تمحطرين.. فرح بقدوم النبي العدنان لدى إملوان أزقور

admin
2024-10-06T13:20:33+01:00
اقلام حرة
admin18 سبتمبر 2024
تمحطرين.. فرح بقدوم النبي العدنان لدى إملوان أزقور
عبد المجيد صرودي

حينما تعود إلى الذاكرة الاجتماعية، وتعطي للأنساق الثقافية ما تستحقه من عناية، تأخذك عقارب الزمان عبر رحلة ساحرة إلى تسعينات القرن الماضي، قبل الأخذ في التلاشيء مع ظهور أنساق ثقافية جديدة، حرية بالتتبع والمواكبة.

تتذكرون « تمحطرين » قصر أزقور، وكيف كانت الأهالي تعيش لحظات جميلة وأحاسيس جياشة وقتئذ، نظرات تعلوها البهجة والعفوية، حيث يشدك الحنين والروح حتى تتمنى العودة لتلك الأيام.

تعتبر ذكرى المولد النبوي الشريف بأزقور مناسبة تمتاز بعادات وتقاليد تجسد حب النبي العدنان محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. من ليلة المولد النبوي حيث يحتفل السكان بقدوم هذا اليوم العظيم بشراء اللحم(الوزيعة)، ثم تتبادل العائلات الزيارات فرحا بمولد سيد الهدى. في صبيحة المولد 12 ربيع الأول يخضوضب النساء أياديهن بعد الاستيقاظ الباكر، لتهيئة وجبة الإفطار المتنوع من فطائر وعجائن وأخرى، يوقظن الأطفال لرؤية رقصات وشطحات الشمس فرحا بمولد سيد الهدى، حيث – يعتقد أن – الشمس ترقص وتغني لهذا اليوم العظيم. بعد الإفطار، يهيئ الآباء للأطفال مروحيات (تجغاجين) من قصب وورق استعدادا لأمسية مسائية تسمى «تمحطرين».

بعد صلاة العصر يجتمع الأطفال استعدادا ل«تمحطرين» حول فرقة للمديح النبوي يتزعمها عمي الحبيب أباسو، بجانبه عمي الحسين امبارك لهميش، وعمي محمد أزايد، والسيد حمو أوعزيزا، وغيرهم، حيث يرددون أمداح نبوية من بردة ومنفرجة، أشهرها:
ثم الصلاة و السلام .. على النبي بدر التمام
سيدنا محمد .. شفيعنا يوم الزحام

ومع شعيرة الطواف بالزوايا وهي موجودة في كل الديانات حسب عمي لحسن أيت الفقيه، حيث يجري عكس عقارب الساعة من اليمين نحو اليسار إلا في البوذية. بأزقور بعد أن يجتمع الأطفال حول فرقة المديح النبوي، يقام الطواف حول القصر بترديد أمداح نبوية. خلال الطواف حول المقابر والاستعداد للمرور أمام الأضرحة تقديرا لأولياء الله الصالحين في الحياة والممات، يتم الدعاء قرب المقبرة تضرعا، ورفع الأيادي للمولى عز وجل ترحما على الموتى، والتي تقضي بتقدير القبور على نحو الشعائر الصوفية، ما يزيد «تمحطرين» حماسا هو زغاريد النساء أثناء مرور الفرقة في الأزقة و الشوارع، حيث الزغاريد والصدقات تترى على الطائفين من كل جانب.

عند نقطة الوصول عند مسجد القبيلة، يجلس الأطفال لتناول ما أعد من طعام ومأكل ومشرب، ثم يتم الختم بالدعاء الصالح، ودائما مع عمي لحبيب أباسو والصغير أطال الله في عمره.

إنها جزء من ذكريات الجيل الذهبي لشباب القبيلة، ولا مجال للمقارنة بين الأمس واليوم؛ ما دام الخلف تخلف وضعف أمام اجتهادات فقهية وواقعية.

إذا كانت «تمحطرين» طقس ديني تحييه كل سنة ساكنة أزقور، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، ويشارك في هذا الاحتفال رجال وأطفال يحملون مراوح تقليدية، ويرددون مجموعة من الأذكار والأدعية والابتهالات، أثناء الطواف على القصر بأكلمه،
فهل ستشاركنا ذكرياتك وقصصك من ذلك الزمان الرائع.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.