يعرف المشهد الإعلامي الوطني اليوم و الساحة الفنية كذلك موجة من الاختلالات ومسلسلا من الانزلاقات،التي تضر بالرسالة الإعلامية الهادفة والممارسة الفنية البناءة،وذلك على إثر القصف الإباحي والتمييعي للعديد من البرامج التافهة والسهرات المائعة و الأفلام الرديئة التي أصبحت تبث كل يوم دون رقيب ولا حسيب لنشر الرذيلة وقتل الفضيلة،كالسافر من سهرات موازين و الساقط من الأغاني المبتذلة والإباحي من الأفلام و الفارغ من المدبلجات والهدام من الكرطونيات…،حتى في أحلك اللحظات الوطنية التي تستوجب التضامن مع ضحايا كوارث الفياضانات وحرب الطرقات والمستعدين للإمتحانات والباحثين عن الشغل والمباريات…،ضاربين عرض الحائط بالمبادىء الدستورية ودفاتر التحملات التي تنص على ضرورة جودة الخدمة العمومية الإعلامية وحماية الذوق العام والمستهلك والجمهور الناشيء؟؟
وعليه فإن جمعيتنا الوطنية الطفولية التنموية تضم استنكارها إلى استنكار غيرها من الفاعلين المدنيين وتدعو إلى ما يلي:
رفضنا القاطع لأي إعلام مستلب وفن مبتذل يستهدفان الهوية الوطنية الحضارية للمغاربة وذوقهم العام،والانحراف بالفن والإعلام عن الخدمة العمومية وعدم حماية المستهلك والجمهور الناشئ.
مناشدتنا جلالة الملك رئيس الدولة، باعتباره أمير المؤمنين، أن يرفع الرعاية السامية عن مهرجان موازين.،الذي أصبج مهرجان الفساد والاستبداد والتحكم الذي ترفضه مصالح البلاد وشرائح العباد.
دعوتنا وزارة الاتصال إلى تحمل مسؤولياتها كاملة غير منقوصة في تفعيل دفاتر التحملات ووصايتها على السمعي البصري،وما يفرضه كل ذلك من ضرورة احترام الذوق العام وحماية الجمهور الناشىء،وعدم تعميم نشر فواحش “المقدمات” و”المؤخرات” و”المأخورات” على العموم دون طلب ولا استئذان.
ندعو كل المؤسسات العمومية المواطنة إلى إيقاف الدعم والاحتضان عن المهرجان،و عدم تسهيل حصوله على الفضاءات و اللوجيستيك والحراسة،وغير ذلك مما هو من الملك العمومي والمال العام الذي تبذره شرذمة المنظمين مع وجود الأزمة دون رقيب ولا حسيب.
. مطالبتنا “الهاكا” والمجلس الأعلى للسمعي البصري وغيرهما من الهيئات التشريعية والنقابية الفنية والإعلامية والمجالس العلمية إلى التدخل لمنع التغطية العمومية للمهرجان وتسويق فسقه ومجونه وتبذيره عبر الفضائيات،ومحاسبة المسؤولين المتورطين على ذلك.
دعوتنا كل الفنانين الشرفاء وكل الهيئات الغيورة والقوى الحية والجماهير الشعبية الواعية إلى مقاطعة المهرجان والانخراط في حملة إلغائه،و التي هي حملة تخليق ودمقرطة فضاءات الإعلام العمومي في البلاد.
مناشدتنا الأسرة المغربية الأصيلة إيلاء الإعلام بمختلف أنواعه خاصة السمعي البصري ما يستحق من عناية،ومواكبة أبنائها فيما يختارونه من برامج والتي ينبغي أن تجمع لهم بين الملائمة والمتعة والإفادة،وتحفظ لهم قبل الأوقات الهوية والمرجعية والانتماء،حتى يتحكموا فيه ويحموا أبناءهم فلا يقعوا ضحايا للغزوات والعواصف الإعلامية وقصفها المدمر في الفكر والسلوك و الذوق والمشاعر والاستهلاك…،وفي الحديث:” إن الله سائل كل راع ما استرعاه حفظ أم ضيع”.
دعوتنا الجمعيات المدنية والمؤسسات التربوية إلى التربية الإعلامية والفنية للأطفال،والترافع القوي ضد كل الانزلاقات الإعلامية التي تستهدفهم من الإشهارات البذيئة والسهرات الرذيئة و العنف المجاني المدمر والقدوات السيئة والألفاظ النابية والمشاهد والإيحاءات الجنسية..،وعدم احترام علامات السن المسموح له بالمشاهدة وأوقات البث المناسبة بما يخدم حقوق الطفل كاملة غير مجزأة وضمنها الحق في إعلام مواطن وطني سليم ومهني.
وعاشت الطفولة المغربية آمنة رائدة واعدة.
الرشيدية في الجمعة 10 شعبان 1436 موافق 31 ماي 2015
فضاء الفتح للتربية والتنمية
المكتب الوطني
المصدر : https://tinghir.info/?p=8821