يتزامن دخول شهر رمضان، هذا العام، مع دخول فصل الصيف حيث تبلغ ساعات النهار أقصاها في مناطق الجنوب الشرقي من المملكة بمعدل 16 ساعة والناس صيام ، في عز انتشار حرارة تتجاوز 40 درجة في مناطق زاكورة ، ألنيف، تنغير، الريصاني ، أرفود و مرزوكة …ما جعل العمل في هذا المجال يصعب و الجهد ينقص ، وخاصة الأعمال اليدوية الشاقة التي تنتشر في الجهة كالبناء على وجه التحديد .
وتشتغل هذه الشريحة تحت الشمس المحرقة وهي صائمة ، تحت ظروف صعبة أجبرتهم على الوقوف والعمل في هذا المجال ، فيما آخرون يبدؤون أشغالهم ليلا بعد الإفطار خاصة الذين “يرمون الضالة” التي تتطلب جهدا زائدا و متواصلا ، ما يجعل صاحب البناء يحضر لوازم البناء من إنارة و أدوات ومياه للشرب
مدن الجنوب الشرقي تبدو طيلة شهر رمضان هذا الصيف، قبل منتصف النهار وكأنها مدن أشباح حتى وقت المغيب ، حيث تبدأ الحياة من جديد ، لتستمر الى طلوع الفجر دون انقطاع .
ويبحث سكان الجنوب الشرقي في هذه الظروف القاسية ،عن أماكن للراحة و الاستجمام تكون ملائمة من ناحية البرودة والرطوبة رغم قلتها للاحتماء من حر المناخ الذي يزيد قسوة هذه الأيام .
ففي منطقة الرشيدية مثلا ، يهرع الشباب الى منتجع مسكي ، المسبح الطبيعي البعيد بعشرين كلم ،الذي تحول هذا رمضان إلى وجهة للاحتماء من قسوة الطقس في غياب مسابح محلية ، أو يتجهون الى ضفاف مياه السد ، بينما أهل تنغير يقصدون مضايق تودغة المعروفة بجمالية طبيعتها و بوادها الذي يشق المضايق والذي يضفي عليها جمالية ، ما يجعل الأهالي يقصدون المكان للبرودة التي تعم جميع أطراف المضايق ، خاصة وأن الشمس لا تغزو هذه المنطقة لعلو الجبال ، وهو الأمر الذي يدفع العديد من الزوار إلى وضع أفرشة للنوم وسط الوادي و المياه تنساب من جوانبهم وكأنهم فوق مركب مائي …
جل مناطق الجنوب الشرقي يفرض فيها حذر التجول وسط النهار سبب موجة الحر الشديد،( الريصاني ، أرفود ، بودنيب ،مرزوكة والطاوس …) ، و تعيش محرومة من أماكن للترفيه و الاسترخاء ، ومن المسابح ، ومن وجود الأشجار الباسقة و المناطق الخضراء التي تقي من الحرارة ، فترى السكان من فلاحين و عمال و أطفال … مستلقين في دهاليز مظلمة ، أو تحت أقبية و شرفات القصور جماعات جماعات مستظلين بظلال الأسوار الطينية التي تخفف من وطأة الحرارة المفرطة التي تجتاح الجهة هذا رمضان الأبرك.
المصدرعبد الفتاح مصطفى/الرشيدية
المصدر : https://tinghir.info/?p=9691