بمناسبة تخليد الذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، والتي تزامنت هذه السنة مع القرار الأممي الداعم لمبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية التي تقدمت بها المملكة كحلٍّ جاد وذي مصداقية، شهدت قاعة المركز الثقافي بتنغير حدثاً تنموياً مميزاً تمثل في إعطاء الانطلاقة الرسمية للبرنامج التكويني الخاص بالحاضنة الاجتماعية لإقليم تنغير، حضره كل من ممثل وكالة التنمية الاجتماعية بجهة درعة تافيلالت وممثلة المديرية الاقليمية للتعاون الوطني بتنغير وممثل جماعة تنغير وعدد من الشخصيات بالاقليم.
ويأتي هذا البرنامج ثمرة اتفاقية شراكة بين اتحاد جمعيات التجارة والمهن بإقليم تنغير ووكالة التنمية الاجتماعية، في إطار برنامج التأهيل والتمكين الاقتصادي للنساء حاملات المشاريع وللأشخاص في وضعية إعاقة بجهة درعة تافيلالت، الذي أطلقته وزارة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة بشراكة مع ولاية جهة درعة تافيلالت، ومجلس الجهة، ومؤسسة التعاون الوطني، ووكالة التنمية الاجتماعية.
هذا البرنامج الرائد يجسد رؤية وطنية طموحة تهدف إلى تعزيز روح المقاولة والابتكار، وتمكين النساء من تحويل أفكارهن الإبداعية إلى مشاريع واقعية ذات أثر اجتماعي واقتصادي على محيطهن المحلي.
ويُعد انطلاق هذا التكوين مرحلة أساسية في مسار تنمية الكفاءات والمهارات الريادية، انسجاماً مع التوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده، الداعية إلى جعل العنصر البشري في صميم العملية التنموية، وتشجيع المقاولات الصغيرة والمتوسطة باعتبارها رافعة أساسية للاقتصاد الوطني.
كما تُشكل مرحلة التكوين داخل الحاضنة الاجتماعية فرصة حقيقية لـبناء المسار المهني وتعزيز المكتسبات وصقل المواهب وإطلاق الطاقات الخلاقة نحو مستقبل أفضل، بما يتيح تحويل أفكار المشاريع إلى واقع ملموس يعود بالنفع على المستفيدات والمجتمع المحلي.
وقد عرفت مرحلة الاستقبال الأولي تواصلاً مع أزيد من 600 مستفيدة بإقليم تنغير، حيث تم استقبال 400 مستفيدة بمقر الحاضنة الاجتماعية وبمراكز التعاون الوطني بأسول وقلعة مكونة.
كما تم توجيه 120 مستفيدة لمسار الإدماج المهني حسب اختياراتهن، و130 مستفيدة نحو المؤسسات المعنية بالتشغيل والدعم، في حين تم توجيه 150 مستفيدة لمسار خلق المقاولة، وهن اللواتي سيستفدن من تكوين متخصص في ريادة الأعمال ضمن هذا البرنامج الطموح.
يأتي هذا الورش في سياق مواصلة الجهود المشتركة الرامية إلى تمكين النساء اقتصادياً واجتماعياً، وتعزيز دينامية التنمية المحلية المستدامة بإقليم تنغير وجهة درعة تافيلالت عموماً، عبر مبادرات ملموسة تضع الإنسان في صلب التنمية وتُترجم الرؤية الملكية السامية على أرض الواقع.





















