18ماي 2005 كانت لحظة متميزة في مسيرتنا الاجتماعية و الاقتصادية و الجمعوية ، خطاب ملكي أسس لأول مبادرة في مجال التنمية البشرية على صعيد عالمنا العربي و الإسلامي، جاءت ضمن – رؤيا شمولية و شكلت قوام مشروع مجتمعي يهدف إلى تمكين المواطن من استثمار أنجع لمؤهلاته و قدراته ، و إلى تحسين أوضاعه الاجتماعية و الاقتصادية – فكانت انطلاقة المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في مرحلتها الأولى و التي شملت العديد من مجالات التنمية الاجتماعية و مست البنية التحتية لعدد من المناطق و الجماعات المهمشة التي كانت تعاني ضعفا و خصاصا كبيرين في التجهيزات الأساسية و في المؤسسات ذات الطابع الاجتماعي ، كما مكنت عددا كبيرا من المواطنين و العاطلين من الانخراط الفعلي فيها عبر العديد من المشاريع المدرة للدخل فكانت بحق ثورة حقيقية في مجال المبادرة الحرة و في التنمية البشرية التي انخرط فيها الجميع بروح وطنية و مسؤولية أخلاقية ، لتستمر المسيرة التنموية و تبدأ معها رحلة إثبات الذات من طرف النسيج الجمعوي الذي جعل ضمن أولوياته الانخراط الفعلي و العملي في هذا الورش الملكي الذي ساهم في تغيير حالات عدد من استفادوا من المبادرة ، و إذا كان إقليم انزكان ايت ملول قد شهد انطلاقة شطرها الثاني فان استفادة الجمعيات و حاملي المشاريع كانت متفاوتة بين مدينة و أخرى و هو الأمر الذي جعل عدد من الجمعيات تحضا بعدد كبير من المشاريع.
وفي هذا الإطار نظمت عمالة انزكان ايت ملول يوم 18 ماي الجاري حفل الذكرى العاشرة لانطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، المقام بقاعة الاجتماعات بالعمالة ، ويستغرب منذ البداية عن اللجنة المنظمة اكتفت بتقييد أسماء الحاضرين بدل تمكينهم من ملف صحفي يتضمن المنجزات المحققة منذ سنة 2005 إلى يومنا هذا ، لكن وعند استفسار احد المنظمين كان رد “راه باقي ماموجدين ” ، وأخيرا اكتفى بإحضار برنامج اللقاء ويتضمن ببداية الصفحة ” بلاغ صحفي “وبرنامج اللقاء فقط، ومرة أخرى تم الإلحاح عليه بإحضار ملف يتعلق بالمنجزات للاطلاع عليها ، تقدم بوثيقة تحمل المبلغ الإجمالي للمشاريع فقط ، هل هذه هي حصيلة المنجزات يا ترى .. وحتى رجال الإعلام الحاضرة لم تخصص لهم الجهة المنظمة مكان خاص للتتبع بل منهم من اكتفى بالجلوس على الأرض
كما استنكرت العديد من الفعاليات المدنية مسؤولية التعتيم و العرقلة التي يعرفها برنامج المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم انزكان ايت ملول، و هو ما يطرح عدة علامات استفهام حول حصيلة المسؤول الإقليمي ، و فشله لحد الآن في تطبيق لأهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي أطلقها صاحب الجلالة منذ سنة 2005 و التي أسست لرؤيا شمولية شكلت قوام مشروع مجتمعي يهدف إلى تمكين المواطن من استثمار أنجع لمؤهلاته و قدراته ، و إلى تحسين أوضاعه الاجتماعية و الاقتصادية .
و يشار أنالكثير من الجمعيات عبرت عن امتعاضها من سير برنامج التنمية البشرية بإقليم انزكان في شخص رئيس القسم العمل الاجتماعي لا تنهج المقاربة التشاركية وليس له رغبة في العمل الجدي و تطبيق المفهوم الجديد للسلطة، كما عرف الإقليم في العهد السابق من منجزات تخص.. دعم البنيات الأساسية ، التكوين ودعم القدرات ، التنشيط الثقافي والاجتماعي والرياضي والديني، الأنشطة المدرة للدخل ، بدل إزالة معلمة أنجزت في إطار المبادرة جوار محكمة الأسرة وقد تم صرف عليها مبالغ مالية هامة ذهبت سباتا بعد أن تام إزالتها.
كما أن العمالة تجيد سياسة المماطلة بسبب غياب الأطر المؤهلة لتسيير قسم العمل الاجتماعي ، فعلى سبيل المثال لم يتم نشر أي إعلان على المواقع الاليكترونية والجرائد الجهوية، حول تاريخ إيداع مشاريع برنامج التنمية البشرية أو حتى تمديد أجل وضع ملفات مشاريع الجمعيات، او نشر حصيلة المبادرة الوطنية ، كالمعمول به في مجموعة من العمالات والأقاليم بدل أن ييسر برامج التنمية فإنه يعمل على عرقلتها لأسباب لا زالت خفية و غامضة ، و هو ما يظهر على مستوى المشاريع المبرمجة فهي لا تعمل على تقليص الفقر و محاربة الهشاشة والتهميش و الإقصاء الاجتماعي وذلك انسجاما مع الخطاب الملكي السامي.
تنغير انفو/متابعة
المصدر : https://tinghir.info/?p=8368