت على الأحزاب التي تهاجم ديننا حيث يجب أن نكشف عما عندها وندعو للتصويت لما يقابلها.

– لا يتردد متابع في أن أكثر الأحزاب وقوعا في خطأ المس بالدين الإسلامي هو البام.

– إلياس اتهم بالصوت والصورة  قناة محمد السادس بنشر التطرف في المجتمع تدريجيا.

– إلياس العماري يعني بالانفتاح والحداثة ما يخالف الدين الإسلامي ووسطيته واعتداله.

– يشبه البام البرامج التعليمية بالخرافة ويدعو لتطهيرها، بالنسبة لهذا الحزب المقررات الدراسية فارغة.

– دعت فاطمة الزهراء المنصوري إلى تعديل مدونة الأسرة وهي تقصد بذلك تعديل أحكام الإرث، الأمر الذي يشكل مسا صريحا بالدين الإسلامي.

– دور القرآن تعرضت لإغلاق غير قانوني بتشجيع من أحمد التهامي من البام، الذي اعتبر مسؤولي هذه الدور بكونهم متطرفين و شبههم بطالبان.

– محمد الكنسوسي وصف المغراوي بالإرهابي ووصف جمعيته بالحزب السري المظلل الذي يتخذ مراكش قاعدة.

يومان بعد ذلك نشر الشيخ حماد القباج دعوة للتصويت لحزب العدالة والتنمية مؤكدا أن ذلك يعني “تحصين الهوية الإسلامية للمغرب المستهدفة من طرف أحزاب ذات مرجعية علمانية”.

تذكرت أن الدساتير المغربية منذ الاستقلال إلى الآن سمحت بتأسيس أحزاب ليست لها مرجعية إسلامية ولا يوجد حزب واحد في المغرب مؤسس على أساس ديني أو عنصري… فهذا ممنوع قانونا وقضية المرجعية هي التفاف على قانون الأحزاب تقبلته النخبة السياسية في إطار العرف لأن الإسلام هو دين الدولة وليس دين بنكيران أو غيره من قادة الحركات الإسلامية لأنه يجمعنا ولا يفرقنا، واليوم وصلت الأمور إلى محطتها الأخيرة… لقد انزلق العمل السياسي إلى المحظور وما كان يقوله الإخوة المنفتحون تحول اليوم إلى مصادرة حق الآخر حتى في التصويت وربما في الوجود السياسي.

أليس في المغرب إمارة للمؤمنين ألم يقل الملك يوما حول المدونة “لا يمكنني أن أحلل ما حرم الله وأحرم ما أحل الله” أليس هو أمير المؤمنين والعدالة والتنمية ليس إلا حزبا سياسيا وليس مؤتمنا على دين المغاربة ومؤسسة إمارة المؤمنين خارج الزمن الانتخابي؟ أليس اليوم من حق الأحزاب أن تطالب بمنع كل الحزبيين من استغلال المساجد وقناة محمد السادس ومجالس العلماء وروابطها لأنهم أوقعوا استحقاقا انتخابيا في المحظور؟ أليس الأمر مخالفة لقانون الانتخابات وللعرف الذي ساد منذ استقلال المغرب؟ حتى لا نجد غدا فقهاء يدينون بالولاء ويجرون الإفتاء حيث ولت أحزابهم وجهها، كما حدث حول فتوى محمد بولوز من العدالة والتنمية حول جواز عدم صلاة الجمعة وكيف رد عليه شيخ آخر من العدل والإحسان (بن سالم باهشام) وأفتى بغير ذلك.

لقد عشنا جميعا كيف انتفض الإخوان بعد اخبار تصويت السلفيين للجرار وكيف اكتشفوا أن في الدستور فصل سابع… الدين يريدونه لهم خزانا انتخابيا، تصويت السلفيين وشيخهم لا يجب أن يذهب إلى غير الصف الإسلامي من المفروض أن يكون الدين واحد والفتوى هي لمؤسسات الإفتاء تفتي بعيدا عن حسابات الأحزاب.

شيوخهم الذين تسربوا في غفلة من الزمن حيث ”المجال الخاص” الذي لا تتصارع حوله الحوانيت السياسية، فعلي يعتة مؤسس الحزب الشيوعي المغربي كان حاجا لبيت الله وحتى نبيل بن عبد الله أدى فريضة الحج.

لقد أخدنا عينة من المشايخ  الذين يعيشون بيننا فإذا بالديموقراطية كفر لا مناص من استغلاله للوصول للمبتغى ولم نأخذ كل “الروث” المنشور حتى من طرف نواب رئيس حركة التوحيد والإصلاح الذين اكتشفوا فجأة أن دين المغاربة مهدد في اقتراع 7 أكتوبر، ألم يكن مهددا في 4 سبتمر التي سبقتها أم أن مهمة المرحلة الأولى كانت “تمسكن حتى تمكن…“

هنا فرق واحد لم يتوانى الإخوان في التعبير عنه بشكل جلي بعد 7 أكتوبر بعد بدء المفاوضات لتشكيل الحكومة بالواضح ”وهاد الشي علاش بغينا الأغلبية” ما باغين يتشاوروا مع حد، يريدون الأغلبية البرلمانية والباقي أعفيكم من تفاصيله.

… لقد وصل تسييس الإفتاء والدعوة إلى محطته الأخيرة

إدخال المغرب في أتون حرب الهوية من طرف العدالة والتنمية وغريمه في القطبية المزيفة الذي سعى إلى إدخال السلفيين إلى الحراك السياسي وإعطاء مشروعية حزبية لتسييس دور القرآن هو لعب بالنار.

الموروث المشترك هو موروث المغاربة وإمارة المؤمنين هي المكلفة بتدبير الحقل الديني والسلفيون سلفيون تنتهي مهمتهم في الدعوة يوم يفتون جماعة بالتصويت جماعة لهذا الحزب أو ذاك، البام والبيجيدي كانوا خارج الدستور وخارج الأسس الديموقراطية للحراك السياسي شاردين سياسيا وهو انزلاق له تبعات لن تقف عند 7 أكتوبر.

الإسلام للجميع والبيجيدي حزب لا حق له في استغلال دين الجميع والبام حزب لا حق له في إعطاء مشروعية حزبية لإدخال الدعويين في العمل السياسي كجماعات وليس كأفراد، إنه لعب بالنار إنه باب جهنم، ابحثوا عن أصواتكم خارج دين الله… فهو دين المغاربة جميعا وليس دين بن كيران أو العمري أو فاطمة الزهراء المنصوري.

المصدرعبد الرحمان المنسي/ "أحداث أنفو

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.