مصطفى ملو
استمرارا في نهجه الساعي إلى “استبغال” القراء و توجيه الرأي العام الوطني لما يحبه حزب العدالة و التنمية و يرضاه,نشر موقع هسبريس الذي أصبح يعرف عند الكثير من رواد الأنترنيت بالخلية الإلكترونية للبيجيدي أو الذراع الإلكترونية لحزب المصباح استطلاع رأي مقلوب و مغلوط من الأساس.
وليست هذه هي المرة الأولى التي ينشر فيها هذا الموقع مثل هذه الاستطلاعات المستفزة التي تحتقر ذكاء المغاربة,فقد سبق له أن “أنجز استطلاعات رأي” لا معنى لها و عنصرية كالاستطلاع المتعلق بالسماح بتسمية المواليد الجدد بأسماء أمازيغية,و كأن الأمر يحتاج إلى استطلاع من هذا الموقع الشوفيني و ذاك المتعلق بالحرف الذي ينبغي أن تكتب به الأمازيغية,مع العلم أن هذا الموضوع تم الحسم فيه منذ مدة.
لن نتطرق هنا إلى الشروط العلمية التي يجب أن تتوفر في استطلاع الرأي حتى تكون له المصداقية و المعقولية اللازمة اللتان يمكن أن تجعلا منه(الاستطلاع) منطلقا و معيارا لتصحيح مجموعة من الاختلالات أو مواصلة الإنجازات و مقياسا للتقييم و تصحيح الأخطاء,و لكن حسبنا أن نتطرق و نحلل موضوع الاستطلاع الآخر الذي قامت به هسبريس و الذي كان هو:
-هل تتفق مع مطلب التحكيم الذي قدمته المعارضة في مذكرتها المرفوعة للملك بشأن ممارسات رئيس الحكومة؟
النتيجة كانت لصالح بنكيران و حكومته و بالأغلبية الساحقة,أي أن أغلب “المستطلع رأيهم”,هم ضد لجوء المعارضة إلى الملك.
هذه النتيجة ستجعل بنكيران و أتباعه يهللون و يروجون لها ما تبقى من عمر حكومتهم و يستغلونها في حملاتهم الانتخابية كما فعلوا مع استطلاعات سابقة فاقدة لكل مصداقية و خالية من معايير الاستطلاعات المتعارف عليها علميا(فهي استطلاعات افتراضية أولا و قبل كل شيء,و لعمري إنه لمن السخافة أن يؤخذ بما هو افتراضي).
هذا من جهة,من جهة ثانية,فهذا الاستطلاع هو “استطلاع مؤدلج” و ليس استطلاعا محايدا و لا علميا هدفه الوصول إلى معرفة رأي المغاربة,بل هدفه الأول و الأخير-كما قلنا سلفا-هو التمكين لبنكيران و حزبه,و إلا فلماذا لا تكون لهذا الموقع الجرأة لطرح سؤال حول السبب الرئيسي الذي جعل المعارضة تلجأ إلى الملك,فيكون الاستطلاع بهذا الشكل:
-هل تتفق مع إقحام بنكيران لشخص الملك في كل خرجاته و مهرجاناته و لقاءاته و حواراته و صراعاته السياسية؟
لم و لن يفعلوها,لأن توجههم معروف و مخافة إغضاب ولي نعمتهم بنكيران,مهما زعموا أنهم محايدون و منفتحون على الجميع,فخطاباتهم لم تعد تقنع حتى الحمقى.
ما يزيد الطينة بلة هو أن يستضيف المشرفون على هذا الموقع ثلة ممن يسمونهم بالمحللين لتحليل استطلاعاتهم و الإدلاء بدلوهم فيها مع العلم أنهم أشخاص مغمورين.
إن الأمل الوحيد الذي يثلج الصدر هي تعليقات بعض القراء التي تفضح هؤلاء المختبئين وراء عباءة الحياد و حرية الصحافة,رغم مقص الرقيب الذي يفرضونه حتى على التعليقات المعارضة لتوجهات حزبهم و رئيسهم بنكيران لأن أكبر ما يخيفهم هو أن تظهر الحقيقة.
رابط التحليل الذي قدمه أحدهم لهذا الاستطلاع:
http://www.hespress.com/politique/262572.html
مصطفى ملو
المصدر : https://tinghir.info/?p=7882