نورالدين بن لحسن
على هامش الأنشطة التي تقوم بها الوحدة الإدارية الإقليمية لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين بتنغير نظمت هذه الأخيرة صباح اليوم الأحد 19 شعبان 1436هـ الموافق ل 07 يونيو 2015 بقاعة فندق بوكافر بتنغير الملتقى الإقليمي الأول للخدمات الاجتماعية للمؤسسة في موضوع” مركزية القيم الديني في البناء المؤسساتي ، مؤسسة محمد السادس نموذجا” بشراكة مع مندوبية الشؤون الإسلامية و المجلس العلمي المحلي و عمالة الإقليم و المجلس الإقليمي و المجلس البلدي وبريد بنك.
وفي مستهل هذا اللقاء و بعد إفتتاحه بايات بينات من الذكر الحكيم التي تلاها على مسامع الحاضرين المقرئ احمد عليوي إمام و خطيب مسجد الرحمة بتنغير بعدها مباشرة تطرق عامل الإقليم في مداخلته الى مذا العناية الرشيدة لصاحب الجلالة الذي شمل على الدوام هذه الفئة ، فئة القيمين الدينين وبإعطائه تعليماته السامية و امره المولوي السامي المطاع بإحداث مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين بالمغرب وذلك بالخطاب الملكي السامي الدي القاه حفظه الله بمدينة سنة 2008 بتطوان يقول صاحب الجلالة :
“بيد أن الإصلاح المؤسسي، لن يكتمل إلا بتفعيل دور المساجد، القلب النابض للمجال الروحي، لذا قررنا اتخاذ تدابير تجسد رعايتنا الموصولة لبيوت الله. باعتبارها ركنا أساسيا في مخططنا الديني التنويري، غايتنا تعزيز دورها كفضاءات للعبادة وذكر الله سبحانه وتعالى وللتوجيه والإرشاد ومحو الأمية.
وهكذا، فقد وجهنا وزيرنا في الأوقاف والشؤون الإسلامية، لإطلاق برنامج شامل لتأطير وتأهيل أئمة المساجد، بواسطة علمائنا الفضلاء، في التزام بثوابت الأمة واختياراتها وانفتاح على قضايا العصر مع الأخذ بفقه التيسير..
وقد ارتأينا تعزيز الضوابط التنظيمية للمساجد، بتدابير ملموسة، لتحفيز بنائها القانوني. لذا، نصدر توجيهاتنا للحكومة، قصد تفعيل أمرنا بإعفاء بناء المساجد، من الضريبة على القيمة المضافة بنسبة خمسين في المائة، تكريسا لما نبتغيه من تقريبها من عامريها من المؤمنين.
ويأتي البعد الاجتماعي، كركن ثالث في مخططنا الإصلاحي. وفي هذا الصدد، قررنا تعزيز مكسب تمكين القيمين الدينيين من التغطية الصحية بإيجاد هيئة مكلفة بأحوالهم الاجتماعية العامة. ومن ثمة كان قرارنا بإحداث مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين، تجسيدا لعنايتنا الموصولة بأحوالهم. وحرصا منا على توفير الوسائل الكفيلة بتحسين أوضاع هذه الفئة العاملة، في انضباط، ونكران ذات.”
وبعده أخد الكلمة ممثل مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين وقد اشاد الى الدور الريادي للمؤسسة في تخطي مجموعة من العقبات و المشاكل التي يعاني منها القيمون الدينيون بالمغرب عبر تقديم خدمات اريد منها على الدوام استنادا الى الارادة المولوية السامية الى الرقي بالحقل الديني .
وفي هذا الصدد فجريدة تنعير انفو ستضع امام القارئ ورقة تعريفية عن هذه المؤسسة، وخدماتها الجليلة، لفائدة القيمين الدينيين، الذين قسمهم الظهير الشريف، المحدث للمؤسسة، إلى ممارسين لمهام دينية كالإمام، والخطيب، و المرشد، والمؤدن، والواعظ الرسمي، وممارسين لمهام تقنية، كالمنظف والحارس والمراقب.
