Ad Space

محمد عزيز يغني الحقل الثقافي بإصدار جديد  بعنوان “أضغاث أوهام: منطلقات منهجية في نقد الإلحاد المعاصر”

admin
2024-07-04T22:01:07+01:00
آخر الأخبارثقافة و فن
admin4 يوليو 2024
محمد عزيز يغني الحقل الثقافي بإصدار جديد  بعنوان “أضغاث أوهام: منطلقات منهجية في نقد الإلحاد المعاصر”

عزيز في حوار حصري مع الجريدة “موجَة الإلحَادِ والتَّشكِيكِ فِي أُصولِ الدّينِ وأسُسِ الإيمانِ فِي وقْتِنَا الرَّاهِنِ قد بَلغَت فِي إفسَادِهَا أوْجهَا”

خص الاستاذ الباحث محمد عزيز، جريدة تنغير أنفو بحوار صحفي مطول حول اصداره الجديد الذي يحمل عنوان أضغاث أوهام: منطلقات منهجية في نقد الإلحاد المعاصر. وهذا نص الحوار
حاوره خالد حالمي
👤 السؤال الأول: السلام عليكم، تحية طيبة أستاذي محمد عزيز، بداية تهنئة بصدور إصداركم الجديد، نودّ أن نتعرف بادئ الأمر على محمد عزيز الكاتب والإنسان، النشأة والمسار العلميّ؟

🗨️ الجواب: الحمد لله وحدهُ، بداية أتقدم بجزيل الشكر للأستاذ خالد حالمي، الصحفي الغيور بجريدة تنغير أنفو الوطنية على هذه الالتفاتة، وعلى اهتمامه بقضايا المنطقة في شتى المجالات، الفنيّة والتعلمية والثقافية.
أمّا ما يتعلق بعبد ربّه، فأنا محمّد عزيز، من مواليد مدينة تنغير، دوار حارة المرابطين، أشتغل أستاذًا للتعليم الثانوي التأهيلي، وباحث في سلك الدّكتوراه بجامعة سيدي محمد بن عبد الله بفاس.

👤 السؤال الثاني: أستاذ، هل بإمكانك أن تقربنا من موضوع الكتاب، وأهم القضايا التي تضمنها؟

🗨️ الجواب: بالنسبة لموضوع الكتاب الجديد كما هو واضح من عنوانه (أضغاث أوهام: منطلقات منهجية في نقد الإلحاد المعاصر)، تطرقت فيه إلى أُصُولِ مَسَائِلِ نَقْدِ الإلْحَادِ المعاصر، وَكَشْفِ العور المنهجي الذي اعترى كثيرًا من أقوال الملاحدة وتصوراتهم، مَعَ بَيَانِ شَيءٍ كَبِيرٍ مِنْ أَخْطَائِهِمْ في قضايا شتَّى متعلِّقة بالفيزياءِ والكونِ والتَّطوُّر والبيُولوجيا وغير ذلكَ من المباحث العلميّة والفلسفية التي يستندون عليها في بناء مذهبهم وتصورهم!

ونقصد بالإلحاد المعاصر، تلك الرؤية الإلحادية الجديدة التي ما عادت تعتمد في بنائها على بعض الحجج الفلسفية القديمة التقليدية، وإنما تستند على بعض المباحث العلمية الحديثة مثل فيزياء الكمّ الحديثة أو البيولوجية التطورية وغيرها. مع كون أغلب تلك المباحث لا تخدم القضية الإلحادية أساسًا، وإنما توهموا ذلك، وبعضها لا يرقى أن يكون فرضية علمية، بل هو مجرد تخمينات، فتوهموها حقائق علمية فيزيائية أو بيولوجية!، جمعت كل هذه الأوهام في الكتاب ورددت عليها من منطلقاتها العلمية، لذلك جاء العنوان (أضغاث أوهام).



aid

👤 السؤال الثالث: جميل، في هذا الإصدار، تخوض في قضية جدلية وهي الإلحاد المعاصر، ما هي السياقات والدوافع الذاتية والموضوعية التي فرضت عليك تناول هذا الموضوع؟ وهل وصلنا في نظرك إلى مرحلة خطيرة من مراحل الإلحاد، تفرض اليقضة الفكرية وتفاعل المثقف مع خطورة الأمر.

