Ad Space

درعة تافيلالت …’ لَگلوتا’ أو ‘ تگلُوت’ بعاشوراء أبعادها الثقافية والاجتماعية

admin
2024-07-21T11:36:30+01:00
آخر الأخبارجهوية
admin17 يوليو 2024
درعة تافيلالت …’ لَگلوتا’ أو ‘ تگلُوت’ بعاشوراء أبعادها الثقافية والاجتماعية
زايد جرو- الرشيدية

بدرعة تافيلالت،  تختلف عادات الاحتفال بعاشوراء بين المناطق التي يختلط فيها الأمازيغ بالعرب، وبين المناطق الخاصة بالأمازيغ، لكن يشترك الجميع تقريبا في وجبة الكسكس التي يجب أن يكون “الكرداس” سيدها في هذه المناسبة.

ففي الصباح الباكر من يوم عاشوراء كانت الأم تعِد  “الكرداس” للأطفال الذين قضوا الليلة السابقة في اللعب، وناموا مبكرا قبل وجبة العشاء، وكل طفل يحمل معه ما يسمى ب” لَكْلوتا” أو “تَكْلُوت” وهي عبارة عن سلة صغيرة مصنوعة محليا  من سعف جريد النخيل يتم حشوها ب’ كرداسة’ أوقطعة من القديد والكسكس وبيضة وبعض التمر والحلويات و’الحمص’، وكل ما هو مفرح ويلبس الطفل جلبابه أو عباءته و’ بلغته ‘ ويخرج للقاء أصدقائه الذين يأتون بسلالهم ليجتمعوا بمدخل القصر أو بجوانبه، وكل واحد يتباهى ب ” كرداسته” او ب’قديدته ” ويعطي كل واحد منها للآخر ما يسمى ب” دواقة ” ويقضون نصف اليوم أو اليوم كله حتى وقت متأخر منه في اللعب ليعودوا فرحين بهذا اليوم.



aid

تقديم الكرداس والقديد  للأطفال يحمل بعدا ثقافيا مفاده أن الأم تعد الابن للانخراط في العالم الخارجي حيث تعطيه زاده ليخرج للقاء أصدقائه بعيدا عن البيت، ليصنع من نفسه شخصية مجتمعية بعيدا عن توجيه الأسرة استعدادا للانخراط في المجتمع الكبير.

عندما يعود الابن، حسب الثقافة الشعبية بتافيلالت وحسب رواية الجدات، تزغرد الأم وباقي نساء البيت فرحا بعودة الذكر الخصب للبيت، وبعودة الطمأنينة والحماية للأسرة، ولكن إذا عاد مجروحا بسبب شجار مع أصدقائه، فذاك فأل نحس على الأسرة  حيث يظل الحدث فيها عالقا بالأذهان مدة طويلة من الزمن وقد لا ينسى أبدا.

 “الكرداس”  امتد لسنوات وما زال لحد الآن، و الطقوس الاحتفالية “التي يمتزج فيها التاريخ بالأسطورة، والدين بالشعوذة، صارت تعبيرا عن الخصوصية المغربية بشكل عام   وقد قلت هذه العادات حاليا للتحولات المجتمعية الحديثة، حيث تحولت طريقة اللعب وتحول تخزين اللحم وانتشرت وسائل التخزين بالبيوت بشكل كبير ولم يعد الجيل الحالي يعرف ما هي ‘ لگلوتة او ‘ تگلوت ‘ ويبدو من المستحيل ان يحملها  الأطفال ليجوبوا بها  الدروب حيث كادت  تختفي ثقافة القصور واقعا  وأصبحت  ‘ لگلوتة ‘مجرد ذكرى عند الجيل القديم .

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.