Ad Space

و اختلت الموازين

admin
آخر الأخبار
admin3 يوليو 2015
و اختلت الموازين
في زمن العلم و التنافس الفكري بين الشعوب و الأمم، و سعيها نحو تقديم الأفضل و المفيد للبشرية، وبوسائل تقنية حديثة و قنوات فضائية أنشئت خصيصا لنشر العلم و التطور الفكري، أصبحنا نشاهد ونسمع عبر قنواتنا الفضائية العري و الخلاعة و الرذيلة و الفحش باسم الفن و مغلف بغلاف الانفتاح الفكري و محاربة التزمت و الظلامية و …
  و إن الله تعالى جعل من الميزان و القسط أساس الدعائم التي تحمل ثقل المجتمع البشري بغض النظر عن أي شيء آخر، و جعل القسطاس أداة قيام هذا الأساس و أمر أن يكون مستقيما و إلا اختل التوازن وانهد البناء المجتمعي و تقوض و تخرب كله.
  و لقد اختلت الموازين و انقلبت المفاهيم، فأصبح الالتزام و الحياء و الحشمة عنوانا للانغلاق والرجعية و التخلف و الانحطاط، و حل محل كل ذلك غير ذلك عبر وسائل كانت من المفروض أن تكون للإعلام، لكنها أصبحت وسائل الإعدام.


aid

  و اختلت الموازين حين نرى قنواتنا الفضائية، الممولة من جيوب دافعي الضرائب، تتصرف وكأنها غير معنية بما تذيعه و تقدمه للشعب المغربي الأصيل، أو كأنها في غنى عن المشاهدين؛ بل بالعكس فالقنوات التلفزية هي المحتاجة للمشاهدين لكي تستمر في البث و الإرسال؛ إذ بدون مشاهدين لها تصبح القناة جوفاء فارغة، و يبقى التقاط ومشاهدة قنواتنا الوطنية حقا ثابتا من حقوق المواطن المغربي و ليس امتيازا و لا منة عليه.
  و اختلت الموازين؛ حيث تبث القنوات الفضائحية (أقصد الفضائية) مشاهد الخلاعة و العري مباشرة ضمن ما بات يعرف “موازين” ظلما و عدوانا، و في كل عام، و خلال كل دورة منه، تتحفنا “نجمة” من “النجمات العالمية” بعرض مفاتنها في استعراض فاضح و سافر و مخجل، ضاربة عرض الحائط ما تبقى من الحشمة و الحياء في المجتمع المغربي الإسلامي الأصيل.
  الأدهى و الأمر أن هذه القنوات التي تتسابق في نقل السفور و التبرج و تتفنن في عرضه و تلقينه للمجتمع و الأسرة و الفرد، و لم نرها يوما تقوم بقل صلاة التراويح خلال الشهر الفضيل؛ بل تمادت و زادت في غيها و تدمير ما تبقى ما حصون المجتمع بعرضها لمسلسلات و سلسلات و برامج يلهي الناس عن أداء العبادات لرب العباد، نائبة في ذلك نيابة كلية عن إبليس المصفد.
المصدرمبارك بويقوش (تنغير)

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.