رسالة حول كتاب “بين ضفة السراء وضفة الضراء” لسعيد بودبوز

admin
2024-10-16T14:07:46+01:00
اقلام حرة
admin16 أكتوبر 2024
رسالة حول كتاب “بين ضفة السراء وضفة الضراء” لسعيد بودبوز
محمد عبد الرضا شياع

صديــقي الجمــيل الأســتاذ سـعــيد بــودبــوز: ألــف تحيّة لجنابك  الــكريم ومــثلها لإنجازك الممــيز، وإنّه لمن دواعي ابــتهاجي أن أشــاطــرك الــحــوار فــي مــا تُنــجز، واعــلم أنني أقرأ جــلّ ما تُســهم به مــن إنــجاز معــرفي يفــعّل الحــوار في مديــاته القصوى. أنا ســعيد بــك أخــي وصديــقي الأســتــاذ سـعــيد بــودبــوز، أحييــك بعمــق وبمــحبّة ضافية، يــُسعدني أن نتقاسم أو أقاســمك الهــمّ المعرفي، فهــذه غايــتي لاســيما إذا كانــت مــديات هذه الــمعرفة البحث عن الجــمال ومــعنى الإنســان الذي بــه نــؤثـــّث ذواتنا… العــنوانات الــتي أشرتَ إليــها هـي عــنــوانات ذات اعتبار، وهذا ما يمـيّز المــدرسة المــغـربـيّة، إذ لا أريــد أن أقــول لك مــا ينـهض علـيه العــنــوان، فأنت السـيـمـيـائـي الــعــارف بـــضــروب الكـــتابــة وآفـاقها، فهناك مَن يريد أن يُنصف المدرسة المغربيّة؛ فيجعلها الضلع الثالث في المثلث: الشعر عــراقي، والروايــة مــصريّة، والــنقــد مــغــربي؟.

 أنا شخصيّاً لا أنسجم مع هذا التوصيف؛ لأنّني منحاز جزءاً أو كلاً مع أستاذي الشاعــر النــاقــد البـروف محــمّــد بنــيس الذي يــرى أنّ التـــاريــخ مــعبــّأ بــأســراره، فــقــد يغدو المــركــزُ محيــطاً والمحــيطُ مــركزاً، انطلاقاً من تصــورات جــيــوثـقافيــة أمــلتها ضــرورة النبــوغ المغــربــي، قد نختــلف في بعض التفاصــيل، لاسيــما في مركــزيــّة الــقــرآن، وهنا منحــى ثــقافــي خالص، لــكنّ الحــقــيقــة تــكمــن هــناك في ذاك الــصــوت المخــتلــف في المــغرب الــعربــي (لغــة) المحمّل بلغتــه الصــوفيّة أو الروحــيّة أو السريالــيّة، أبعاد فلسفيّة تسهم في ابـتــناء هذا المــشهد الــذي أنــجزه الكبار أبــناء هذا المحيط الذي يحــمل لــون المركــز وطعــمه، لــولا ســلطة الــمشرق (الخــلافة/ الــحكم)، هــنا لا انحياز أو إدانــة، على الرغم من أنّ القراءة المنصفة تتطلب موقفاً، لكن ليس موضعها الآن. 

ما أريد قوله إنك وضعت عناوين تشي بما هو مميّز، وما ينبغي لنا، أو لي في الأقل، انتظاره، فاعلم أنّ العين تترقّب نتاجاتك التي يحتضنها القلب قطعاً… صديقي الجميل الأستاذ سعيد بودبوز: بطبيعة الحال، ومن المسلّم به لا تعنيك الطائفيّة، وإلا لما أنجزت ما أنجزت، وما خططت لإنجاز المتميّز، هذه بـئر عميقة ومظلمة، أحاول أن أنتشل منها أحد أصدقائي المثقفين جـداً، والذي يشغل منصب بــروف، وهو رئيس الدائرة الــعربيّة في واحدة من أكبر الجامعات الأوربيّة، وهو مَن لجأ إليّ لأعينه. أنا من المؤمنين بعمق، ولكن بما يحترم الإنسان ويُنجز معناه. 

أنا أؤمن بكلّ الديانات السماويّة والوضعيّة، ولكن لي خصوصيّة، وقد أثبتت تجربتي القصيرة في الولايات المتحدة صحت هذا الذي انعكس في تربيّة أبنائي واندماجهم في المجتمع الأمريكي العظيم الذي يحترم خصوصياتهم بنين وبنات، فمتى نصل إلى مستوى هذا التجلّي المجتمعي الرائع.

 يقــيناً يسعدني اشتغالك، تعجــبني اختياراتــك إلى حــدّ الانبهار، عــلى الــرغم من بعض التقاطعات بيننا في قراءة التاريخ، والتي أثــرت وعـيي كــثيراً باختلافها، فشكراً لك. من هنا أعتز بك صديقاً وباحثاً، وكلما وجدتَ منجزاً بين يديك، أرجو أن تتفضل بإرســاله إليّ، ليــكون واحــداً من مــصادر كتــاباتي. ســلمتَ لــي أخــاً وصديــقاً وباحــثاً متميّزاً، أنــتظر كتاباتــه باعــتزاز….

بقلم: الناقد العراقي د.محمد عبد الرضا شياع

بين ضفة السراء وضفة الضراء.png

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.