وتعتبر المؤسسة أول مؤسسة تعنى بالشؤون الإجتماعية للقيمين الدينيين، وقد أنشئت بمقتضى الظهير الشريف رقم 1.09.200 لسنة 2010، بغاية تحقيق كفاية القيمين الدينيين المعيشية، وتلبية مطالبهم الإجتماعية، على اعتبار حساسية الدور الذي يقوم به القيم الديني، في الإسهام في إصلاح المجتمع، والحفاظ على الطمأنينة الروحية للمواطن، واستقراره، ومما جاء في خطاب جلالة الملك بمناسبة إحداث هذه المؤسسة ” ومواصلة من جلالتنا الشريفة لسابغ عنايتنا وموصول عطفنا على هذه الفئة الساهرة على شؤون المساجد وغيرها من الأماكن المخصصة لإقامة شعائر الدين الإسلامي، فقد قررنا إحداث جهاز رسمي ينهض بأعمالها الإجتماعية وينميها بكيفية دائمة، أسميناها ” مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الإجتماعية للقيمين الدينيين “
ويعتبر مجلس المؤسسة أعلى هيئة تقريرية داخل المؤسسة، حيث خول له الظهير المنشئ لهذه الأخيرة،كل السلطات والصلاحيات اللازمة لتحقيق أهداف المؤسسة، ويتألف المجلس، الذي يرأسه وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، من الأطراف التالية:
ـ السلطة الحكومية المكلفة بالأوقاف والشؤون الإسلامية
ـ السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية
ـ السلطة الحكومية المكلفة بالمالية
ـ السلطة الحكومية المكلفة بالصحة
ـ الأمين العام للمجلس العلمي الأعلى
ـ ثلاق رؤساء مجالس علمية
ـ ثلاث قيمين دينيين من بين الأئمة والخطباء.
أما على المستوى المركزي، فيقوم على تسيير المؤسسة مدير يساعده كاتب عام ومدير مالي مساعد، إلى جانب المصالح الإدارية التي تعنى بالشؤون العامة، التي يستوجبها التسيير العقلاني للمؤسسة.
وتمثل المؤسسة وحدات جهوية وإقليمية يرأسها مندوب الشؤون الإسلامية، وعضوية النظارة بمركز الجهة، وممثل عن المجلس العلمي بمركز الجهة، وممثل عن الولاية، وقيمَيْن دينيَيْن يعينان من قبل وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية.
ويعتبر المندوب الجهوي ممثلا للمؤسسة إزاء السلطات العمومية، وإزاء الغير في دائرة نفوذه الترابي، كما يقوم بتلقي طلبات القيمين الدينيين المتعلقة بالجانب الإجتماعي، ويجيب عن استفساراتهم، كما يعمل على تنمية العمل الإجتماعي وتطويره، عبر تشجيع المحسنين والجهات المانحة على تمويل المشاريع الموجهة للقيمين الدينيين بالجهة التي يشرف على تدبير شؤونها.
وبخصوص موارد المؤسسة فتتمثل في الإعانة السنوية التي تمنحها الدولة، وفي الإعانات المالية التي تمنحها الأوقاف والشؤون الإسلامية، وفي واجبات اشتراكات الأعضاء المنخرطين، وفي العائدات المُحَبَّسَة على المؤسسة، وفي الهبات والوصايا والعائدات المختلفة وفي الإعانات المالية غير إعانات الدولة، وتخضع موارد ومصاريف المؤسسة لمراقبة دورية لمجلس المؤسسة حيث ينص الظهير المحدث للمؤسسة على أنه يتولى المراقبة المالية للدولة على المؤسسة مندوب للحكومة يعين بمرسوم يتخذ بناء على اقتراح من الوزير المكلف بالمالية وبخصوص الخدمات التي تقدمها المؤسسة فقد حددها الظهير الشريف المحدث لها ، وتتجلى فيما يلي:
ـ تقديم مساعدات للمنخرطين في حالة وفاة أزواجهم ولأراملهم في حالة وفاتهم.
ـ تقديم إعانات للمنخرطين العاجزين عن مواصلة مهامهم كيفما كانت أسباب العجز.
