بعد تعيينها بالحوز كأستاذة للتعليم الابتدائي في شتنبر2014، بمجموعة مدارس إكرماون بجماعة ستي فاضمة حوالي 70كلم عن مدينة مراكش بها 26 كلم طريق غير معبدة وجبلية صعبة الولوج تتطلب 4أو 5 ساعات للوصول إلى وحدة تقايوت، وفي أول زيارة لها لوحدتها المدرسية تقايوت، فوجئت الأستاذة ياسمين فيتاح من الوضعية الكارثية التي وجدت عليها حالة الوحدة المدرسية المكونة من “قاعتين” وبناية يطلق عليها اسم مسكن ظلما وعدوانا.
الأستاذة ياسمين وهي حاصلة على إجازة في الدراسات الألمانية من جامعة محمد الخامس بالرباط، لم تألف مثل هذه الأجواء بل لم تتصور أنها ستعمل في ظروف مزرية في غياب تام لمركز للاستشفاء وليس بها شبكة هاتفية أما “المدرسة” فالنوافذ مكسرة والابواب مهشمة والأرضية بها جروح غائرة، غياب الكهرباء بالقاعتين رغم وجود أعمدة كهربائية بالقرب من “المؤسسة”، الأستاذة ياسمين وبحكم عزمها ونيتها الصادقة في تحسين ظروف اشتغالها لأداء واجبها بشكل جيد بدأت تفكر بجدية في حل لهذه المعضلة وهذه العوائق مصممة ألا تنهزم كما انهزم كثير من أصدقائها وصديقاتها رغم أنها في سنتها الأولى من العمل وعليها ان تتهيأ لامتحان الكفاءة العملية، أطلقت نداء على صفحتها بمواقع التواصل الاجتماعي وصورت “المؤسسة” وربطت الاتصالات بعدة جمعيات على اعتبار أنها نشيطة جمعوية، وتحكي الاستاذة أن هذه الظروف تجعل العمل مستحيلا حيث البرد القارس في فصل الشتاء وتساقط الثلوج إذ يرتعش التلاميذ بالقسم الذي يشبه سجنا للتعذيب خاصة في هذه الفترات…
لم يلبث نداء الأستاذة ياسمين إلا وقتا وجيزا حتى تلقت في البداية اتصالا من الكاتب العام لوزارة التربية الوطنية يتأكد من صحة خبر عدم ربط وحدتها المدرسية بالكهرباء رغم وجود الأعمدة بالقرب منها حيث أكدت الأستاذة صحة ما تم نشره وتم حل هذا الإشكال في أقل من 24 ساعة، رغم أن مثل هذا الإجراء يستغرق وقتا ليس باليسير (ومن المضحكات أنه تم ربط مؤسسة اخرى بالكهرباء بشكل خاطئ لتشابه الاسماء ليتم تدارك الامر وربط مؤسسة الأستاذة بالكهرباء)
كما تقاطرت على الأستاذة اتصالات من كل الجهات لمساعدتها وتحكي أنها اكتفت فقط بثلاث جمعيات ، شرعت في تبليط الأرضية وصباغة القاعات وإصلاح النوافذ والسبورات والخزانات، كما وزعت ملابس لتلامذة المنطقة وقامت بأنشطة ترفيهية استفاد منها ايضا سكان المنطقة .
وبذلك تكون الاستاذة ياسمين قد فعلت بمؤسستها ما لم تفعله النيابة ولا الأكاديمية ولا الوزارة، وأوقدت مصباح الحياة والأمل في المنطقة بدل أن تلعن الظلام. وبهذه المناسبة نتوجه إلى كل من نيابة الحوز واكاديمية مراكش أن تأخذ بعين الاعتبار هذه النماذج التي تزرع الحياة والأمل في نفوس موظفي القطاع وتلامذة المؤسسة العمومية، وتستحق تشجيعا وتنويها على مجهوداتها الشخصية، مقابل التأديب الذي يخضع له الأستاذ فقط حين إخلاله بواجبه المهني.
رضوان الرمتي إقليم الحوز
المصدر : https://tinghir.info/?p=8179
Hamid Hakouمنذ 10 سنوات
شكر الله للأستاذة الفاضلة،هكذا نريد من أساتذتنا ومعلمينا دون إستثناء،فجرأة المرأة وذكائها أنار المنطقة سعادة،لقد صدق من قال : كاد المعلم أن يكون رسولا.