Ad Space

الأساتذةُ الشّكلاطيون – تِرّند –

admin
2024-12-23T11:29:04+01:00
آخر الأخبار
admin23 ديسمبر 2024
الأساتذةُ الشّكلاطيون – تِرّند –
محمد بوطاهر


تقوم فلسفة التّعايش والاعتراف بالآخر عند هابرماس على أسَاس عقلي، حيْث إن الاعتراف بفضل الآخر لا بُد أن تحكمه أخلاقيات المُناقشة والحِوار التي هي في المقام الأول أسّ الممارسة الديمقراطية التواصلية، وعليه فالناظر إلى ما يقع هذه الأيام من مُمارسات تواصلية مخدُومة مُسبقا ومدفوعة لإرضاء مُركبات نقص نفسية عند السّادة الأساتذة (أهل الفضل والنّهى)، يعلم يقينا أن ذالك لا يخدم الجوانب التربوية بالأساس ولا يُسهم في الرّقي بالعلاقة التواصلية التربوية بين الأطراف المعنية (الأستاذ/ المتعلم)، لأنه بكل بساطة لا يسْتند إلى العقل بقدر ما يُدغدغ العاطفة ويجُر المُمارسة التربوية السّليمة إلى الحضيض والتبرهيش بمُمارسات دخيلة لا سَند لها في الماضي ولا الحاضر وتمُجها الرّؤى التنظيرية الوجيهة في مجال التربية.


بناء على أفكار هابرماس التي يُؤكد فيها أن المهام الأولية للفعل التواصلي السليم تنحصر في تنمية البعد الموضُوعي الإنساني للعقل، نُدرك مقدار حَماقة هؤلاء اليوم وانجراراهم نحو مُستنقع البوز الاجتماعي، وفبركة الصّور والمشاهد والسّلوكيات البعيدة عن مهامهم الأصلية، وكل ذلك من أجل ملء جوانب خفية ظلت تجنحُ نحو الظهور وتحقيق نوازع الأنا المُتضخّمة, فهي في الأخير مُمارسة نرْجسية يسْعى فيها الأساتذة المُحترمون جدّا(الشكلاطيون) إلى إثبات مركزيتهم في العملية التعليمية التعلمية، وهذا أمر غير صحيح ولم يعد مقبُولا. فاليوم الأستاذ مُجرد مُرافق ومُنشط ومُيسر لتعلمات المُتعلمين وليس هو مالك المعرفة وواهبها الأوْحد، فالأصلُ في المسألة أن تقدم الشّكولاته والحلوى لمَن يشارك في بناء التعلّمات بشكلها الجمعي المُركب، وليس فقط الأسْتاذ المُوحترم الذي يدفع المتعلمين بطريقة ضمنية إلى التكسّب وربط الأداء بالمُقابل في تسْويق مُبتذل لوظيفة المُربي القدوة في المنظومة التعليمية المغربية.



aid


طبيعي أن يخرج البعض من هؤلاء المرتزقة لتبرير سُلوكهم واتهام الآخرين بالعجز وعدم الكفاءة والقدرة، وأن الأمر تعبير عفوي فقط وعربُون مَحبّتهم لمُتعلميهم وحُسن تواصلهم ونجاحهم في أدوارهم التربوية، وكل هذا سفْسطة لا جدْوى منها، ولن تجد تفهّما إلا عند أمثالهم ممّن يُشاركم نفس النّواقص والعلل النفسية. ولا أريد أن أغلو في رأيي لأقول أن القاسم المُشترك عند الشكلاطيين الجُدد هو كسَاد بضاعتهم وعدم قدرتهم على أداء دورهم الترْبوي المًنوط بهم بعقلانية ورزانة وما تتطلبه حِكمة المَدرسة والتربية الحَقة، فآووا إلى فبركة هذه المشاهد واسْتعطاف مُتعلميهم المغلوبين على أمرهم بسَبب سيْف سُلطتهم، وعَثوا فسَادا في زمن التعلم واسْتغلال الحِصص الدّراسية لنشر غسِيل ما في عُقولهم من نقصِ وتشوّهات.


نعتذر من الزّملاء الشّكلاطيين في المهنة على رأينا المُخالف لهم، لكن أنصحُهم بعدم الإكثار من الحلويات لأنها تورّث الكسل وتولد عدْوى الدّيدان، وقى الله الجميع وسَلّم.

(محمد بوطاهر- 20 دجنبر 2024)

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.