ـ تقديم إعانات للمنخرطين أو أراملهم أو أيتامهم في المناسبات الدينية والإجتماعية.
ـ تقديم خدمات اجتماعية وصحية للنمنخرطين.
ـ المساهمة في تنظيم وتمويل أنشطتهم الإجتماعية والثقافية .
ـ المساهمة في تحمل مصاريف علاج وتعلم وتأهيل وإعادة إدماج أبناء المنخرطين من ذوي الإحتياجات الخاصة.
وتقوم المؤسسة بموازاة ذلك بخدمات أخرى تتمثل فيمايلي:
ـ تقديم إعانات لأبناء المنخرطين الممدرسين أو الذين يتابعون دراسات عليا أو تكوينا مهنيا مكلفا إلى غايى بلوغهم سن 25 سنة كاملة.
ـ تمتيع المنخرطين وذويهم بتسعيرة خاصة في وسائل النقل.
ـ تتولى المؤسسة عملية إحجاج القيمين الدينيين بتنسيق مع وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية.
ـ تشجيع المنخرطين ومساعدتهم على إحداث وتسيير بنيات تقوم بالخدمات الإجتماعية والأنشطة الثقافية والترفيهية.
ـ تشجيع المنخرطين على تأسيس تعاونيات لبناء محلات سكنية لفائدتهم.
ـ تشجيع المنخرطين على تأسيس تعاونيات للتسوق.
ـ تقديم إعانات لاقتناء أو بناء محلات سكنية لفائدة المنخرطين الذين لا يتوفرون على سكن خاص.
و في هذا اللقاء ايضا أخد الكلمة الأستاذ لحسن بوعدين رئيس المجلس العلمي المحلي بتنغير عبر جلسة تأطيرية في موضوع “فضل العناية بالقيم الديني” و قد تناول جانب الاصلاح المؤسساتي باعتباره طريقا الى إصلاح المساجد و قد تطرق ايضا الى الدور الريادي للمؤسسة في تحسين أوضاع القيمين الدينييتن بالمغرب .
وفي مستهل هذا اللقاء إيضا قام الدكتور مصطفى القربي رئيس الوحدة الإدارية الإقليمية لمؤسسة محمد السادس و المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بتنغير بعرض لخدمات الوحدة الإدارية الإقليمية وادوارها المتعددة معتبرا المؤسسة بمتابة مركزية القيم على السواء وقد اشار ايضا ان حفظ الدين هو حفظ للقييمين عليه .
وضمن برنامج هذا اللقاء ومن جلال الجلسة التكريمية قام كل من عامل إقليم تنغير و ممثل مؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين و رئيس المجلس العلمي المحلي بتنغير و المندوب الإقليمي للشؤون الإسلامية بتنغير و رئيس المجلس العلمي المحلي بالرشيدية و الكاتب العام لمؤسسة محمد السادس للنهوض بالأعمال الاجتماعية للقيمين الدينيين بتوزيع مجموعة من الإعانات بما فيها النظارات ايضا على فئة من القيمين الدينين بالاقليم.
وفي خضم هذا الملتقى عبر مداخلة فضيلة العلامة سيدي عبد الله بن المدني من علماء المغرب وعضو المجلس العلمي المحلي ببني ملال الذي تطرق الى موضوع : كيف تتجلى روح القران في القيم الديني ؟
كما اشاد ايضا رئيس المجلس العلمي المحلي بالرشيدية بموضوع دور القيم الديني في إشاعة الأمن الروحي .
وقد تناول الدكتور سيدي محمد الوردي أستاذ الإقتصاد الإسلامي بجامعة القرويين بكلية الشريعة أكادير و عضو الجمعية المغربية للإقتصاد الإسلامي موضوع دور المؤسسة الوقفية في خدمة التنمية البشرية . مؤسسة القيمين الدينين نموذجا.
وقد إختتمت فعاليات هذا الملتقى بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين بالنصر والتمكين، ولأسرته الشريفة، ولكل من يخدم هذا البلد الأمين، وبحفظ بلدنا من كيد الكائدين.
تنغير أنفو / نورالدين بن لحسن
المصدر : https://tinghir.info/?p=8968