في ظل التوتر السياسي الناتج عن طرح ملتمس الرقابة على حكومة عزيز أخنوش، خرج الكاتب الأول لحزب الاتحاد الاشتراكي إدريس لشكر بتصريحات قوية منتقدًا ما وصفه بـ”المزايدات غير المقبولة” لبعض أطياف المعارضة. وأكد أن حزبه لا يخوض معاركه السياسية بالشعارات بل عبر تحمل المسؤولية الوطنية بجدية.
خلال المؤتمر الإقليمي للحزب بتنغير، شدد لشكر على أن مبادرة الاتحاد جاءت ردًّا على اختلال التوازن المؤسساتي، وأن أطرافًا في المعارضة تعاملت معها بسطحية، وقللت من شأنها قبل حتى الاطلاع على محتواها. وأضاف: “نرفض تحويل أداة رقابية دستورية إلى منصة للمزايدات أو تصفية حسابات داخل المعارضة”.
وأوضح أن المبادرة التي حملت عنوان “من أجل عدالة مجالية وحكامة ترابية” نابعة من همّ شعبي حقيقي، وتهدف إلى تصحيح المسار في ظل ما وصفه بـ”تغوّل الحكومة”.
وتعيش المعارضة منذ أشهر على وقع تصدعات متواصلة، تمحورت حول من له الحق في تقديم الملتمس، وسط تمسك الاتحاد الاشتراكي بحق المبادرة باسمه، مقابل دعوة أحزاب أخرى كحزب العدالة والتنمية إلى الطابع الجماعي. هذا الخلاف أدى إلى انقسامات حادة ورفض أطراف أخرى الانخراط في “الطروحات الأحادية”.
وفي تطور بارز، أعلن الاتحاد الاشتراكي انسحابه من تنسيقية المعارضة في مايو 2025، متهمًا شركاءه بعدم الجدية السياسية، فيما اعتبرت أحزاب أخرى أن الخطوة أضعفت وحدة المعارضة في توقيت سياسي حساس، عشية التحضير لانتخابات 2026.