تعيش مدينة مراكش منذ حوالي أسبوعين وضعا بيئيا استثنائيا حيث فوجئت الساكنة بتدني خدمات جمع الأزبال والنفايات في الأزقة والشوارع والمناطق التي تشرف عليه إحدى الشركات الفائزة بالصفقة .ولاحظ الجميع أن الحاويات الجديدة التي دخلت الخدمة حديثا فاضت منها الأزبال والنفايات وانتشرت حواليها، كما تكدست في قعرها البقايا والقاذورات مما جعلها مصدرا للعصارة والروائح الكريهة التي حرمت الكثير من السكان من المرور قربها ، وسببت الكثير من الضرر للمحلات والمقاهي المجاورة. وكحل ترقيعي بدأت فرق من عمال الشركة المعنية بالعمل قدر المستطاع بأدوات يدوية للتخفيف من حدة تراكم الأزبال والقاذورات .
والملاحظ يقف مشدوها أمام وضع هؤلاء العمال والعاملات الذين تراكمت عليهم المهام التي من المفروض أن تقوم بها الآليات . وبعد انتشار نكتة توقف الشاحنة العجيبة التي نسجت حولها الأخبار والإشاعات والنكت أحيانا ، خرجت الشركة والمجلس الجماعي عن صمتهما المتواطئ ليعلنا للرأي العام عن (( تعطل الشاحنة )) الوحيدة التي تناول الحاويات الجديدة ، وتعذر تعويضها في المغرب كله لأنها توجد منها نسخة وحيدة ؟؟ وتم توزيع ما تبقى من الحاويات القديمة وإغلاق الجديدة بواسطة أسلاك حديدية .
أمام هذا الوضع لا يفوت المواطن العادي إلا أن يقف بأم عينيه على الاستهتار وسوء التسيير والثغرات الكبرى في تدبير هذا المرفق الحيوي الذي يبتلع الملايير من ميزانية المجلس ومن جيوب الملزمين . ثم تزيد الحيرة عند اكتشاف الذكاء الخارق لمدبري الشأن العام عند الترخيص لمثل هذه الشركات المبتزة لمقدرات المدينة بإمكانيات وتدابير غير مدروسة مثل اقتناء شاحنة وحيدة لتقوم بهذه الخدمة الحيوية : كما لو أن هذه الآلة معصومة من العطب ؟ يحدث هذا في مدينة مليونية وتعد وجهة سياحية واستثمارية عالمية .كما تحج إليها الوفود السياسية والديبلوماسية والاقتصادية بحكم انعقاد أغلب المؤتمرات بها .
عبد الرحيم الضاقية
المصدر : https://tinghir.info/?p=7937