الأنا والأخر والعالم: صراع وجود عرقي ام صراع قيم، فلسطين الشعب عنوان لقيم انسانية نبيلة

admin
2024-08-12T10:36:42+01:00
آخر الأخباراقلام حرة
admin12 أغسطس 2024
الأنا والأخر والعالم: صراع وجود عرقي ام صراع قيم، فلسطين الشعب عنوان لقيم انسانية نبيلة
الحسين شنوان



في زمن الذكاء الاصناعي والإنسان الآلي وعمل الغرب على تعميم هوية الآلة العاملة صناعيا وعلميا واستبدال هوية الانسان الحقيقية بهويات مستمدة من حقوق جزئية في ظل حركات المثلية والأنوثة ومحاولة صقلها كثقافة في مرحلة أولى ليحولها الى كيانات لها رموز تعبير وأعلام خاصة وفي الوقت نفسه يغدي حروب العرق والنسب والإنتماء خارج مجاله الجغرافي.
فإن كان الغرب قد دفع ثمن العرقية والنقاء السلالي وأدى ثمنها باهضا سابقا،  ففي اوروبا الحديثة بعد الانوار والثورة الصناعية خلقت صراعات عرقية بين القائل انا جرماني حقيقي وانت فرنكوفرنجي مختلط او صلافي وتطور هذا الصراع حتى صقل ايديولوجيا وسياسيا بالتفاوت الداخلي والتصنيف وإدعاء الاستعلاء الثقافي والهوياتي على باقي العالم عند الفيلسوف هيكل ومن بعده فرانك ريتر منظر النازية وأصلها واستغلها هتلر على شكل حركة وتيار سياسي ولم تهدأ  هذه التجربة التي بدأت بسيطة  الا بالحرب العالمية الثانية كإجابة لإخفاقات بعض الانظمة في الحرب العالمية الأولى ونتيجة للأزمة جاءت الإجابة سهلت بإلغاء الإيديولوجية لتحل محلها العرقية فكانت النتيجة 120 مليون قتيل وخراب جزء كبير من اوروبا في الحرب العالمية الثانية.
في الجهة الأخرى من العالم المتشبعة بقيمها الذاتية المبنية طوال تجربتها الإنسانية وبعد نهاية الحقبة الإستعمارية خرجت حركات قومية من رماد الدمار الاستعماري، والذي شمل كل مناحي الحياة من قيم ومعيشة وتعبيرات ثقافية، لتتبنى طرح العرقية كمنهاج لتحقيق الديموقراطية وباشرت عملها بمهاجمة كل شيئ موروث بداية بالثقافات المحلية الاصلية ووصولا الى موروثها الديني وعملت جاهدة في استكمال التصورات الإستعمارية للوجود وحاولت التماهي الثقافي والسياسي مع الغرب من خلال إحتقار ذواتها المنتجة لخصوصياتها وتغليف استراتيجية في مركزية الثقافة والهوية والسياسية.

