Ad Space

اجتثاث النباتات الطبية و العطرية جهل بالمخاطر أم حاجة لمصدر دخل؟؟

admin
2025-03-16T14:36:58+00:00
آخر الأخبار
admin16 مارس 2025
اجتثاث النباتات الطبية و العطرية جهل بالمخاطر أم حاجة لمصدر دخل؟؟

حسن الطاهري

في كل مرة تتساقط فيها التساقطات المطرية، تنمو و تزهر النباتات الطبية و العطرية بأنواعها المختلفة و المتنوعة و بعضها المهددة بالإنقراض في جبال أيت سدرات الجبل عمالة إقليم تنغير وتعود الحياة إليها بعد موجة من الجفاف و التصحر.

ونجد على قائمة هذه النباتات عشبة “أزوكني أو أزيكني” حسب اللهجة و المنطقة أو عشبة الزعتر التي تعد من بين النباتات المهددة بالإنقراض في مناطق الجنوب الشرقي والتي تستعمل في مجموعة من الصناعات الدوائية و كدواء بديل يستخدمه السكان المحليون للاستشفاء من بعض الأمراض خاصة المتعلقة بالهضم.



aid

و يشاع استعمال الزعتر عن طريق غليه في الماء لعلاج التهاب الشعب الهوائية، والسعال الديكي، والتهاب الحلق، والمغص، والتهاب المفاصل، واضطراب المعدة، وآلام المعدة (التهاب المعدة)، والإسهال، والتبول اللاإرادي، والغازات المعوية (انتفاخ البطن)، وغيرها من الاستعمالات، كما يأتي مربو النحل في كل جهات الوطن إلى هذه المناطق ، لكي ينتج نحلهم عسل الزعتر الجبلي الذي يتصف بالجودة العالية من حيث الفائدة الغذائية والصحية حسب مختصين و بتجارب مخبرية.

وحسب بعض أعضاء التعاونيات الفلاحية و الجمعيات المهتمة بالبيئة فقد أكدوا أن هذه النباتات العطرية و الطبية تتعرض لنوع من الإجتثاث العشوائي عن طريق إقتلاع جذورها عمدا أو سهوا أو جهلا ، وعدم إدراك بعض الساكنة بالمناطق الجبلية لأهمية هذه الثروة النباتية والبيئية حيث يتم بيعها بثمن بخس يعادل 10 دراهم للكيلوغرام الواحد بطرق غير قانونية يعاقب عليها القانون مقابل ساعات كثيرة من العمل لجنيها في الجبال ووضعها في مكان لتجف ثم لفصل الأوراق الصغيرة عن الأغصان الشوكية ثم غربلتها و جمعها مجددا، مما ستتسبب هذه الممارسات غير المعقلنة و الاستغلال العشوائي الذي يهددها و توالي سنوات الجفاف بالإنقراض لا محالة.

