بوريطة يكشف أسرار التحول الدبلوماسي المغربي في ملف الصحراء على قناة 2M

هيئة التحريرمنذ 12 ثانية
بوريطة يكشف أسرار التحول الدبلوماسي المغربي في ملف الصحراء على قناة 2M

في لقاء خاص بثته القناة الثانية المغربية 2M، قدّم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، قراءة معمقة لمسار القضية الوطنية للصحراء المغربية، مسلطًا الضوء على التحولات الكبرى التي شهدتها الدبلوماسية المغربية تحت قيادة جلالة الملك محمد السادس.

بوريطة استعرض في حديثه كيف شكّلت مبادرة الحكم الذاتي، التي أطلقها الملك سنة 2004، نقطة تحول استراتيجية بعد تعثر خيار الاستفتاء. وأبرز أن الاعتراف الأمريكي بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية سنة 2020 لم يكن وليد اللحظة، بل جاء نتيجة تفاعل مباشر وقوي من جلالة الملك مع الإدارة الأمريكية، وهو موقف ظل ثابتًا رغم تغير الرؤساء من ترامب إلى بايدن.

الوزير أشار إلى أن القيادة الملكية استطاعت إحداث تغييرات جوهرية في مواقف عدد من الدول الأوروبية، بدءًا بإسبانيا وألمانيا سنة 2021، مرورًا بفرنسا سنة 2024، ووصولًا إلى بريطانيا سنة 2025. هذه التحولات، بحسب بوريطة، هي ثمرة عمل دؤوب امتد لأكثر من ربع قرن، ويجني المغاربة اليوم نتائجه.

وفي تقييمه لنهج الدبلوماسية المغربية، وصف بوريطة أسلوب جلالة الملك بأنه قائم على الفعل والنتائج، وليس على التصريحات الإعلامية. وأكد أن صوت الملك مسموع عالميًا، وأن العالم يترقب إنجازاته لا أقواله، مشددًا على أن هذا النهج الواقعي يعكس فهمًا عميقًا للتوازنات الدولية ويجلب الاحترام للمغرب.

النجاح المغربي في مجلس الأمن كان من أبرز النقاط التي تناولها اللقاء، حيث كشف بوريطة عن حصول المغرب على 11 صوتًا مؤيدًا دون أي اعتراض، وهو ما اعتبره إنجازًا تاريخيًا. وأوضح أن جلالة الملك تدخل شخصيًا في الأيام الأخيرة قبل التصويت، وأجرى اتصالات مباشرة مع عدد من الأطراف الدولية، مما ساهم في تحقيق هذا الإجماع.

كما أشار إلى أن امتناع بعض الدول عن التصويت، مثل باكستان وروسيا، كان لأسباب خاصة تتعلق بمصالحها الإقليمية، دون أن يؤثر ذلك على جوهر القرار أو على الدعم الدولي المتزايد لمبادرة الحكم الذاتي.

وفي ما يخص العلاقات الثنائية، شدد بوريطة على أن جلالة الملك يؤمن بأن الحوار المباشر بين المغرب والجزائر هو السبيل الأمثل لتعزيز الاستقرار الإقليمي، رافضًا أي وساطات خارجية في هذا الملف.

اللقاء اختُتم بتأكيد الوزير على أن النجاحات الأخيرة التي حققها المغرب على الساحة الدولية، سواء في مجلس الأمن أو في مواقف الدول الكبرى، تعكس قوة الدبلوماسية الملكية وحكمة القيادة، وقدرتها على تحويل الرؤية إلى واقع ملموس يعزز مكانة المغرب ومصداقيته في العالم.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة