احتفلت الجالية المغربية بمدينة مونبليي الفرنسية، نهاية الأسبوع، بالذكرى الخمسين للمسيرة الخضراء المظفرة، في أجواء وطنية مفعمة بالاعتزاز والانتماء، وذلك بتنسيق مع القنصلية العامة للمملكة المغربية بمونبليي.
وقد تميز هذا الحدث بتنظيم ندوة فكرية رفيعة المستوى تحت عنوان: “الدبلوماسية الموازية ودورها في تدعيم مخطط الحكم الذاتي في الصحراء المغربية” ، عرفت مشاركة نخبة من الشخصيات الأكاديمية والسياسية والعسكرية والثقافية والفنية، إلى جانب حضور وازن لأفراد الجالية المغربية.
افتتحت الندوة بكلمة ترحيبية للسيد محمد هناني، منسق ائتلاف الجمعيات المنظمة، أكد فيها رمزية المسيرة الخضراء كحدث وطني مفصلي، مشدداً على أهمية انخراط الجالية المغربية في الدفاع عن القضايا الوطنية، انسجاماً مع التوجيهات الملكية السامية.
وفي مداخلة عبر تقنية التناظر عن بعد، أبرز الخبير في العلاقات الدولية، الدكتور محمد زكرياء أبو الذهب ، أهمية الدبلوماسية الموازية كرافد مكمل للدبلوماسية الرسمية، مشيراً إلى أن القرار الأممي 2797 يشكل تحولاً نوعياً في مسار قضية الصحراء المغربية، من خلال اعتراف مجلس الأمن بمقترح الحكم الذاتي كحل جاد وواقعي.
من جهته، أشاد ميكائيل دولافوس ، عمدة بلدية مونبليي، بمتانة العلاقات المغربية الفرنسية، مبرزاً أهمية التعاون اللامركزي والدبلوماسية الترابية، ومؤكداً أن زيارته للأقاليم الجنوبية المغربية فتحت أمامه آفاقاً جديدة لشراكات تنموية واعدة.
أما السيناتور جون بيير غران ، نائب رئيس مجموعة الصداقة الفرنسية المغربية بمجلس الشيوخ، فقد أكد دعمه الثابت لمقترح الحكم الذاتي، مشيداً بالدور الحيوي للدبلوماسية البرلمانية في تعزيز العلاقات الثنائية والدفاع عن القضايا المغربية داخل المؤسسات الفرنسية.
وفي السياق ذاته، تناولت السيدة رشيدة كعوط ، رئيسة المندوبية السامية للجاليات الأفريقية بفرنسا، دور الجاليات في التصدي للمحاولات الرامية إلى تشويه صورة المغرب، مؤكدة أن التنسيق بين الفاعلين المدنيين والدبلوماسية الرسمية يعزز من فعالية الترافع حول قضية الصحراء.
وشهدت الندوة لحظة مؤثرة بمشاركة السيد علي عثمان ، الطيار السابق في صفوف القوات المسلحة الملكية، الذي قضى 26 سنة في سجون تندوف، حيث قدّم شهادة مؤلمة عن معاناة الأسرى والانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان داخل المخيمات. كما تم توقيع روايته “أسير حرب في سجون الجزائر والبوليساريو”، وتكريمه من طرف الجالية وسط تصفيقات حارة.
اختتمت أشغال الندوة برفع برقية ولاء وإخلاص إلى صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله، تلاها السيد محمد هناني باسم الجالية المغربية. كما تواصلت الاحتفالات بأمسية فنية متميزة، أحيّاها الفنان خالد البدراوي ، وفرقة تزويت العالمية ، والثنائي الكوميدي جمال ونور الدين ، في أجواء احتفالية طبعتها الوطنية والفرح الجماعي.
وقد أجمع المشاركون على أن الدبلوماسية الموازية، بمختلف مكوناتها من أكاديميين وخبراء وفاعلين مدنيين وأفراد الجالية، أصبحت اليوم أداة استراتيجية لتعزيز إشعاع المغرب والدفاع عن وحدته الترابية، مؤكدين على ضرورة استمرار التعبئة والانخراط في خدمة القضايا الوطنية، وفي مقدمتها قضية الصحراء المغربية.





















