كشفت سميرة سيطايل، سفيرة المغرب لدى فرنسا، خلال احتفال بالسنة الأمازيغية الجديدة في دار المغرب بباريس، أن ولي العهد الأمير مولاي الحسن تلقى تعليمه باللغة الأمازيغية في المدرسة المولوية، إلى جانب دراسته باللغات الأخرى. وأكدت سيطايل أن هذا التوجه يعكس التزام الجيل الصاعد في المغرب باللغتين الرسميتين للبلاد، العربية والأمازيغية.
خطوة ملهمة لتعزيز اللغة الأمازيغية
اعتبرت فعاليات أمازيغية أن تعلم ولي العهد اللغة الأمازيغية يمثل نموذجًا ملهما لكثير من المغاربة، خاصة المسؤولين، مشيرين إلى أن ذلك قد يدفع العديد منهم إلى تعليم أبنائهم هذه اللغة. ورأوا أن هذه الخطوة تساهم في تعزيز مكانة الأمازيغية داخل المدارس المغربية وتشجع على التركيز على اللغات الوطنية بدل التركيز الحصري على اللغات الأجنبية.
الأمازيغية في التاريخ الملكي
أشارت مصادر تاريخية إلى أن ملوك الدولة العلوية قبل نظام الحماية عام 1912 كانوا يتحدثون الأمازيغية، بحكم وجودها في بيئتهم الاجتماعية والثقافية. وأورد المؤرخ المغربي أحمد بن خالد الناصري في كتابه “الاستقصاء في ذكر أخبار المغرب الأقصى” وقائع تاريخية تؤكد استخدام السلاطين العلويين للأمازيغية في تواصلهم، بل وحتى في مراسلاتهم الرسمية وظهائرهم التي تضمنت تعابير أمازيغية خالصة.
المدرسة المولوية والأمازيغية
تاريخيًا، لعبت المدرسة المولوية، منذ تأسيسها، دورًا في الحفاظ على التنوع الثقافي واللغوي في المغرب. وقد تعاقب على إدارتها شخصيات أمازيغية بارزة مثل محمد شفيق، الأب الروحي للحركة الأمازيغية، وعزيز الحسين، الوزير السابق والمنحدر من منطقة بني ازناسن.
تعزيز الهوية الوطنية
تُظهر هذه المبادرة اهتمام المغرب بتعزيز الهوية الوطنية بجميع مكوناتها الثقافية واللغوية. كما تعكس رؤية الملكية المغربية للحفاظ على التراث الأمازيغي، بوصفه جزءًا لا يتجزأ من هوية البلاد ومصدرًا للإلهام للأجيال الصاعدة.
المصدر : https://tinghir.info/?p=73351