محمد الوردي رئيس تعاونية لتربية النحل بالمنطقة سرد لنا مجموعة من المعطيات و الأخطار التي تهدد التنوع البيولوجي و النباتي و المتعلقة أساسا باقتلاع النباتات الطبية و العطرية بشكل عام و عشبة الزعتر بصفة خاصة، حيث أكد أن تدهور البيئة المحيطة خلال السنوات الماضية سببه هو عدم احترام البيئة المحيطة واقتلاع النباتات بشكل مفرط و بيعها بأبخس الأثمان عبر وسطاء مهمتهم الوحيدة هو جني الأرباح على أتعاب نساء دواوير المنطقة حيث أبرز الهوة الكبيرة بين ثمن بيعه في الدواوير و الأضعاف المضاعفة خلال وصوله لعملية تقطير الزيت التي يمكن أن تصل إلى 34 مليون سنتيم للتر الواحد في مقابل دريهمات تتراوح بين 10 و 12 درهم للكيلوغرام الواحد للنساء اللواتي يخاطرن كل يوم إلى الصعود للجبال و حمل الأكياس و غربلة إلى غيرها من الأعمال الشاقة التي تمر بها عشبة “أزوكني”.كما أكد في مداخلته أن هذه التصرفات الغير المعقلنة لا تضر تعاونيات النحل فقط، وإنما يتم تقسيم الأضرار على جميع ساكنة المنطقة بحيث أن ماشية الرعاة أيضا مهددة بهذا الموضوع لأنها لا تجد تغذيتها في الجبل و بذلك يضطر الرعاة لبيع الماشية و العودة إلى الدواوير، مما ساهم في نقص القطيع وبذلك غلاء الماشية و اللحوم الحمراء، دون أن ننسى تأثير هذه النباتات في إنجراف التربة حيث أصبحت المنطقة مهددة بالفيضانات و أصبحت الحقول ممتلئة بالأتربة وهذا جديد على المنطقة بسبب التغيرات المناخية وكذا اقتلاع النباتات، و كذا تأثير ذلك على السياحة التي تعتمد عليها المنطقة بشكل كبير حيث أن عدم تماسك التربة يساهم في إنجرافها وبذلك انقطاعات المتكررة للطريق الجهوية رقم 704 و سيأثر ذلك في وصول السياح لفناذق المنطقة و عودتهم إلى منطقة أكثر أمنا، مما يبين أن موضوع البيئة موضوع يشمل الجميع و علينا البحث عن حلول لهذا المشكل كل من موقعه و سلطته و قطاعه. و في سؤال حول الحلول التي يمكن أن تساعد في الحد من اقتلاع النباتات أكد محمد الوردي أنه لن نقوم بقطع أرزاق النساء اللواتي يعملن في هذا المجال لتوفير دخل صغير لمساعدة أزواجهن في ظروف الحياة الصعبة ولكننا نبحث عن حلول لقطع الطريق على السماسرة الذين يستغلون حاجتهن و جهلهن بمسار تقطير النباتات العطرية والطبية بمساعدتهن على تنظيم العمل في تعاونيات محلية لتقطير الزيوت لكسب ربح أكبر و المساهمة في التنمية المحلية، مع وضع قانون أو ميثاق شرف لاستغلال هذه النباتات بشكل معقلن بحيث يمكن تحديد وقت جنيها وعدم اقتلاعها باعتبارها موروثا طبيعيا لا يمكننا زراعته ولكن يمكننا المحافظة عليه. في جهة أخرى أكد الأستاذ والجمعوي أحمد زرير في جواب له عن سؤال بعض الحلول التي يمكن اقتراحها لمساعدة النساء للاقلاع عن اجتثاث النباتات العطرية بكل أنواعها، طرح مجموعة من البدائل من أهمها تنظيم لقاءات توعوية مع نساء مجال أيت سدرات الجبل للتوعية بأهمية المحافظة على التنوع البيولوجي، وإشراك الساكنة في البرامج التقريرية في مجال الفلاحة والمجال الغابوي بالإضافة إلى خلق مشاريع مدرة بالدخل كتثمين المنتوجات المجالية وخلق أسواق محلية خاصة بالمنتوج المحلي و توفير الأعلاف بأثمنة رمزية، واستفادة الجميع دون استثناء و تفعيل أدوار المحمية( أكدال) و توفير زراعات بديلة أكثر أمنا للموارد المائية و تسهيل المساطر القانونية للتعاونيات في تجارة المنتوجات العطرية كما أكد على ضرورة تحديد أوقات خاصة لجني النباتات العطرية( بعد فترة الإزهار خلال شهر يونيو يوليوز غشت)..

وفي نفس السياق أكدت تعاونية فليو ندادس الكائن مقرها في دوار أيت أودينار في شخص رئيسها اسماعيل صبيري المتخصصة في إنتاج وتسويق جميع أنواع العسل أن التعاونية مهتمة بهذا المشكل و تبحث عن حلول يمكن أن يحد أو على الأقل التخفيف من الإجتثات العشوائي للنباتات العطرية و الطبية، وأكد أن التعاونية يمكن أن تساعد في التحسيس و التوعية و التفكير في إدماج النساء في تعاونيات واقترح أن تنخرط النساء المهتمات في تعاونية نسائية لكل دوار و يشكلن فيدرالية في ما بينهن للتنسيق و تبادل المعلومات و الأفكار و العمل على إنتاج الزيوت الطبيعية أو نسج الزرابي أو إعداد الحلويات أو الخياطة، و مساهمة الجمعيات و التعاونيات التي تتوفر على تجربة في تسويق منتجاتهن على المدى القريب في أفق القيام بالعملية بأنفسهن في المدى المتوسط، كما اقترح الفاعل الجمعوي عمر صبيري عدة حول يمكن أن تساعد في حل المشكل وذكر أنه يجب خلق فرص الشغل للنساء وتحسيسهن على أهمية الاستثمار في المنتوجات المحلية وعدم ترك الفرصة أمام المستثمرين الأجانب للاستفادة من المنتوجات المحلية بأبخس الاثمان ،تسهيل المساطر القانونية لتأسيس التعاونيات الزراعية بالمنطقة والسلاسة في دعمها ماديا ومعنويا من طرف المؤسسات المانحة للدعم ،تنظيم دورات تكوينية بالدواوير والقرى للتعريف بمراحل تأسيس التعاونيات وتبسيط المساطير القانونية الخاصة بالمقاولات الصغرى بالإضافة إلى رد الاعتبار المنتوجات المحلية وتأسيس تعاونيات خاصة بتثمين هذا المنتوج المحلي و التفكير في مهرجان المنتوجات المحلية للمساهمة في تسويقها.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.