العمل و رمضان في مناطق الجنوب الشرقي

admin
آخر الأخبار
admin29 يونيو 2015
العمل و رمضان في مناطق الجنوب الشرقي
يتزامن دخول شهر رمضان، هذا العام، مع دخول فصل الصيف حيث تبلغ ساعات النهار أقصاها في مناطق الجنوب الشرقي من المملكة بمعدل 16 ساعة والناس صيام ، في عز انتشار حرارة تتجاوز 40 درجة في مناطق زاكورة ، ألنيف، تنغير، الريصاني ، أرفود و مرزوكة …ما جعل العمل في هذا المجال يصعب و الجهد ينقص ، وخاصة الأعمال اليدوية الشاقة التي تنتشر في الجهة كالبناء على وجه التحديد .
وتشتغل هذه الشريحة تحت الشمس المحرقة وهي صائمة ، تحت ظروف صعبة أجبرتهم على الوقوف والعمل في هذا المجال ، فيما آخرون يبدؤون أشغالهم ليلا بعد الإفطار خاصة الذين “يرمون الضالة” التي تتطلب جهدا زائدا و متواصلا ، ما يجعل صاحب البناء يحضر لوازم البناء من إنارة و أدوات ومياه للشرب
مدن الجنوب الشرقي تبدو طيلة شهر رمضان هذا الصيف، قبل منتصف النهار وكأنها مدن أشباح  حتى وقت المغيب ، حيث تبدأ الحياة من جديد ، لتستمر الى طلوع الفجر دون انقطاع .
ويبحث سكان الجنوب الشرقي  في هذه الظروف القاسية ،عن أماكن للراحة و الاستجمام تكون ملائمة من ناحية البرودة والرطوبة  رغم قلتها للاحتماء من حر المناخ الذي يزيد قسوة هذه الأيام .
ففي منطقة الرشيدية مثلا ، يهرع الشباب الى منتجع مسكي ، المسبح الطبيعي البعيد بعشرين كلم ،الذي تحول هذا رمضان إلى وجهة للاحتماء من قسوة الطقس في غياب مسابح محلية ، أو يتجهون الى ضفاف مياه السد ، بينما أهل تنغير يقصدون مضايق تودغة المعروفة بجمالية طبيعتها و بوادها الذي يشق المضايق والذي يضفي عليها جمالية ، ما يجعل الأهالي يقصدون المكان للبرودة التي تعم جميع أطراف المضايق ، خاصة وأن الشمس لا تغزو هذه المنطقة لعلو الجبال ، وهو الأمر الذي يدفع العديد من الزوار إلى وضع أفرشة للنوم وسط الوادي و المياه تنساب من جوانبهم وكأنهم فوق مركب مائي …
جل مناطق الجنوب الشرقي يفرض فيها حذر التجول وسط النهار سبب موجة الحر الشديد،( الريصاني ، أرفود ، بودنيب ،مرزوكة والطاوس …) ، و تعيش محرومة من أماكن للترفيه و الاسترخاء ، ومن المسابح ، ومن وجود الأشجار الباسقة  و المناطق الخضراء التي تقي من الحرارة ، فترى السكان من فلاحين و عمال و أطفال … مستلقين في دهاليز مظلمة ، أو تحت أقبية و شرفات القصور جماعات جماعات مستظلين بظلال الأسوار الطينية التي تخفف من وطأة الحرارة المفرطة التي تجتاح الجهة هذا رمضان الأبرك.
المصدرعبد الفتاح مصطفى/الرشيدية

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.