تنغير : مسيرة إميضر من أجل المناخ

admin
آخر الأخبارمحلية
admin30 نوفمبر 2015
تنغير : مسيرة إميضر من أجل المناخ
خرجت حشود من ساكنة إميضر المحتجّة في مسيرة سلمية على طول الطريق الوطنية رقم 10 في اتجاه منجم الفضّة و ذلك على مستوى اليوم تزامنا مع المظاهرات العالمية للمناخ التي تشهدها جلّ المدن و الدول في شتّى أنحاء العالم.
و قد أتت هذه المظاهرة للاحتجاج على الاستغلال المفرط و العشوائي للثروات الطبيعية و التلوث الهائل الذي تسبّبه شركة معادن إميضر المستغلة لمنجم الفضة بالمنطقة و أثرها على التغيرات المناخية التي تخلّ بدورها بالتوازن البيئي خصوصا التنوع البيولوجي و توازن المواسم الزراعية على طول أودية “تاركيط” و “دادس” بالإضافة إلى واحة “تودغى” الأكثر تعرضا لخطر التلوث بمواد السيانور، الزئبق، الزرنيخ، الكاديوم، الرصاص و مواد سامة أخرى التي تصدر من معامل معالجة الفضّة منذ بداية الاستغلال سنة 1969.
فبعد أن التحق مئات السكان إلى أحد دواوير إميضر المحاذية للطريق الوطنية 10، انطلقت المسيرة في اتجاه منجم الفضة و قام المشاركون برفع لافتات و يافطات تحمل عبارات معبرة عن مطالبهم، الشيء الذي أكدوه أيضا من خلال الشّعارات لتي ردّدوها صغارا و كبارا، رجالا و نساء، صوت واحد  لساكنة عمّر احتجاجها  من الزمن ما لم يكن في الحسبان.
من جديد، القوات العمومية أتت بكثافة إلى نقطة تلاقي الطريق الوطنية رقم 10 و الطريق الثانوية المؤدية نحو المنجم لمنع تقدّم المسيرة نحو هدفها كما فعلوا في وقت سابق، لكن المحتجون اختاروا الانحراف عن الطريق المحاصرة و تابعوا سيرهم لأزيد من 8 كيلومترات حتّى وصلوا إلى أقرب نقطة ممكنة للمنجم للاحتجاج هناك و وقفوا فوق هضبة تطلّ على سدّ تلّي جديد مليء بالنفايات الصلبة و السائلة شيّدته الشّركة مؤخّرا فوق أراضي إميضر التي كانت في الماضي القريب مرعى لبهائم الفلاحين، أمّا عشرات أفراد القوى القمعية رفقة عناصر الدرك الملكي فقد اصطفّوا أسفل الهضبة لمنع أي تقدّم للمحتجّين نحو إدارة المنجم فيما التحق بهم قائد قيادة تنغير حتى آن وقت تجمعهم لحلقية نقاش اليوم.
أربعون دقيقة موزعة على مجموعة من المتدخلين و المتدخّلات أثناء الحلقية كانت كافية للتعبير عن معاناة الساكنة من أثار الاستغلال المنجمي بالمنطقة و انعكاساتها على الأنشطة الفلاحية بإميضر و كذا الأخطار البيئية التي تهدّد صحة و سلامة السكان خصوصا و أن نتائج الخبرة التي أشرفت عليها جريدة “المساء” المغربية شهر دجنبر من سنة 2013 تنذر  بأخطار على الصحة العامة و البيئة، في ظلّ عزم شركة معادن إميضر على توسيع المنجم  و الوحدات الإنتاجية و بالتالي تضخم حجم النفايات المنجمية السامّة خصوصا و أن معالجة المعادن المستخرجة تتم على أساس مادة السيانور الخطيرة التي أودت بحياة مئات السكان أثناء الانفجار الأخير بمدينة تيانجين الصّينية.
و عاد المحتجون نحو دواوير إميضر و المعتصم التاريخي على مستوى الساعة الرابعة مساء بعد أن ساروا اليوم ما يقارب 12 كيلومترات على الأقدام، و بعد أن بعثوا برسالتهم العالمية حول البيئة في إطار هذا الشكل الاحتجاجي المحلّي الذي تؤطره نفس الفكرة التي اهتزّ من أجلها مواطنو العالم اليوم، وفي إطار الأشكال الاحتجاجية التي تنظمها الحركة الاحتجاجية لإميضر منذ صيف 2011 بالموازاة مع الاعتصام المفتوح دفاعا عن الملف الحقوقي للساكنة.
جدير بالذكر أن حركة إميضر هي من بين أولى الحركات الاجتماعية المدافعة عن ملف البيئة و محاربة التلوث بالمغرب، الشيء الذي تم تأكيده اليوم و في مظاهرة السنة الماضية أيضا، إلا أن الشّركة المستغلة لمنجم الفضة تحاول دائما التستر على جرائمها البيئية و ما الحملة الدعائية التي تقودها مجموعة مناجم هذه الأيام على موقع التواصل الإجتماعي تويتر إلا دليلا قاطعا على ذلك، مسخرة ميزانيات مهمة و جرائد و أشخاص مرتزقة للتغريد على أنغام يجهلون الكثير عنها.
إميضر في 29 نونبر 2015
المصدرحركة على درب 96 إميضر

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.