🗨️ الجواب: سؤالك جيّد، فعلاً لا يخفى على كل مهتمّ بالشأن الفكري والعقدي، بأنّ الموجةَ التَّشْكِيكِيَّة التي تقودها الحركَةُ الإلحَادِية المعَاصِرة تعدُّ من أَخطَرِ موجاتِ الرِّدَّةِ التيِ يمرُّ بهَا تاريخُ الإِسْلَام -في نظري-، ذلك أنها أُلبِسَتْ لَبُوسَ العِلْمِ الحَدِيثِ زُورًا وبهتانًا، فَتَلَاعَبَتْ بِعَواطفِ ضِعَافِ العُقولِ من الشّباب المسْلمِ المفتُون، ممَّن هم فِي أصلِهم أَسْرى الشُّعورِ بالهزيمةِ النّفسيَّةِ أمامَ “سلطَةِ الثّقَافَةِ الغربيَّة الغَالِبَةِ” والتَّبعيّة العَميَاء لهَا في كلِّ شيءٍ، مقرونًا ذَلكَ بحَالَةٍ مِنَ الضَّعفِ المعرِفيِّ الشّدِيدِ الذِي يُكرِّسُ سَطحِيَّةً فِكرِيَّةً يعجزُونَ بهَا عن الفَهمِ العمِيقِ لِلإِشكَالَاتِ المعْرِفيةِ وَالقَضَايَا الوجُودِيَّةِ الخَطِيرَة التي يُقدِّمُهَا هذَا المذْهَبُ الإلحَادِي الخَبِيثِ.
لذلك أرى أنه وجب التَّصَدِّي لهَذِهِ الصّيحَاتِ التِي تجرِي عَلَى قَدَمٍ وَسَاقٍ لردَّةِ الأُمَّةِ، فركِبَت فِي سبيِل ذَلِكَ الصَّعبَ وَالذَّلُولَ، كَما تَصَدَّى لَها سَلَفُنَا الصّالحُ -رضيّ الله عنهم- في كلِّ عصْرٍ ومصْرٍ، فَحمَلُوا عَلى عَاتِقِهِمْ أمَانَةَ الدِّفَاعِ عن هَذَا الدِّينِ والذَّودِ عَن حِيَاضِهِ وَصَونِ أَحْكَامِهِ وَحُدُودِهِ، حتَّى بلَّغُوهُ إلينَا غَضًّا طَريًّا، بَعدَ أَنْ نَفَوا عَنْهُ تحرِيفَ الغَالِينَ، وَانتِحَالَ المبْطِلِينَ، وَتأْوِيلَ الجَاهِلِينَ، وكَيْدَ المغْرِضِينَ، وعَبَثَ الملْحِدِينَ.
وَتتَجَدَّدُ هذِه المسْؤُولِية علَى عَاتِقِنَا فِي هَذَا الزَّمَانِ بشكلٍ أعظَم وصُورَةٍ أبلَغ؛ إذْ لَا يُنكرُ عَالمٌ بِواقِعِ البِلَادِ وَمَا آلَت إليهِ أحوالُ العِبَادِ أنَّ موجَة الإلحَادِ والتَّشكِيكِ فِي أُصولِ الدّينِ وأسُسِ الإيمانِ فِي وقْتِنَا الرَّاهِنِ = قد بَلغَت فِي إفسَادِهَا أوْجهَا، وَجَاوزَت فِي نفْثِ سُمومِهَا فِي القُلوبِ حدَّهَا، فخَرَّبَتِ العَقِيدَةَ فِي النُّفوسِ، وَقَوَّضَت أركَانَ الإيمانِ فِي قُلُوبِ كَثيرٍ مِن العِبَادِ، خاصَّةً بينَ صُفوفِ الشَّبَابِ مِن طَلَبَة في الجامِعَاتِ وتَلَاميذ بالمؤَسَّسَاتِ التَّعلِيمِيَّة الإعْدَاديّة وَالثَّانَوِيَّةِ فِي بُلْدَانِنَا الإسْلَامِية!

