*أسئلة للبنكيرانيين:
لا أعرف لماذا يريد أنصار حزب بنكيران من المواطنين أن يكرهوا السيد حميد شباط الأمين العام لحزب الاستقلال و ينصبوا له العداء؟هل شباط هو الذي رفع الأسعار و أشعل النار في الماء و الكهرباء و المحروقات و تذاكر النقل؟هل هو الذي اقتطع من أجور العمل بسبب الإضراب؟هل هو الذي جمد الترقيات؟هل هو الذي يقترض الملايير من الخارج و يرهن المغرب بيد المؤسسات الأجنبية لإصلاح ما لا ناقة و لا جمل للشعب فيه؟
يقولون بأن حزب الاستقلال هو المسؤول عن الوضع الحالي و أنهم هم المصلحون,لنفترض أن ذلك صحيح,فما ذنب شباط؟هل سبق له أن كان رئيسا للحكومة أو رئيسا للاستقلال خلال السنوات الماضية؟ و لنفترض أنه كان كذلك,فهل من المعقول أن نحمله كل أخطاء حزب الاستقلال؟
*أنت ضد الحكومة فأنت إما “شباطي” أو بامي:
أتباع بنكيران هم آخر من يؤمن بالاختلاف,فإما أن تكون معهم و مع حزبهم و حكومتهم و إن كانوا في ضلالهم يعمهون,و إما فأنت مشوش,مأجور,متآمر و مدفوع من جهات داخلية أو خارجية,و أنت عدو النجاح و الإصلاح و من الضالين و المغضوب عليه و في أحسن الأحوال فأنت شباطي(أي من أتباع شباط و كأن نصرة شباط جريمة) أو بامي(أي من أنصار الأصالة و المعاصرة الذي لا يحق لك حسب المنطق البنكيراني الانتماء إليه أو الدفاع عنه) وحدهم من لهم حق الانتماء.
و هنا يطرح السؤال التالي:لماذا يحق لهم أن ينصبوا أنفسهم محامين لبنكيران رغم أننا لا نعتقد أنه في حاجة لذلك و لا يحق لغيرهم الدفاع عمن يراه أهلا لذلك و ليكن شباط أو الشيطان؟متى يؤمنون بأن كما لهم الحق بأن يغرموا ببنكيران و يموتوا فيه عشقا,فإن الآخرين لهم الحق نفسه,الحق بأن يحبوا و يتبعوا من شاؤوا؟إلى متى سيبقون يصورون للناس بأنهم مظلومون و دراويش و أن الكل يخطط ليل نهار لإفشال تجربتهم الناجحة جدا حسدا من عند أنفسهم؟
و هم بهذه النظرية العجيبة(أنت ضد الحكومة فأنت شباطي أو بامي),يوهمون أنفسهم قبل الآخرين بأن المواطن العادي لا يمكن أن ينتقدهم,فهم كمن يقول “إن المنتقدين لا يمكن أن يكونوا إلا من الخصوم و أنه لا يمكن لشخص ليس له أي انتماء أن ينتقدنا,لأن جميع المواطنين معنا”,هكذا يحلمون !
*شباط الحليف يتحول إلى مفسد !!
عندما كان حزب الاستقلال في الحكومة لم نكن نسمع أتباع ما يسمى حزب العدالة و التنمية يتحدثون لا عن شباط و لا عن حزبه لا بالخير و لا بالشر,و لكن بمجرد انسحابه من الحكومة تحول شباط بقدرة قادر إلى مفسد و عدو للإصلاح الذي جاء به حزب المصلحين,فما الذي تغير يا ترى؟
لا شيء تغير سوى أن منطق الإسلامويين كما قلنا سلفا هو:إما أن تكون معي فأنت صديقي و لا يهم بعدها أن تكون فاسدا و مفسدا و إما أنت ضدي فأنت مفسد,فاسد لا تصلح سوى لأن يكرهك الشعب كل الشعب و كل الطرق التي تؤدي إلى ذلك حلال,بما فيها لغة الخشب و العواطف و الشعبوية و لو كنت أكبر المصلحين.
