تغرمت نتسكا وحي أيت أرجدال وأحياء أخرى رئيسية تشكل النواة الاساسية لتوسع مدينة ومركز تنغير لكنها ظلت وتظل خارج تغطية وأجندة المجالس المتعاقبة وآخرها المجلس الحالي “الهجين”.
هذه الاحياء التي تنتمي في غالبها الى ما يسمى “بالحي الإداري” بمركز المدينة نصيبها التهميش والاهمال المقصود في ظل توسع المدينة غربا وشرقا وجنوبا وشمالا ويبقى الاصل ومركز المدينة غائبا عن كل استراتيجية تنموية أو تأهيل منتظر.
فهل تنتمي ساكنة هذه الأحياء الى جماعة حضرية فعلا ؟ أم هي محسوبة على جهات ومناطق أخرى قروية لكي تغيب بهذه الحماقة عن أي توجه تنموي أو تأهيل في ظل الميزانيات المرصودة ؟.
هل يوجد بهذه الاحياء ممثلون ومنتخبون يترافعون وينوبون عن الساكنة أم أنهم ربما يتنكرون لها في كل مرة ولا يرضون حتى بإظهار أو التحدث بالانتماء إلى هذه الاحياء المتواضعة والقديمة ؟
لا شك أن من يقرر في سياسة تنمية المدينة له زوايا نظر ومرجعية مختلفة للتنمية ويركز على تنمية محيط ومنطقة دون اخرى. فلا يعقل أن تظل ساكنة هذه الاحياء “محقورة” لأنها فقط متواضعة ولا تملك “رجال” يتحدثون بصخب عن همومها وتنميتها أو إزعاج المسؤولين في كل مرة بمطالب مشروعة لكي تكون نقطة انطلاقة أي مشروع تنموي أو تأهيل منتظر.
الحي الإداري أكبر تجمع للبنايات المهجورة والمخيفة بالمدينة والتي تعد مرتعا للمتسكعين والمنحرفين وأوسع مرحاض للتغوض والتبول الإرادي واللاإرادي لكل الوافدين على مركز المدينة. علما أن المدينة لا تتوفر على خدمة المراحيض العمومية. وهنا أود أن أشير فقط إلى إنزعاج الساكنة من الروائح الكريهة “لخيخي” خلف النوافذ وأمام أبواب المنازل.
هذه الاحياء تنعدم فيها خدمة الصرف الصحي وجل الخدمات الجماعية لعقود ولا تزال ساكنتها تعتمد على الحفر وآبار للتخلص من المياه العادمة وما تسببه من تلوث ومن تبعات الصيانة الدورية.
هذه الاحياء تنعدم فيها أبسط المرافق الاساسية من ملاعب وأماكن الترفيه المجانية وتبقى ساحة مركز المدينة المتنفس الوحيد للساكنة لمشاهدة أبناء الاحياء الاخرى وزوار المدينة يتوافدون للعب والمرح في قلب المدينة التي ينتمون اليها.
هذه الاحياء توجد بها مطارح ونقط عشوائية للتخلص من الأزبال ولعل من بين أكبر النقط السوداء للقمامة كإشارة فقط أمام وخلف بناية الوكالة الوطنية لإنعاش الشغل والكفاءات الذي يتحول في كل مرة إلى مطرح للنفايات أمام أنظار المسؤولين والمواطنين وكأن مشاهد الازبال أصبحت مألوفة.
هذه الاحياء تفتقر إلى إنارة عمومية جيدة وفي المستوى وتبقى المصابيح قديمة وموزعة هنا وهناك في مظهر يثير الخوف أكثر مما يشعرك بالأمن خاصة لدى الاطفال والنساء وفي نفوس كل مرتادي المنطقة.
هذه الاحياء تعتبر قبلة للسياح والزوار باعتبار تواجد مؤسسة فندقية بعالية المدينة وتواجد خراب بنايات تاريخية مهجورة كقصبة الكلاوي والثكنة العسكرية القديمة وهي مناظر جميلة تجذب السياح والزوار نهارا أما ليلا فهي مناطق مخيفة وغير آمنة حتى بالنسبة إلى الساكنة المحلية.
هذه الاحياء تعتبر مرتعا مفضلا للكلاب الضالة التي تهدد التلاميذ الذين يتوافدون باكرا الى مدرسة المضايق أو مؤسسة المرابطين وكذا الاطفال والنساء وكبار السن. فأينما وجدت الازبال وبيئة التهميش والاهمال تجد بالمقابل انتشار الكلاب والحشرات والسموم وكل الاحياء الضارة.
هذه الاحياء من بين أخرى تفتقد إلى الكثير من مقومات الانتماء الى جماعة حضرية. فإلى متى ستبقى أحياء المدينة القديمة بهذا الاهمال والتهميش وما نصيبها من ميزانية تهيئة هذه القرية الكبيرة تنغير؟
المصدر : https://tinghir.info/?p=71814