هل تصدقون أن 10 دراهم كانت في ما مضى تكفيك لوجبة غذاء في مراكش، اليوم هذا الثمن لا يكفيك هناك حتى لركن سيارتك في أحقر باركينغ، فما بالك بشرب قهوة في مكان محترم أنت وأفراد عائلتك…
– هاذ المرة إيلا بغيتي تشرب قهوة فمراكش خاصك تشطر مع الكَارسون قبل متريح…
– أواه؟
– ونزيدك.. قبل متريح كيبدا يخدم الكونتور.. الطواليط تخلص عليها
– هاذشي فبلاد البهجة؟
– هاذي بلاد الفقصة…
هذا حال مقاهي مراكش الراقية التي أصبحت تبيعك حتى الهواء، وأصبحت منفلتة من كل مراقبة للأسعار. مناسبة هذا الحديث “التذكرة” التي يتداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي التابعة لأحد المقاهي التي يساوي فيها ثمن 4 مشروبات (ماء، قهوة، عصير، شاي) 300 درهم (انظر الصورة)، أي ثمن 5 كيلو لحم. فعندما يتحول ثمن إيريق شاي عادي 30 درهما، وكأس قهوة 20 درهما، وقنينة ماء معدني من حجم نصف لتر 40 درهما، فهذا هو “الجنون”. وما كان ينقص في هذه المقاهي التي تبيعك حتى واجهاتها بالعملة الصعبة هو أن تكتب “خاص بالسياح الأجانب وأصحاب العملة الصعبة” أو “الدفع هنا بالأور أو الدولار… الدرهم مخدامش فهاذ القهوة”…
مراكش تحولت إلى مدينة الجشع.. مدينة تفترس الفقراء، مدينة الأثرياء. افتقدت لكل مظاهر البساطة التي كانت هي “العملة” الخاصة للبهجاوة، كانت تكفيك ابتسامة ثمنا لقضاء ليلة بوجبة عشاء كاملة عند أي مراكشي يستضيفك. المدينة الحمراء تحولت إلى مدينة رأسمالية متوحشة تخلخلت فيها جميع القيم التي كانت هي رأسمالها الحقيقي، وغزاها المضاربون والواجهات التجارية ومراكز التسوق ومقاهي 5 نجوم والشقراوات والحمامات التركية.
– ببساطة.. مدينة 7 رجال مبقاتش ديال الدراوش
– هاذشي فخبار الحكومة؟
– الحكومة براسها مللي جات وهي كتزيد… مفراسكش الزيادة من راس “الحمق”.. فهمتيني ولا.. لا؟
– بغيتي تفهمني هاذ القهوة لي خلصتي فيها 300 درهم مولاها هو بنكيران!!
تنغير نفو /أنفاس بريس
المصدر : https://tinghir.info/?p=7417