“…ان المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ليست مشروعا مرحليا٬ و لا برنامجا ظرفيا عابرا٬ و انما هي ورش مفتوح باستمرار(…) ان المبادرة التي نطلقها اليوم٬ ينبغي(…) ان تعتمد سياسة خلاقة٬ تجمع بين الطموح و الواقعية و الفعالية٬ مجسدة في برامج عملية مضبوطة و مندمجة…”
مقتطف من الخطاب الملكي السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله و ايده الموجه للشغب المغربي بتاريخ 18 ماي 2005.
على هامش الاحتفال بالذكرى العاشرة لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، احتضنت قاعة الاجتماعات بعمالة إقليم تنغير، صباح اليوم الخميس لقاء تواصليا مع وسائل الإعلام المحلية، وذلك في إطار إحياء الذكرى العاشرة لإنطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية،
واعتبر رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة تنغير، الذي ترأس هذا اللقاء، خلال كلمة له بالمناسبة، أن هذه المبادرة المستدامة تهدف إلى محاربة الفقر والهشاشة وكذا الإقصاء الاجتماعي. وذلك من خلال إنجاز مشاريع دعم البنيات التحتية الأساسية، أنشطة التكوين وتقوية القدرات، والتنشيط الاجتماعي، والثقافي والرياضي إضافة إلى النهوض بالأنشطة المدرة للدخل.كما أنها تنبني على مجموعة من القيم والمبادئ تتجلى في الكرامة والثقة والمشاركة والشفافية والاستمرارية والقرب والتشاور والشراكة والتعاقد والحكامة الجيدة.
وأشار كذلك السيد رفقي ، أن هذه التجربة الرائدة في المرحلة الأولى الممتدة من 2005 إلى 2011 بإطلاق أكثر من 339 مشروعا و نشاطا بغلاف مالي إجمالي يفوق 129,7 مليون درهم ساهمت فيه المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بحوالي 91 مليون درهم بينما تقدر مساهمة الشركاء لفائدة 230000 مستفيد ومستفيدة.
وأضاف نفس المتحدث أن المرحلة الثانية 2015-2011 من هذه المبادرة فإنها ترتكز على ثلاثة مبادئ رئيسية تهم تعزيز تجذر فلسفة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتلاؤم مع أسسها،والاحتفاظ بالبرامج الأربعة لمرحلة الأولى ،واعتماد برنامج طموح جديد مخصص للتأهيل الترابي لفائدة ساكنة المناطق الجبلية التي تعاني من العزلة.
من هنا لابد من طرح سؤال جوهري ماذا تحقق على ارض الواقع من انجازات على مستوى الإقليم؟
بالنسبة لإقليم تنغير فقد انخراطت كل مكوناته من سلطات إقليمية ومحلية ومنتخبين ومصالح خارجية وفعاليات المجتمع بكل وعي ومسؤولية من اجل بلورة التوجهات الكبرى للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، حيث حققت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية انجازات كمية و نوعية مهمة ، سواء من حيث عدد المشاريع التي تم تنفيذها أو من حيث توسع دائرة المستفيدين منها أو من حيث تنوع المجالات التي استهدفته. فقد تمحورت تدخلات المبادرة حول مجالات حيوية متعددة، مثل الصحة، والتعليم، والفلاحة، والصناعة التقليدية، والتنشيط السوسيو ثقافي والرياضي، والتكوين المهني والبنيات التحتية، من ماء صالح للشرب وطرق قروية وكهربة والخدمات الاجتماعية الأساسية ومجال الأنشطة المدرة للدخل.
بلغة الارقام المشاريع كثيرة ومتنوعة مست جميع مناحي الحياة في الجتمع المغربي ، على صعيد إقليم تنغير و بعد إنطلقها فعليا سنة 2005 بداءت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بالاقليم ب 3 مشاريع بمبلغ يناهز 1,2 مليون درهم، لفائدة حوالي 2000 مستفيد ومستفيدة في مجال التعليم و التزود بالماء الصالح للشرب ، ليصل مجموع مشاريع المبادرة الى حدود سنة 2014 132 مشروع بمبلغ إجمالي ناهز71 مليون درهم ساهمت المبادرة بما يناهز29 مليون درهم، وبلغ عدد المستفيدين حوالي 120000 مستفيد ومستفيدة.
في قطاع الأنشطة المدرة للدخل بلغت عدد المشاريع التي استفاد منها الاقليم 85 مشروع من 6 آلاف و525 مشروع على صعيد الممكلة أستفاد منها 20000 مستفيد تنغير بتكلفة تفوق 18,5 مليون درهم .
أما فيما يتعلق ببرنامج التأهيل الترابي، لفائدة المناطق الجبلية او الصعبة الولوج، حيث تم استهداف 22 اقليما على الصعيد الوطني، من بينها اقليم تنغير و حوالي مليون مستفيد يقطنون في 3.300 دوار تابع ل 503 جماعة قروية جبلية او صعبة الولوج، بغلاف مالي يناهز 5 مليارات درهم ،و من بين الاهداف المتوخات من هذا البرنامج:
تحسين مستوى عيش ساكنة المناطق الجبلية او الصعبة الولوج.
تقليص الفوارق في مجال الولوج الى البنيات التحتية الاساسية
ادماج الساكنة المستهدفة في الدينامية التي أطلقتها المبادرة
و ذلك عبر التدخل في خمس محاور أساسية وهي: التعليم – الصحة – الطرق و المسالك – الكهرباء – الماء الصالح للشرب.
و على صعيد إقليم تنغير فيبلغ عدد المشاريع المبرمجة في هذا الاطار 337 مشروعا بغلاف مالي يناهز 239 مليون درهم لمدة 5 سنوات، موزعة على النحو التالي:
قطاع التعليم : حوالي 21 مليون درهم تخصص لبناء 165 مسكنا للأساتذة بالعالم القروي،
قطاع الصحة : حوالي 5 مليون درهم لبناء 11 مسكنا وظيفيا و اقتناء سيارتي اسعاف و تشغيل ثلاث مستوصفات قروية بكل من تزكي ، سرغين و اوسيكيس.
قطاع الطرق و المسالك: حوالي 124 مليون درهم لترميم و بناء ما يناهز 80 كلم من الطرق و المسالك القروية.
قطاع الماء الصالح للشرب : 34,8 مليون درهم لتزويد 36 دوارا بالماء الصالح للشرب
قطاع الكهرباء: 77,5 مليون درهم لربط حوالي 3000 كانونا تابعا ل 125 دوارا، بالكهرباء.
وقد اختتم هذا اللقاء عبر طرح مجموعة من المداخلات من السادة الاعلاميين و الصحفيين المحليين لرئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة تنغير السيد رفقي كانت جلها منصبة الى ضرورة إشراك فعاليات المجتمع المدني في مسيرة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية كما تم كذلك جملة من التساؤلات بخصوص المعيقات و العراقيل التي تواجهها المبادرة منذ انطلاقها بالإقليم .
تنغير انفو / نورالدين بن لحسن
المصدر : https://tinghir.info/?p=8436