لم يكن (م.أ) يعلم أن دخوله لمستشفى الحسن الثاني بأكادير، من أجل تلقي العلاج من جلطة دماغية بقسم الإنعاش، سينتهي بأفراد عائلته في ديمومة الشرطة التابعة لولاية الأمن بأكادير.
تفاصيل القضية بدأت يوم الاثنين 11 ماي 2015، حين هرعت عائلة المريض (الذي يتجاوز عمره 70 سنة) إلى قسم الإنعاش بالمستشفى الإستشفائي الجهوي الحسن الثاني بمدينة أكادير لتقديم العلاج له من مضاعفات جلطة دماغية أصيب بها. وبعد أكثر من 24 ساعة قضاها داخل قسم الإنعاش، تفاجأ أفراد العائلة بأن والدهم لم يتلق أي علاج رغم خطورة وضعيته الصحية إضافة إلى غياب الحد الأدنى من العناية، وأمام إصرار فريق التمريض بقسم الإنعاش على عدم تقديم أية مبررات عن عدم تقديم العلاج للمريض، حاولوا الاستفسار والاحتجاج عن هاته اللامبالاة التي قوبل بها شخص في حالة خطيرة.
وبعد ساعات من الشد والجذب بين أفراد العائلة وبين الممرضين وعناصر الأمن الخاص، اتصلت إدارة المستشفى بالشرطة، ليجد أفراد عائلة المريض أنفسهم في ضيافة رجال الأمن زوال يوم الثلاثاء 13 ماي، حيث تم الاستماع إليهم حول التهم الموجهة لهم من طرف إدارة المستشفى والمتعلقة بالإزعاج وإهانة موظفين أثناء أداء مهامهم، قبل أن يتم إطلاق سراحهم حوالي الساعة العاشرة والنصف ليلا بأمر من النيابة العامة بسبب عدم حضور إدارة المستشفى لتقديم إيفاداتها.
هذا، وقد حاولنا مرارا الاتصال بمدير مستشفى الحسن الثاني لتقديم توضيحات حول الموضوع، لكن هاتفه كان يرن دون أي جواب…
ويبقى السؤال الذي يفرض نفسه في هذه القضية الإنسانية هو: هل جزاء احتجاج المواطن على تردي خدمات الصحية هو الاعتقال والمتابعة القضائية؟
تنغير انفو / عبدالله بيداح
المصدر : https://tinghir.info/?p=8242