..لبست الخيال في معظم لغتي فبنيت مقصلة للصلب ،فجودت عطائي في الإعراب ،فلا أرفع مفعولا، ولا أنصب فاعلا، ولا أجر ما بعد حيث المجرورة بمن ،بل أرفعه على البدء وأخبر عنه بالتقدير ،ولا أرفع إلا العظيم ومن هو أهل له في اللغة…لكنني لم أتعلم من لغتي وإعرابي غير القليل ..فيا ليتني أجيد ،وأتقن بعض إعراب الناس، لأرفع العظيم منهم و الذي لا يستحق غير الرفع ،ولا يجوز في إعرابه الوجهان، ولا أضم منهم إلا من هو أحق وأجدر بالفعل .
.وياليتني تعلمت من لغتي من به علة ووجعا في الوسط او القلب .. ولو أنني أجيد إعراب القوم ما أصبحت مضافا لمجمعهم ،ولا مفعولا فيه او به أو معه أو لأجله..فلو تعلمت الجر بلغتي لجررت أقواما كما يجر جرو الزمان باللغة والمخيال، ولعرفت من يجيد النصب منهم أو من يجزم الكلام ليسلم ..والذي تعلمته وخبرته من قومي بلغتي أن الناس مبنىية للمجهول، معطوفة على الغدر ،مستترة لا تقدير لها..تحية إليك خيالي وشكرا لك يا أنا في المخيال ..،وتحية إليك أيتها الأرض التي لم تكوني ذات يوم موطني.
المصدر : https://tinghir.info/?p=73093