أيت عكي طالب
وحتى ان أخذنا هاته الاقلام التي بين أيدينا لنكتب بعض الكلمات في حقكم أظنها يا معتوب لونس لن نردكم الجميل وثمنكم الغالي الذي دفعتموه من أجل القضيه الأمازيغية ومن أجل مبادئ الحرية والديمقراطية،لكن دعوني واسمحوا لي أن أقول لكم أنكم فرشتم لنا أرضية النضال وعلمتمونا مبادئه وأصبحتم مدرسة أنتم معلموها في أنكم متشبتون ومقتنعون ومؤمنون بالدفاع عن القضية الأمازيغية والمبادئ الديمقراطية التي ما زالت مجرد شعارات في الوقت الذي كنتم أنتم ترفعون أعلامها في وجه من يحبون كراسي السلطة الفاسدة.
كيف لا نكتب عنكم يا معتوب لونس ويا معلم النضال وقد كنتم ساعة دفاعكم عن القضية الأمازيغية ومبادئ الديمقراطية والحرية تمتلكون الجرأة الفكرية والارادة القوية والنفس الطويل في دفاعكم عن القضية الأمازيغية هوية ولغة وثقافة وحضارة رغم كل الأشواك والحواجز الواضعة أمامكم من قبل نظام لا يؤمن الا بنفسه وبطرح ايديولوجي قومي عربي مبني على أساس خدمة مصالحه متناسيا أنه قائم على شرعية غير مشروعة تشربت سلطة ايديولوجيتها من سلطة أخرى تنكرت لكل ما هومتجدرفي حضارتنا الأمازيغية لغة وثقافة وهوية وتاريخا والتي هي في الحقيقة سبب دفاعكم عن القضية الأمازيغية لا لشيء الا لأنكم وعيتم بذاتكم الأمازيغية حيث رفضكم الانتساب لموسى أو لزيد في الوقت الذي قلتم في وجههم أنكم لستم بعربي.
وكيف لا يا معتوب لونس ألا نحفز عقولنا ولو لساعة وأن نكتب عنكم لنخلد الذكرى السابعة عشر لاغتيالكم وأنتم الذين اكترثتم حياتكم من أجل الدفاع عن القضية الأمازيغية وتسلحتم بسلاح الفكر وجعلتموه أحد مبادئكم في المواجهة ومقاومة أعداء الحياة وأعداء الأمازيغ والأمازيغية وقامعي الحريات كحرية الابداع والفكر وحرية الرأي وأنت الذي قلت صاخبا في وجوههم المصفرة تلك المقولة التي تقول الأمازيغية هي لغتي الأم تعلمت بها الكلمات الأولى وألفت بها نصوصي الغنائية الأولى وألفت بها نصوصي الغنائية ،وهكذا اذن يا دالوناس معتوب اكتشفنا فيكم أنكم مقتنعون ومؤمنون بعدالة القضية الامازيغية وبالتالي دفعتكم قناعاتكم وايمانكم بعدالة قضيتنا الأمازيغية الى القسم على ذلك واعتبرتم أن معركتناعادلة ونبيلة ولا أحد بمقدوره الوقوف أمامكم وفي وجوهكم وأنكم تفضلون أن تموتوا وأنتم واقفين ومدافعين عن الأمازيغية بدل أن تموتوا شيوخا وأنتم طريحوا الفراش.
طبعا يا معتوب لوناس أخذنا لهاته الأقلام لن تكون كمثل تمردكم ومشاكستكم التي تتمتعون بها حيث تمردكم على فكر القومية العربية القائم على مؤسسات ايديولوجية وعلى مؤسسات لا ديموقراطية يهذفان بالأساس الى ابادة الشعب الأمازيغي العريق.
فتمردكم يا معتوب لونس كان صوتا أمازيغيا قويا اذ كنتم تتحدثون عن مبادئ الديمقراطية في خطاباتم وأغانيكم فقد كنتم تتحدثون عن العدالة والحرية و المساواة وأنتم ترفضون فرض الحصار وقمع المفكرين والمبدعين واعتقالهم وقتلهم،فكلامكم وانتم تنتقدون السلطة كان له معنى كبيرا وقفت عليه الأنظمة الاستبدادية المستبدة اليوم التي كانت عبرمسارها الاستبدادي تكن عدائها للأمازيغية حيث كان مصير بعضها السقوط في انتظار أن يسقط من يستمر في عدائه للغة الشعب ويهين تاريخه وحضارته.
فرديكاليتم يا لونس معتوب أوصلتنا الى أنكم رجل مواقف وأنتم تعارضون سياسة النظام الاديولوجي الجزائري ووقفتم في وجه التيارات الاسلاموية المتشددةالتي قلتم في حقها تلك المقولة التي قلتم فيها أريد أن أعيش وأغني بكامل الحرية الجزائر الاسلامية لن يكون لها وجود واذا اقتضى الحال أن أهب حياتي في هذا الكفاح فلن أتردد، طبعا يا معتوب لونسمثل هذه المقولات لا يقولها الا العمالقة والكبار القادرين على المواجهة في زمن طغى فيه التشدد الديني والأنانية العروبية تحت مسميات العروبة والاسلام وبناء ما يسمى “بالوطن العربي” ولما لا يا معتوب لونس وقد عجزوا عن كسر شوكتك لمدة خمسة عشر يوما يوم تعرضك للاختطاف لا لشيء الا لأنك تناظل من أجل جزائر ديموقراطية.
