حسن الطاهري
ضمن فقرات مهرجان النخيل بزاكورة و تخليدا لرأس السنة الأمازيغية 2975 وبتنسيق مع أكاديمية أمورس للثقافة و التربية و التكوين، نظمت صباح اليوم الأربعاء 29 يناير 2025، ندوة ثقافية تاريخية حول التراث المادي و اللامادي بواحات درعة، وذلك بالمركز الثقافي بزاكورة.
افتتحت الندوة بكلمة مسير الندوة الأستاذ اسماعيل أيت مسعود شكر فيها منظمي المهرجان على إتاحتهم للفرصة لمناقشة ما تزخر به واحات زاكورة من موروث مادي و لامادي يعبر عن عراقة وقدم الثقافة الأمازيغية، كما قدم كلمة باسم أكاديمية أمورس للثقافة و التربية والتكوين حيث عبر فيها عن اهتمامات الأكاديمية و أهدافها المسطرة للدفع بعجلة الأمازيغية اكاديميا.
ثم أعطيت الكلمة للدكتور محمد أوبها في مداخلة أولى حول التراث اللامادي في واحات زاكورة ” أحيدوس نموذجا” تحدث فيها عن تنوع رقصات أحيدوس بواحات درعة وأكد أن غنى الأهازيج في الواحات راجع للهجرات التي توالت منذ القدم و تطرق لأهمية أحيدوس باعتباره إرثا حضاريا يتضمن أشعارا تعالج قضايا اجتماعية في مقلب فني غني بالدلالات.
واستكمالا للحديث حول أحيدوس من زاوية أخرى أكد الأستاذ داود أيت داود في مداخلته أن رقصة أحيدوس لها دلالات و أبعاد غير عشوائية بداية من كلماته و لباسه و ميلان رقصاته و صولا إلى الأجواء الاحتفالية و طقوسه الليلية الخاصة التي تستهوي عشاقه في كل مكان، كما أكد أن ليالي أحيدوس تعتبر مكانا خاصا للتعارف قصد الزواج، كما أعطى مثالا لقصيدة شعرية حول الصحراء المغربية في ملكية عائلة أيت داود عبر فيها عن الوحدة الترابية الترابية بعد المسيرة الخضراء.
وفي مداخلة للدكتور محمد كمال الباحث في التاريخ تطرق إلى موضوع أحيدوس لدى قبائل أيت عطا الرموز و الدلالات، وأكد أن طقس أحيدوس عند قبائل أيت عطا يتميز بصفين صف للرجال و صف للفتيات العازبات عكس قبائل الأطلس المتوسط الذي يكون على شكل دائري وتؤدى هذه الرقصات في المناسبات خصوصا بالليل للتأمل و الإنصات بكل هدوء، وأشار أن الرجال هم الذين يتكلفون بحمل البنادير و بلباس مميز يتكون من جلباب أبيض و””بلغة”” و خنجر، أما لباس النساء فيكون مميزا أكثر بلون أبيض يدل على الصفاء و حلي يدل متعدد الدلالات والألوان بما فيها الخصوبة و الجمال، كما يبرز أيضا الحالة الزواجية لهن.
وفي ختام المداخلات تم فتح باب المناقشة من قبل الحضور الكريم، حيث ساهمت في إغنائه بإضافات و أسئلة تقاطرت على مؤطري الندوة، انصبت جلها في ضرورة الحفاظ على الموروث الثقافي اللامادي الأمازيغي من الضياع في ظل التقدم التكنولوجي، كما تم الإجابة عن الاشكالات التي لم يستوعبها بعض المتدخلين من قبل المؤطرين.
وتتمة لأشغال الندوة تم توقيع كتاب tizlatin n inlmadn أو أناشيد التلاميذ لكاتبيه حسن الطاهري و ميمون التازي من قبل الأستاذ حسن الطاهري الذي أكد على ضرورة تعليم هذه الأناشيد للتلاميذ حفاظا على اللغة الأمازيغية و الموروث الثقافي اللامادي في إطار مشروع تعميم اللغة الأمازيغية المنصوص عليه في خارطة الطريق للتعليم.
و في ختام الندوة و توقيعات الكتب تم تكريم المؤطرين بشواهد تقديرية و تكريم مدير المركز الثقافي بزاكورة على مجهوداته الثقافية الفعل بزاكورة.
المصدر : https://tinghir.info/?p=73462
