نادية الصبار
حين يمتزج سحر الصحراء بعبق التاريخ! في القلب النابض لمدينة زاكورة؛ يتواجد فندق تنزولين من فئة الأربعة نجوم، وهو من الخيارات الرائدة للإقامة والسياحة والاستجمام بالمدينة، والذي يستقطب آلاف الوافدين من مختلف أنحاء العالم بفضل موقعه المتميز والخدمات المتكاملة التي يقدمها لضيوفه.
يقع فندق تنزولين، المعروف سابقا باسم “جيت دي كاب” الذي تأسس عام 1945 خلال فترة الحماية الفرنسية، ليكون ملاذاً مميزاً للجنرالات الفرنسيين، قبل أن ينتقل إلى ملكية الدولة المغربية بعد الاستقلال.(يقع ) في وادي درعة بمحاذاة بساتين النخيل المجاورة والمورفة ظلالها والمناظر الفريدة ذات الطبيعة الصحراوية الخلابة.
لكن القصة لم تنتهِ هنا! ففي عام 1999، انتقلت ملكية الفندق إلى السيد الحسن تيزلوين، وهو تاجر مقاول شغوف بالسياحة من أبناء زاكورة. بفضل رؤيته واهتمامه تحولت فكرة السياحة عنده من مجرد هواية قادت صاحبها سابقا إلى شراء عقار يحتوي على بستان في امزرو في طريق محاميد الغزلان، خصصه للضيافة واستقبال السياح واطلق عليه اسم “خلالة درعة” إلى امتلاك فندق تنزولين. وإليكم القصة!
يقول السيد هشام تزولين ابن المالك الحسن تزولين: “كان والدي يتعامل مع الفندق ” تنزولين” حتى قبل امتلاكه، فمع توافد أعداد كبيرة من الزوار والسياح الأجانب الذين كسبنا ثقتهم؛ أصبحت “خلالة درعة” لا تساير إقبال الوافدين إليها وليس بمقدورها استيعاب كل الطلبات بسبب ضغف الطاقة الإيوائية، فكنا نوجه زبناءنا إلى فندق تنزولين.. فلذلك؛ بيننا وبين تنزولين قصة كبيرة وألفة حتى قبل توقيع الصفقة وشرائه”.
أجرت عائلة نزلوين سلسلة من التحسينات التي حافظت على الطابع التقليدي للفندق بينما أضافت إليه سبل ووسائل الرفاه المطلوبة. وشملت هذه التحسينات إعادة هيكلة المرافق الصحية وتجهيز المطابخ وصبانة المسابح، تبليط الأرضيات وطلاء الجدران ب ” تدلاكت”، تجديد الأثاث مع الحفاظ على روح وهوية تنزولين المستوحى من كلمة بربرية (تعني ديال تنزولين أي ل- تنزولين وتنزولين؛ قيل أنها امراة يهودية). والتي تجمع عراقة الفن المعماري الأوروبي والأصالة المحلية التي تجد أصولها في الثقافة الأمازيغية الصرفة، كل هذا في حبكة جعلته يتماشى مع معايير الفندقة المعتمدة ومن تم الحفاظ على تصنيفه كفندق من فئة الأربة نجوم.
خلال جائحة كوفيد-19، كانت هناك تحديات كبيرة، حيث تم تحويل الفندق لدعم الأطقم الصحية “ويسعدنا ذلك فهذا واجبنا أمام الوطن؛ فقط، يسترسل هشام: “ما وقع هو أنه لا الفندق ولا المدينة استطاعا استرجاع الإيقاع الذي كانا عليه قبل الجائخة. ومع ذلك؛ ظل فندق تنزولين صامدًا، وواصل تقديم خدماته حتى في الأوقات الصعبة، يؤكد هشام تزولين”.
واليوم، يواصل فندق تنزولين تقديم تجربة فريدة من نوعها، تجمع بين التاريخ والعراقة والأصالة والحداثة. والذي يُعرف بمرافقه الرائعة، وبخدماته المتميزة واصناف المأكولات التي تنطلق من مطبخ متخصص يجمع بين ماهو مغربي صرف وما هو عالمي، كما يقدم خدمات أخرى مثلما الفنادق المصنفة من صالة حمام /spa وصالة تدليك، بالإضافة إلى مسبح كبير يتوسط باحة الفندق، كذلك قاعة شاي، مطعم وحانة منزوية في احترام تام للثقافة المحلية وخصوصية الزوار. كما يقدم الفندق أيضًا مجموعة متنوعة من الأنشطة، مما يجعله وجهة مثالية لاكتشاف جمال زاكورة.
وعلاقة بالموضوع؛ يراهن هشام تزلوين على دور الوزارة الوصية لمزيد من الاهتمام بقطاع السياحة في مناطق مماثلة والتي تضررت بشدة من جائحة كوفيد، راجيا أن يتم التنسيق بين الوزارة وبين قطاع النقل الجوي حتى تستفيد فنادق المدينة من الرحلات الموجهة إلى زاكوره وبالتالي تكون الفرصة سانحة للانتقال من السياحة العابرة إلى السياحة المقيمة، وهذا مهم جدا ليس للفنادق وحدها بل من أجل اقتصاد المدينة ككل.. يضيف هشام: “ما احوجنا لتصحيح النظرة والمراهنة على السياحة الداخلية وهذه مسؤولية يشترك فيها الجميع: مستثمرون وفندقيون ومن هم في مراكز القرار وقطاع الطيران الذي بوسعه تبني جدولة رحلات في مواعيد تناسب الزوار والسياح من الداخل والخارج وكذا فتح خطوط جديدة في اتجاه زاكورة”.
فندق تنزولين ليس مجرد مكان للإقامة؛ إنه تجربة سفر فريدة، تمكن زواره من استكشاف تاريخ غني والتمتع بطبيعة الجنوب الشرقي التي تجمع بين الطقس الحار إلى معتدل بالإصافة إلى سحر المكان.
عزيزي القارئ عزيزتي القارئة، لا تتردوا في زيارة زاكورة العروسة الجنوبية الملهمة ولا تفوتوا عليكم فرصة الإقامة في فندق تنزولين الذي يوفر الراحة للمقيمين فيه.
المصدر : https://tinghir.info/?p=71352