الأصوات اليمينية التي تدعي النقاء العرقي ما هي الا محاولة لتحليل العالم من زاوية الإنتماء النقي. فهذه الموجة ليست حديثة اليوم بل هي تصور نظر له سابقا في الفلسفة الغربية وقبلها في ما يسمى بالإكتشافات الجغرافيا للعالم، فدائما الغازي يعتبر نفسه الأنقى عرقيا والاسمى ثقافيا.
إننا نعيش مرحلة دقيقة من عملية إعادة هيكلة العالم عرقيا بالتوازي مع انتاج عالم جديد يقوده الربو (الانسان الآلي) في افق عقدين على اكثر تقدير.
ومنه اي شيئ على علاقة بالأعراق ابتداء من الانساب الى السلاح البيولوجي فهي خطر على الانسان فهو السلاح الأخطر في عصرنا الحالي، وهذا الخطر إكتشفه الغرب من قرون، في زمن الخطر يجب استبعاد العاطفة وإحضار مفعول الصدمة لكي يستفيق البشر، موجة تحليلات adn الحالية ليست بريئة ، فهذه البدعة اخترعا الغرب وهو نفسه من قام بنهج سياسة التعقيم للسكان الاصليين وللسود ولولا هذه العملية لكانت امريكا اليوم افريقية
ولحافضت امريكا الجنوبية بسكانها واستراليا بسكانها الاصليين.
الخطورة تكمن في ان الاخر يقوم بإنجاز مخططات لمئة عام فما فوق وعليه يجب ان نكون حديرين جدا في تناول اي ملف واحدها ملف فلسطين.
فلسطين لم تكن في يوم الأيام مسألة عرق وإن نجحت الصهيونية وأياديها بصباغتها بلون العرقية “الصراع العربي-الاسرائيلي-” كتحليل قومي فإنها في الطريق الصحيح ايضا للأسف لإلباسها لبوس الصراع الديني، وهنا يجب ان نكون دقيقين في اختيار مفاهيمنا. إن فلسطين هذه تجمع كل اديان العالم وأعراقه فقوة هذه القضية في تنوع المدافعين عن حقها الثابت في الارض وفي العرض وفي الحرية، غزة خاصة وفلسطين لا يجب أن نتنوالها من زاوية العرق ونسعديهم بناء على ذلك، فلسطين هي الحث الثابت في العيش لكل احرار العالم ومشاعر الانتماء الديني وإن كانت عاطفية لا يجب ان تغلب على الحق الاساسي في حق ابناء فلسطين في ارضهم وفي حق غزة في العيش وفي الحياة، وبعدا عن الزوايا السياسية الضيقة بأي حق يقتل طفل لم يختر توجهه السياسي وبأي حق يباد شعب على منهاج لم يختره لنفسه بل فقط صامدا على ارضه ويدافع عنها بدمه وعرضه.
إن العرقية عندما تدخل السياسة تفسد كل شيئ ويصبح صاحملها عميلا من حيث يدري او لا يدري والإستعمار والإمبريالية لا تفرق بين الشعوب من خلال العرق بل تبني مصالحها على الاراضي التي تريد استعمارها او تخريبها خدمة لأوطانها ولمصالح صناع القرار العالمي فيها.
الاستثناء في المغرب هي ان الكوارث والفواجع توحدنا اكثر مما تفرقنا، وهذا هو الموروث الأخلاقي الذي غرسته فينا الثقافة الامازيغية خصوصا والمغربية عموما، فمتى احسسنا ان الكوارث الطبيعية او الحربية التي تتعرض لها الانسانية وفلسطين نموذجا لا تعنينا في شيئ فهناك يجب دق نقوس الخطر.

في المغرب اليوم لا يمكن الفرز بأنا حقيقي وانت غير حقيقي، التعبير عن حق الإنتماء هو المحدد وكذالك الإيمان بالحق في العيش المشترك ولا ارى ارقى اساليب الانتماء خارج الانتماء للجغرافيا وبالتالي للوطن واحسن تعبير هو ان تقول انا مغربي أصطف مع الإنسانية جميعا  ومع الحق في العيش لكل شعوب العالم. نحن نقاوم بالإنتماء في عصر التكنولوجيا فلا الحروب ستبني لنا هوية كما بنته للغرب ولا غزو الفضاء ستبني لنا ذاتا مستقلة لأننا لا نملك اساليبها فركن انتمائنا الوحيد هو ثقافة الدفاع عن الانسان وحقوقه وطبيعته الإنسانية والعالم يسير اليوم الى الانسان الالي والذكاء الاصطناعي فعلينا ان نتشبت بقيمنا الحضارية كمستخلفين في الارض بجوارحنا وأحاسيسنا بأبعادها الجمالية واكبر بعد جمالي هو ان ارى قلبي ينبض حصرة على مآسي إخواننا في غزة وفي فلسطين عموما.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.