الملحمة المغربية في الشيلي.. حين كتب أشبال الأطلس مجدًا جديدًا في سجل كرة القدم العالمية

هيئة التحريرمنذ 9 دقائق
الملحمة المغربية في الشيلي.. حين كتب أشبال الأطلس مجدًا جديدًا في سجل كرة القدم العالمية
نجيب الأضاضي

في ليلةٍ استثنائية ستبقى محفورة في ذاكرة الوطن، أبدع المنتخب الوطني المغربي لأقل من 20 سنة في تقديم أداء بطولي استثنائي توج بفوزٍ تاريخي ومستحق بكأس العالم. لم يكن ذلك محض صدفة، بل نتيجة رؤية ملكية متبصّرة جعلت من الرياضة قوة ناعمة للمغرب ومجالًا لتألق شبابه في المحافل الدولية.

ولا يمكن الحديث عن هذا الإنجاز دون التوقف عند الأكاديمية محمد السادس لكرة القدم، هذا الصرح الملكي الرائد الذي أعاد تعريف مفهوم التكوين الكروي بالمغرب، وأفرز جيلًا ذهبيا من اللاعبين الذين تشربوا قيم الوطنية والانضباط والاحتراف. إنها ثمرة من ثمار الرؤية السامية لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، الذي جعل من الرياضة مدرسة لبناء الإنسان ورافعة للتنمية.

من طنجة إلى الكويرة، عمت الأفراح أرجاء المملكة. خرج المغاربة إلى الشوارع يهتفون باسم الوطن، يلوّحون بالأعلام، ويغنون بفرحٍ غامر رغم تأخر الوقت. كانت ليلة بيضاء بلون المجد، جمعت بين النخوة والاعتزاز والانتماء.

أما في الشيلي، فقد تجلت صورة المغرب في أبهى حللها؛ الجالية المغربية احتشدت في المدرجات، وسفيرة المملكة السيدة كنزة الغالي قادت استقبالًا مهيبًا لأبطال الوطن. كما حضر كل من السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، والسيد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، لتقديم الدعم والمساندة. حضورهم لم يكن رمزيا فحسب، بل تأكيدا على أن الدبلوماسية والرياضة تسيران معًا في خدمة إشعاع المغرب.

وفي المدرجات أيضا، كان باتريس موتسيبي، رئيس الاتحاد الإفريقي لكرة القدم، يشاهد الإبداع المغربي بعين الإعجاب، وهو يصفق لأداء عالمي راقٍ جمع بين الفن والروح القتالية.

المباراة النهائية كانت عرضا كرويا من الطراز الرفيع، تجلت فيه المتعة والتكتيك والجمال، فيما جاء التتويج ليؤكد أن المغرب اليوم قوة صاعدة في سماء الكرة العالمية.

لقد جسّد هذا النصر معنى القوة الناعمة المغربية في أبهى صورها، حيث يُصبح الرياضي سفيرا، والملعب منبرا، والفرحة رسالة أمل وأصالة.

إنه نصر للوطن، نصر لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، نصر لشعبٍ آمن بالحلم وحقّقه بالعزيمة والإصرار.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة