أيت عكي طالب
قبل أن نغوص في نقاش موضوعنا هذا، لا بد في البداية أن نقف ونعلن تضامننا المبدئي واللامشروطمع ضحايا النيران التي اشتعلت بالامس وأتت على غلات وثمار بعض عائلات المنطقة بأيت اسنان (نخيل ؛ أشجار…) كما نعلن أننا دمعت قلوبنا ونزفت عيوننا عندما رأت النيران وهي تلتهم رأسمال العديد من أسرنا بالمنطقة.
هذا جانب من الجوانب التي لم تسلم منطقتنا بأيت اسنان من الاحتراقمن لهيب النيران ، لكن اذا كانت هناك أيادي بعض الأشخاص هي التي تقوم بفعل اشعال النيران في حقولنا، اذن فلماذا وجود هاته الايادي بيننا؟ وان مثل هاته الايادي في الاصل لا مكانهابيننا لسبب بسيط أننا نحب ثمور نخيل حقولنا ونحب أشجارها ونحب كرموسها ونحب رمانها ونحب عنبهاوكل ما تنتجه حقولنا من خيرات، فهي ثروات أجدادنا ورأسمال ابائنا ومنبع طفولتنا وفضاء شحن قوة شبابنا ومكان شرارة دماء عروق شيوخنا، اذن دعوا حقولنا تعيش ولنحافظ عليها،وأما اذا كانت سبب اشعال هذه النيران من تلك الأمور الخافية علينا فلنخبرها أن تدع لنا حقولنا لأنه لا نملك شيئا سواها.
أما الجانب الاخر الذي يختلف احتراقه ونيرانه عن الأخرى، فيتجلى في حقول شبابنا التي تحترق طموحاتهم وطاقتهم صباح مساء وتتبخر أحلامهم من حين لاخر بفعل سياسة الاقصاء والتهميش التي تتعرض لها مناطقنا بأيت اسنان بسبب ما يمكن أن نسميه بالسياسات الفاشلة التي لا تراعينا ولا تستوعبنا كقاعدة شبابية طموحة تفتقر الى أبسط الحقوق، كتلك المتعلقة بالبنية التحتية المتمثلة في انعدام المرافق العامة والملاعب الرياضية وكذا الى المرافق الصحية البسيطة التي تقدم خدماتها الى المواطنين وكذا غياب لنوادي نسوية يحتضن نسائنا والى خزانات حقيقية تحتضن معرفة التلاميذ لبناء جيل ينير مستقبل مناطقنا وبلادنا.
ان حقول شبابنا المتنوعة تحترق كما احترقت بالأمس بعض حقول عائلاتنا ،فحقول شبابنا فيها الرياضي وفيها الشاعر وفيها الرسام وفيها المغني وفيها المسرحي وفيها من يتقن صناعة النسيج والزرابي وفيها وفيها العديد من الطاقات والمواهب.
لكن أينكم يا مسؤولون وأين هي تنميتكم التي تشتاق اليها مناطقنا؟ ألستم ممن يقولون عنهم انكم مسؤولي تاريخ الزمان مسؤولي أصحاب المصالح الشخصية، أنتم اكتشفتكم العامة أنكم لا تغيطون الا لعرسكم الذي لا ينتهي وتطبلون الدقات التي تريدونها في طبولكم وتغنون أغانيكم الفاسدة، أتدرون أنكم أفسدتمونا بسياستكم الحربائية وقتلتم فينا رغبة الطموح ،حقا انكم في وادكم تسبحون وأحلفتم ألا تسبحون في وادينا ، ألا تستوعبون أن لنا طاقات ونحن في حاجة الى أرضية تستوعب طاقاتنا؟ اذن فمتى سوف تعلنون توبتكم وتعتبرون أن استثمار الانسان هو مشروع بنا ء للمستقبل وغد أفضل يتسع للجميع.
فلا تتأسفوا يا شباب منطقة أيت اسنان في زمن البهتان السياسي الذي أصبحت فيه الغالبية تلج عالم لعبة السياسة ليقال عنه الناس ان فلان او علان او ابن أيت فلان أصبح عضوا في جماعة قروية أو حضرية ما لكن تاثيره وفعاليته على واقع طموحات شبابنا تبقى مغيبة في أدبيتها بوعي او بدون وعي.
اذن لكي لا نطيل عليكم ونثقل كاهل عقولكم عند قراءتكم لهذا الموضوع التي قد تحرك فيكم شعور الحسرة على الماضي والبكاء عليه بتبخرأحلام العديد من شباب مناطقنا في وطن نحبه رغم جهله لنا ونتقاسم معه أفراحه وأحزانه في الوقت الذي لنا أفراحنا وأحزاننا لا الوطن يتقاسمها معنا ولا من ينسينا في هذا الوطن لأنه الساكن فينا. فأملنا معقود في شباب منطقتنا بـأيت اسنان فاما أن نكون أولا نكون وعلينا أن نساهم في بناء منطقتنا وأن ندر رماد حقولنا المنيرة في أعين كل من لا يريد أن يستوعب طاقاتنا وطموحاتنا.اذن فحقول العديد من شباب منطقتنا احترقت لكن أليس من حقنا أن نرى مناطقنا يتمتع بها شبابها بأبسط الحقوق؟
المصدرأيت عكي طالب &&&سيفاو&&&
المصدر : https://tinghir.info/?p=9709