*الرشيدية بين مهرجان بنكيران و مهرجان شباط:
استغل مريدو بنكيران مناسبة تنظيم حزب الاستقلال لمهرجان خطابي بمناسبة الذكرى 80 لتأسيسه بمدينة الرشيدية ليقولوا في شباط و حزبه ما لم يقله مالك في الخمرة,و ما ذلك إلا نتيجة طبيعية لإحساسهم بأن البساط سحب من تحت أرجلهم,خاصة و أن المتتبعين يأكدون أن عدد الحاضرين لمهرجان شباط يفوق بالضعف عدد من حضروا لرئيس الحكومة و “هذا ما لم يصرط لهم”,فتراهم يبحثون عن تبرير سبب “التفوق الشباطي”.و لكن دعونا من كل هذا و هيا بنا لمناقشة بعض ما قالوه عن هذا المهرجان بكل حيادية و موضوعية و تجرد:
-قالوا بأن شباط استعمل الحافلات لنقل أنصاره من مدن أخرى,و هذا صحيح و عايناه بأعيننا و لا يمكن لأحد أن ينكره,و لكن السؤال هو التالي:
-ما العيب في أن يستعمل شباط أو غيره الحافلات و حتى الطائرات و القطارات(إذا أمكن) لنقل أنصاره لحضور مهرجان خطابي لحزبه؟هل أنتم من دفع عنه تذاكر السفر؟ عندما جاء بنكيران إلى الرشيدية تنقل عشرات بل مئات الأشخاص من أنصاره من ألنيف و الريصاني و تنغير و ورزازات و قلعة مكونة و ميدالت(حتى الحبيب الشوباني الذي لم ير له الرشيديون أثرا منذ ربحه في الانتخابات السابقة التي أوصلته ليكون وزيرا حضر بجلبابه الصحراوي)…فما الفرق؟
الفرق أن شباط”أنعم عليه الله” و دفع عن أنصاره و بنكيران لم يفعل(و ربما فعل),فأين المشكلة مادام الهدف واحد هو تجييش الأنصار و حشدهم؟لماذا لا تكون لهم الجرأة للحديث عن استغلال رئيس الحكومة لمنصبه (كرئيس حكومة لجميع المغاربة) للتبشير لحزبه,بل و الأخطر استغلال صاحب الجلالة في كل مهرجاناته و خطاباته؟فمن هو الذي يستحق النقد يا ترى هل الذي يستعمل الحافلات لنقل أنصاره من مدن أخرى دون أن يضر أحدا أم من يحشر الملك في صراعات سياسية و حزبية هو في غنى عنها؟
*الأسباب الحقيقية وراء انتقادات البنكيرانيين لشباط:
الأسباب الحقيقية وراء الانتقادات الموجهة لشباط من طرف البيجديين و أتباعهم كثيرة و متعددة و نذكر منها:
-إلهاء المواطنين عن مناقشة مشاكلهم الحقيقية و خلق أعداء وهميين لتوجيه أنظارهم(المواطنين) عن تحميل المسؤولية لمن يسير الشأن الوطني(بنكيران و حكومته) و هم المسؤولون الحقيقيون عن جزء كبير من المشاكل التي يتخبط فيها المواطنون,فشباط في كل الأحوال لا يسير قطاعا اقتصاديا و لا اجتماعيا و لا ثقافيا,فعلى ماذا يريدون أن نحاسبه؟!!
-نتيجة لتشردم أحزاب المعارضة و تشتتها و فقدانها للبوصلة بسبب الصراعات الداخلية و خاصة حزب الاتحاد الاشتراكي الذي صار كالرجل المريض و حزب الأصالة و المعاصرة “الغامض الواضح” الذي يمكن أن يتحالف مع الإسلامويين في أي لحظة,يبقى حزب الاستقلال هو الوحيد القادر على مجابهة حزب الإسلامويين و الوقوف له و لمخططاته اللاشعبية بالمرصاد,و هذا ما يزعج أتباع بنكيران الذين ينظرون إلى الاستقلال كضرة يجب التخلص منها كما هو الشأن بالنسبة لكل من يعارضهم و ينتقدهم.
-أن شباط لا يتقن لغة الخشب و لا لغة العواطف,فهو يواجه البيجديين بخطاب مباشر بعيدا عن لغة الاستعارات و الإيحاءات و لغة”التماسيح و العفاريت” و المبني للمجهول,يفضحهم نهارا جهارا كل واحد باسمه,و هو لاشك أمر لم يألفه البنكيرانيون الذين يعتبرون أنفسهم مصلحون لا يأتيهم الباطل من خلفهم و لا من بين يديهم و غيرهم مجرد شياطين !!
لا يجب أن يفهم من المقال أننا ندعو المواطنين إلى “حب” شباط و إن كان ذلك من حقنا,لكننا ندعوهم إلى استخدام عقولهم بعيدا عن اللغة التي تدغدغ العواطف
مصطفي ملو
المصدر : https://tinghir.info/?p=7302
amimiمنذ 10 سنوات
لماذا يريد الشباطيون من المواطنين أن يكرهوا بنكيران؟؟ ألا يعجبك هذا السؤال ياصاحب المقال رغم أنه فيه ما يقال أكثر ولن تتسع السطور لكتابته.إتق الله يا هذا.