نعم يا لونس معطوب لقد أبليتم البلاء الحسن ولستم مختلفا اليوم وأنتم تقولون في وجوههم تلك المقولة التي تقول بأن المصيرنفسهينتظرالتائه؛الجنة مآله مهما كانت عدد ذنوبه،ففي الوقت الذي كانوا ينعتونكمبأتفه النعوت ؛كانوا هم الملحدون حقا بالأمازيغية وكفرهم بها رغم اختلاف الألسن والألوان التي جعلها الله لقوم يعقلون،أليس هذا ما يجعل الانسان ينتقل من حالة التوازن الى وضع التعصب يمسخه من كائن عادي الى الة مستعدة للقتل كما قلتم لهم وفي حقهم ايام اختطافك؟
هكذا اذن تحدثتم اليهم يا معتوب لوناس وكنتم جريئا في مواجهتكم لهم وأعلنتم في وجوههم بأنكم لستم بعربي وليس من المفروض أن تكونوا مسلمين وأعلنتم أن أمكم يمكن أن تكون كذلك؛ لكن أنتم لديكم الحق في أن تقولوا لا.
هكذا اذن تكون ثقافة الاختلاف يا لونس معتوب في ظل بناء ذات أمازيغية قادرة على الوعي بذاتها لغة وثقافة وهوية وحضارة بعيدة عن أي استلاب فكري يستهذفها وانسلاخا ثقافيا يقضي على كل ماهو متأصل في منظومةالفكرالأمازيغي الخلاق والمبدع عبر الأزمنة والعصور.
لقد اغتالوك يا معطوب لوناس وتكالبوا على قتلك بعد أن فشلت كل محالتهم الأولى؛ أوغاد الحياة استعملوا فيكم الرصاص الحي وأرادوك مقتولا وارتفعت صيحاتم المنهزمة؛ وتساءل الكل عن أولئك الذين اغتالوا معطوب لوناس؟
واسمحوا لنا يا معتوب لوناس ان قلنا لكم أننا لم نكن نعرف عنكم أية معلومة الا بعد أن ولجنا الدراسة بالجامعة باعتباره فضاء الفكر والمعرفة ،حيث وجود الحركة الثقافية الأمازيغية الاطار الوحيد والممثل الشرعي لايمازيغن من داخل الساحة الجامعية ، ولو لها لما كنا نكتب عنكم اليوم.
واذ نخبركم أن مناضليها تحييكم الاف التحايا وتخلد ذكرى اغتيالكم وتمجدكم على دفاعكمالمستميت من أجل القضية الأمازيغية وتعتبركم شهيد الديمقراطية والحرية،فصوركم يا معتوب لونس ترفرف في الأيام الثقافية للحركة الثقافية الأمازيغية وأغانيكم منتشرة بين الأوساط الطلابية وفكركم التحرري سائر في دماء المناضلين فأنتم المعلم ونحن تلاميذك ،واذ لا ننسى مقولتكم عن الحركة الثقافية الأمازيغية حيث قلتم في حقها بأنها حركة ضرورية جدا ومازالت وستظل كذلك وستكون أكثر ضرورة في المستقبل لأنها قوام وجودنا وبمختلف مشاربهم السياسية انها رمز هويتنا.
حقا يا دالوناس معتوب اغتيالكم لم يكن سهلا على الذات الأمازيغية وعلى الفكر الديمقراطي الحر بهمومه ورسائلكم التي كنتم تحملونها في خطاباتكم وتصوراتكم المنبثقة من مرجعية تستقي منابعها وتمتص حليبها من الحرية والنبل.
اذن يالونس معتوب فقد احببناكم لا لشيء الا لأنكم ارجعتم الدماء الى وجوهنا وشعرتم بمسؤوليات خاصة ازاء الشعب الأمازيغيوالأفكارالديمقراطية ولم تخيب ضنهم فيكم ولم تخدعهم ،فقد كانت معركتم أشد قوة وأصلب ، وفي الأخيركان مصيركم الاغتيال وقتلكم بأبشع الطرق من طرف أعداء الحياةلأجل شعب حضارته ضاربة في جذورالتاريخ وأعماقه.
لكن تأكدوا يا معطوب لوناس أنه اذا كان جسدكم قد رحل عنا فان فكركم وأقوالكم وأشعاركم وتمردكم على اللامعقول ومشاكستكم قد اتخذوا بيتا في قلوبنا.
وفي الأخير يا دالوناس معتوب لن نقول لكم الوداع بل سنقول لكم فلترقد روحكم بسلام ومهما غاب نجم في السماء فلن تبقى السماء بدون نجوم ويبقى اغتيالكم وصمة عار على أوغاد وأعداء الحياة العربانية التي لا تؤمن الا بلغة الاستبداد واسبلاد الشعوب ،لكن هيهات،فقد نطأطأ الرؤوس لكن لن ننكسر كلها أقوال قلتموها يا لوناس معتوب وستظل راسخة في ذاكرة الشعب الأمازيغي الذي سوف يعلن انتصاره كما اعلنتموه سابقا يا معتوب لونس وسنعلن لهم جميعا أننا الأقوى. ومهما غاب عنا جسدكم ففكركم حي بيننا لأنكم تستحقون منا كل المجد والخلود. فشكرا لكم يا معتوب لوناس لكل ما قدمتموه للقضية الأمازيغية وللفكر الديمقراطي الحر.
المصدر: أيت عكي طالب
المصدر : https://tinghir.info/?p=9890