تعادل ريال مدريد على أرضه بالعاصمة الإسبانية مع ضيفه الإيطالي يوفنتوس بهدف لكل منهما، إلا أن هذه النتيجة لم تكن مفيدة للفريق الملكي بعد عودته مهزوما من مباراة ذهاب نصف نهائي “دوري الأبطال” في إيطاليا بهدفين مقابل هدف، فكانت المحصلة النهائية خسارة الريال في هذه المرحلة الإقصائية الأخيرة من البطولة الأوروبية العظمى للأندية بنتيجة (2-3).
وأصيبت جماهير “الميرينغي” بخيبة أمل عظيمة، وخاصة وأن “الغريم الأبدي” لفريقهم، برشلونة، قد تأهل في الليلة السابقة إلى نهائي بطولة أوروبا، وضاعت على الجماهير الإسبانية فرصة رؤية نهائي “إسباني محض” بين ريال مدريد وبرشلونة، وهو الأمر الذي لم يحدث مطلقا من قبل في تاريخ هذه البطولة الأوروبية بين هذين العملاقين الكرويين الإسبانيين العالميين.
وفي تصريحاته لوسائل الإعلام الإسبانية بعد المباراة، قال مدرب الريال كارلو أنشيلوتي إنه حزين لهذه النتيجة، ولكنه فخور بلاعبيه لأنهم بذلوا أقصى جهدهم وقدموا مباراة جيدة، وأنه لا يوجد ما يمكن لومهم عليه، وأعرب عن رغبته في الاستمرار في تدريب الفريق الأبيض الموسم المقبل، مشيرا إلى أن القرار الأخير في هذا الأمر يعود إلى إدارة النادي.
عواقب
وأشارت تعليقات وسائل الإعلام الإسبانية بعد المباراة إلى أن هذا الإخفاق المدريدي ستكون له عواقبه، وأنه من المفارقات أن مباراة النهائي سيخوضها فريقان تحت قيادة اثنين من المدربين “غير المحنكين” في منافسات دوري الأبطال الأوروبي، وهما مدرب برشلونة لويس إنريكي وغريمه الإيطالي ماسيميليانو أليغري.
وإجابة عن أسئلة الجزيرة نت، قال الصحفي والمعلق الرياضي التلفزيوني كارلوس فيتي إن أسباب هزيمة ريال مدريد عديدة، ولكنها تعود بالدرجة الأولى إلى أنه “رأي نفسه في مباراة النهائي قبل أن يلعب منافسات دور نصف النهائي”.
وأضاف فيتي “عندما وجد الريال بعد إجراء القرعة أن غريمه في نصف النهائي سيكون يوفنتوس، اعتقد أن النتيجة محسومة لصالحه مقدما وأن فريق (السيدة العجوز) أقل منه مستوى، وكان هذا الاعتداد الزائد بالنفس هو الخطوة الأولى على طريق الفشل”.
وأضاف أن نجوم “الميرينغي” حققوا انطلاقة جيدة بداية هذا الموسم أواخر 2014، إلا أن مستوى الفريق انحدر منذ أوائل العام الجاري 2015، وخاصة منذ أن فاز كريستيانو رونالدو بجائزة الكرة الذهبية.
وأوضح المعلق الرياضي الإسباني أن مستوى اللياقة البدينة للريال بدا منخفضا نهاية الموسم الجاري، مما يدل على أخطاء بالإعداد البدني، ولهذا تعددت إصابات اللاعبين في الفترة الأخيرة الماضية.
وأشار إلى أن رونالدو لم يقم مؤخرا بالدور القيادي المنتظر منه داخل صفوف الفريق، وتكرر ذلك الأمر في هذه المباراة الحاسمة، حيث لم يفلح في التسجيل إلا من ضربة جزاء.
انتقاد
وانتقد فيتي أداء أنشيلوتي، مشيرا إلى أنه اعتمد طوال الموسم على فريق أساسي من 11 لاعبا، ولم يثق في كثير من لاعبي التشكيلة المدريدية الواسعة المتعددة النجوم، وأن التغيير على تلك التشكيلة الأساسية لم يكن إلا بداعي الإصابة أغلب الأحيان.
وأعرب عن اعتقاده بأن فشل ريال مدريد في بلوغ نهائي دوري الأبطال الأوروبي ستكون له عواقب بعد انتهاء الموسم الجاري، وأن أبرزها سيكون على الأرجح عدم استمرار أنشيلوتي في منصبه.
وأضاف المعلق التلفزيوني أن الجدل القائم حول أداء حارس المرمى إيكر كاسياس ستزداد حدته، وأن تشكيلة “الميرينغي” ستخضع للمراجعة والتغيير بكل تأكيد، وخاصة مركز حراسة المرمى.
وأكد فيتي أن عدم حصول الريال على ألقاب هامة هذا الموسم سيثير جدلا حادا بإدارة النادي، خاصة وأن كثيرا من المحللين الرياضيين يعتقدون أن رئيس النادي المدريدي فلورنتينو بيريث هو من يختار اللاعبين الذين يتم التعاقد معهم، وأن هذا الاختيار يخضع لاعتبارات تتعلق بالنواحي المالية وعوامل الربح للنادي، وليس لاعتبارات فنية.
واعتبر أن ذلك الجدل سيكون من عوامل عدم الاستقرار التي سيعانيها النادي الملكي مع نهاية الموسم.
المصدر : الجزيرة
المصدر : https://tinghir.info/?p=8251