توالت ردود الفعل قبل وبعد الإفراج عن الزميل أحمد منصور مقدم البرامج في قناة الجزيرة الذي كان محتجزا في سجن “مؤبيد” في برلين، حيث أكد الأمين العام للأمم المتحدةبان كي مون أنه كان يتابع عن كثب تفاصيل القضية، بينما أدانت عدة جهات دولية احتجاز الزميل.
وعقب الإفراج عن منصور مساء الاثنين، قال إستيفان دوغريك المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة إن الأمين العام “كان يتابع الإجراءات القانونية التي اتخذتها السلطات الألمانية حيال صحفي الجزيرة”.
وردًّا على سؤال بشأن ما إذا كان الأمين العام قد تدخل في القضية، قال دوغريك “راقبنا عن كثب موضوع اعتقال منصور، وعلمنا بإطلاق سراحه قبل ساعات قليلة اليوم، كما تابعنا الإجراءات القانونية التي اتخذتها السلطات الألمانية في هذا الصدد”.
ومن برلين، قالت مديرة معهد المسؤولية الإعلامية زابينا شيفر للجزيرة إن منصور زار برلين عدة مرات سابقا دون أن يتعرض لأي مضايقات، ولكنه تعرض للاعتقال بعد أسبوعين من زيارة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لألمانيا، وأضافت أن الكثير من الصحفيين في ألمانيا يتساءلون عما إذا كانت هناك علاقة بين الأمرين.
وكان حزب الخضر الألماني المعارض قد حذر في وقت سابق من تسليم منصور إلى السلطات المصرية، حيث اتهمت زعيمة الحزب زيمونه بيتر القضاء المصري بأنه “موجه سياسيا”، وأضافت “لا يمكن أن نسمح بتقديم أحد في مصر للمحكمة في ظل قضاء تعسفي وسلطة تعسفية”.
كما حذر اتحاد الصحفيين الألمان ومنظمة “مراسلون بلا حدود” الحكومة الألمانية من تحويل نفسها إلى “شريك في الجريمة”، وطالبا برلين بعدم تسليم منصور للقاهرة.
وسبق أيضا أن طالب المعهد الدولي للصحافة السلطات الألمانية الأحد بإطلاق سراح منصور، وقال في بيان إن توقيف منصور مرتبط بشكل واضح بانتقاداته للحكومة المصرية، “وهذا أمر لا يمكن قبوله”.
كما أدانت اللجنة الدولية لحماية الصحفيين -ومقرها نيويورك- اعتقال منصور، بينما اعتبرت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا أن “القبض على صحفيين يشكل أداة قوية لإسكات وسائل الإعلام المعارضة لأي حكومة”.
الجزيرة ترحب
وكان المدير العام بالوكالة لشبكة الجزيرة الإعلامية د. مصطفى سواق قد اعتبر أن اعتقال منصور بمثابة “أحداث مؤسفة في ألمانيا”، وأضاف في بيان “ولكننا مسرورون أن السلطات قامت بتصويب هذا الخطأ”.
وتابع قائلا “نأمل أن يشكل هذا درسا للسلطات المصرية أن بقية العالم تحترم قيم الحرية الإعلامية”، وطالب السلطات المصرية بالإفراج عن صحفيي الجزيرة الذين ما زالوا يخضعون للمحاكمات في القاهرة.
أما مدير القناة ياسر أبو هلالة فاعتبر رفض برلين تسليم منصور للقاهرة انتصارا لحرية الصحافة، وقال “إننا لم نشك لحظة في براءة منصور، ولكن احتجازه في ألمانيا أحدث ضررا كبيرا”، مشيرا إلى أن محنة صحفي الجزيرة أظهرت مدى قوة القناة وقوة الإعلام النزيه.
وكان منصور قد مثل أمام قاضي التحقيق بعد ساعات من توقيفه -بناء على طلب من السلطات المصرية- من قبل السلطات الألمانية في مطار برلين مساء السبت وهو يستعد لمغادرة البلاد، ثم أفرج عنه مساء الاثنين بعد اجتماع للحكومة الألمانية نوقشت فيه قضية احتجازه، ودون أن يلتقي الزميل منصور بالمدعي العام.
المصدرالجزيرة + وكالات
المصدر : https://tinghir.info/?p=9502