حميد أنرغي
تعد الأنشطة الموازية وأنشطة الحياة المدرسية قاطرة للتنمية المجتمعية الحقيقية، وأداة للنجاح والقضاء على كل مظاهر العنف والشغب والفوضى داخل المؤسسة التعليمية، وآلية لتحقيق الجودة الكمية والكيفية، ودعامة أساسية للتفتح الذاتي للمتعلمين، كما أنها تعتبر ركنا أساسيا من أركان التربية الحديثة، تعتمد على التجديد التربوي لمسايرة الحياة المعاصرة، لتلبية رغبات المتعلمين وميولهم وطموحاتهم وتؤدي مع مختلف المواد الدراسية الأخرى دورا محوريا في تحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة لشخصية المتعلمة والمتعلم؛ لما لهذه الأنشطة من انعكاسات إيجابية على شخصية التلميذ(ة) من ناحية، وعلى تنمية وصقل المهارات ومختلف الكفايات من ناحية أخرى.
فإذا كان تثبيت التعلمات الأساس(قراءة-كتابة-حساب) تحظى باهتمام كبير في منظومة التعليم، فإن الأنشطة الموازية تيسر مهمة هذا التثبيت؛ عبر وسائط متنوعة منها الدعم والمعالجة عبر التلعيب والحكاية والأدرمة والمواكبة والتتبع على نحو مقاربة حديثة، نظرا للدور النفسي والوجداني الذي تنوط بها، أثناء بناء التعلمات عبر مسار المتعلم(ة)، نحو التكامل المعرفي لذاته، والتفاعل مع محيطه المدرسي والاجتماعي.
وتأسيسا على مشروعية تعدد المرجعيات المدعمة للموضوع، فإن أنشطة الحياة المدرسية وآليات تأطيرها وتنظيمها، تتميز بالأهداف والغايات الفضلى الرامية إلى النهوض بالعملية التعليمية التعلمية وبلوغ مراميها الاستراتيجية، من خلال صقل وتنمية وتوسيع قدرات ومهارات المتعلمين والمتعلمات الفنية والإبداعية، كما أنها تساهم مع تنويع طرائق التدريس في كل المواد الدراسية، فضلا عن تنمية الجوانب والمهارات التالية:
✓ الجانب الوجداني؛
✓ الجانب المعرفي؛
✓ الجانب الاجتماعي؛
✓ الجانب المهاري؛
✓ الجانب الجمالي؛
✓ الجانب الإبداعي.
وتلعب مؤسسات التفتح الفني والأدبي باعتبارها فضاء للتكوين والتأهيل والتنشيط مؤسسات منفتحة ومستدامة أمل المدرسة المغربية الجديدة في بناء شخصية وازنة ومتوازنة لمواطن الغد، وفضاء لصقل وتنمية المواهب في مختلف المجالات الفنية والأدبية، ورؤية جديدة للتربية والتعليم ببلادنا، لمواكبة الدينامية التربوية التي تعرفها المؤسسات التعليمية على المستوى العالمي بصفة عامة وفي مجال الحياة المدرسية بصفة خاصة من أجل غرس وتعزيز قيم المواطنة وفضائل السلوك المدني والديموقراطية والتسامح في صفوف المتعلمين والمتعلمات ثم مقاومة كل السلوكات المشينة داخل الوسط المدرسي. عبر تسخير وصقل كل الطاقات التلاميذية المبدعة والمواهب الجياشة والملكات الجميلة، في مجال التربية والتكوين بالفن المسرحي، والموسيقي، والتشكيلي، والإعلامي، ثم بفن القراءة والخطابة باللغات المختلفة العربية والأمازيغية والفرنسية والإنجليزية.
وفي سياق الحديث عن مؤسسات التفتح الفني والأدبي، التي تولي أهمية خاصة لصقل المواهب، واكتشاف الذكاءات، وتطوير الهوايات، وإكساب المتعلمات والمتعلمين القيم الإيجابية؛ حيث تساهم في تنمية مجموعة من القيم التي تحقق النمو السليم لشخصية المتعلم، التي يصعب اكتسابها خلال الدروس الصفية، وداخل الحجرات الدراسية لظروف تتعلق بنظام القسم وزمن التعلمات، ومن بين تلك القيم والمبادئ الإيجابية:
✅قيم التعاون؛
✅التضحية ونكران الذات؛
✅الانتماء إلى الجماعة؛
✅حب العمل الجماعي؛
✅تحمل المسؤولية؛
✅احترام الآخر؛
✅العمل التعاوني؛
✅التعبير عن الذات.
كما أن لمؤسسات التفتح الفني والأدبي دورا كبيرا في تنمية المهارات الاجتماعية للتلاميذ والتلميذات، مما يعجل باندماجهم والتغلب عن معيقات التعلم من خجل وتوتر وارتباك.
كما أن أنشطة الورشات الفنية والأدبية المفتوحة بمؤسسات التفتح الفني والأدبي توفر للمتعلمين والمتعلمات مناخا ملائما لتوجيههم توجيها يتلاءم مع ميولهم، ورغباتهم وصقل مواهبهم. وتوفير الجو التربوي والنفسي والاجتماعي المناسب للتنشئة المتكاملة والمتوازنة ذهنيا ووجدانيا وحركيا؛ وتزويدهم بمجموعة من الكفايات الأساسية والمستعرضة بغية تأهيلهم للاندماج في الواقع العملي؛ وتربيتهم على مجموعة من القيم الأخلاقية والوطنية ليكونوا صالحين في مجتمعهم ووطنهم وأمتهم؛ وتزويدهم بمجموعة من الكفايات والقيم، مثل:
الكفايات الإستراتيجية،
والكفايات التواصلية،
والكفايات الثقافية،
والكفايات التكنولوجية،
والكفايات المنهجية،
مع إعطائهم مجموعة من القيم الدينية والأخلاقية والوطنية على حد سواء.
حميد انرغي: باحث في المجال التربوي ومدير مؤسسة التفتح الفني والأدبي بتنغير
المصدر : https://tinghir.info/?p=71805
