عبدالله الكوزي
الداخلية دعت الولاة والعمال إلى مراقبة مستغلي الناخبين تحت غطاء المساعدات الرمضانية
وجهت وزارة الداخلية صفعة قوية لأباطرة الانتخابات الذين كانوا يراهنون على حلول رمضان من أجل توزيع «قفة رمضان» على الفقراء الذين يشكلون قوة انتخابية، وذلك بإشهار المنع في حقهم حتى لا تتحول القفة إلى جذب واستمالة الناخبين.
وتلقى ولاة وعمال الأقاليم تعليمات من المصالح المركزية للوزارة، تدعوهم إلى حث القياد والشيوخ والمقدمين على تكثيف المراقبة، خصوصا بالنسبة إلى سياسيين معروفين في مدنهم الذين يستغلون المناسبات الدينية لاستثمار أصوات انتخابية.
وشرع مسؤولو الإدارة الترابية في تفعيل تعليمات وزارة الداخلية، بتوجيه رسائل واضحة إلى مقتنصي الفرص، حيث تم تحذيرهم من مغبة استغلال رمضان، وتكليف مقربين منهم بتوزيع «القفة»، وذلك بعد قيامهم بعملية إحصاء «سرية»، واختاروا الدوائر التي تكون آهلة بالسكان، ويقطنها فقراء ومحتاجون.
وعلمت «الصباح» من مصدر مطلع، أن برلمانيا في طنجة اعتاد توزيع الإعانات الرمضانية وأكباش العيد على بعض المواطنين، تلقى إنذارا من قبل الوالي محمد اليعقوبي، وهدده في حال استمر في عمله «الخيري الانتخابي» بإحالته على القضاء، ومنعه من الترشح، خصوصا أنه اشتهر باستمالة ناخبين عن طريق «قفة رمضان».
وجاء منع توزيع «قفة رمضان» من قبل أباطرة الانتخابات، بعدما توصلت مصالح وزارة الداخلية بتقارير ومعلومات، تفيد أن من يقف وراءها، يسعى إلى استغلال الشهر الفضيل من أجل استمالة أصوات انتخابية، خصوصا أن رمضان يتزامن مع قرب إجراء الانتخابات الجماعية والجهوية، التي سترسم خريطة طريق الانتخابات التشريعية.
مقابل ذلك، تلقى رجال وزارة الداخلية في الأقاليم والعمالات أوامر بالسماح للجمعيات الخيرية بتوزيع المساعدات على المحتاجين والفقراء، مع الإلحاح على ضبط ما إن كانت لهذه الجمعيات امتدادات سياسية أو انتخابية.
ويأمل منتخبون لا يشاركون في الأغلبيات داخل المكاتب المسيرة، أن تتدخل وزارة الداخلية، وتمنع رؤساء الجماعات من تفعيل فصل توزيع الإعانات في رمضان، وذلك تكافؤا للفرص بين جميع المنتخبين، لأن العديد من الرؤساء يستغلون هذه المناسبة، ويسارعون إلى تفعيل هذا البند من بنود الميزانية العامة للجماعة، طمعا في كسب أصوات انتخابية، بعدما تراجعت صورتهم، وتدنت شعبيتهم الانتخابية.
ومع حلول رمضان، يعود الجدل القديم حول ما يطلق عليه «قفة رمضان»، وهي مواد غذائية يقدمها «تجار الانتخابات» للفقراء في الشهر الكريم، إذ يراها البعض «إعانة» للفقراء والمحتاجين، فيما يراها آخرون «كرما انتخابيا» يجب منعه، سيما أن ذلك يتزامن مع موسم الانتخابات في بلادنا.
وقال منتخب «كبير» لـ «الصباح» رفض ذكر اسمه، إنه اعتاد كل رمضان توزيع إعانات ومساعدات للفقراء والمحتاجين في مدينته، بهدف حمايتهم خلال هذا الشهر المبارك الذي يعرف ارتفاعا جنونيا لأسعار المواد الاستهلاكية، ما يزيد من عدد العائلات التي لا تستطيع تأمين حاجياتها الأساسية. ونفى في الوقت ذاته، أن يستغل هذه المناسبة من أجل جني، أو البحث عن أصوات انتخابية كما يفعل آخرون، داعيا وزارة الداخلية إلى السماح «للمحسنين السياسيين» بتقديم يد المساعدة والعون لفقراء هذا الوطن الذين ازدادوا فقرا، بسبب الاختيارات اللاشعبية لحكومة بنكيران».
وعبر عدد من رؤساء الجماعات، اتصلت بهم «الصباح»عن استيائهم من قفة رمضان، وما تثيره ضدهم من سخط واحتجاج العائلات المحتاجة لها، إذ يرى رئيس بلدية في إقليم القنيطرة أن «الوقت غير كاف لدراسة الملفات بشكل دقيق، وتوزيع القفة قبل أسبوع من رمضان»، الأمر الذي قد يؤثر على مستقبله الانتخابي، شأنه في ذلك شأن العديد من المنتخبين.
المصدرعبدالله الكوزي - جريدة الصباح
المصدر : https://tinghir.info/?p=9385