وَهَذَا الشُّعورُ بشَيءٍ منَ المسْؤولِيةِ هُو مَا دَعَانيِ إلَى الكِتَابَةِ فِي هَذَا الموضوعِ، بعدَ أنْ كُنْتُ أقدِّم رِجلًا في ذلكَ ثم أفكّر مليًّا فأقومُ بتأْخِيرِهَا، حتَّى قدَّر الله تعالى ليِ أن أشْتَغِل فِي مِهْنَةِ التَّدرِيسِ، بإِحْدَى المؤَسَّسَاتِ التّعليميّة بتنغير، فَرأيتُ أنَّ مَرضَ الإلحَادِ قَد اسْتَفْحَل فِعْلًا، وَبلَغَ سُمُّهُ الخبِيث ذِروتَهُ فِي قُلُوبِ الشَّبَاب! حَتَّى مَا عَادَ يَقْتَصِرُ عَلَى شَبَابِ الجامِعاتَ، بل تَجاوزَهمْ إلَى الفتْكِ بِقلُوبِ تلاميذَ صِغار لم يَبلُغوا مسْتَوى الثَّانَوي بَعد! مِمَّا يَسْتَدِعِي فعلًا إِحَالَتَهُ إِلى قِسْمِ المُسْتَعْجَلَات لإِجْرَاءِ عَمَلِيَّةِ اسْتِئْصَالٍ لَهُ عَلى وَجْهِ السُّرعةِ قَبْلَ فَواتِ الأَوَانِ.

👤 السؤال الرابع: بإسقاط هذا الموضوع محليا، هل يعيش المغرب زمن تطور الإلحاد المعاصر كظاهرة، وماهي مقترحاتكم النظرية التي مكن أن تساهم في وقف هذا المدّ؟

🗨️ الجواب: أكيد، كما أسلفت فالذي يلقي بنظرة إلى وسائل التواصل الاجتماعي، خاصة منتديات الملاحدة، أو غرف الكلوب هاوس أو الساحة الجامعية المغربية، لا يخفى عليه الفكر الإلحادي منتشر فعلا في صفوف الشباب المغاربة، سواء كان إلحادًا تاما، أو إلحادا جزئيا، أعني ممن ليسوا ملحدين صراحةً، لكنهم يحملون كثيرًا من أفكار الإلحاد.
أما ما يخصّ المقترحات لمواجهة هذا الفكر ووقف مدّه، فأولى الخطوات ألا يستهين المثقفون والعلماء بهذه القضية، ويبتعدوا عن فكرة كون الإلحاد فكرة قديمة، قد لفظها المجتمع الغربيّ قبل المجتمع المسلم والعربي، فبحكم اختصاصي بهذا الملف منذ زمن، فإني أقول صراحةً بأن الإلحاد والأفكار الإلحاديّة تنخر في صفوف الشباب المعاصر، والاستهانة بهذا والتغافل عنه من قبل العلماء والمفكرين والمثقفين سيؤدي إلى عواقب وخيمة مستقبلا.
ثم ينبغي أن تتظافر جهود أهل الاختصاص في الشأن الديني وكذا المجالس العلمية بالبلاد، في مواجهة هذا المدّ من خلال إنشاء مراكز للبحث في قضايا هذه الظاهرة، وتمكين الشباب من مادة علمية تحصنهم من الأفكار الإلحادية والعلمانيّة المتواردة عليهم وتجيب عن إشكالاتهم وتساؤلاتهم، حول الدين والوجود والحياة وغير ذلك.
وأيضًا هنا في المغرب مجموعة من الشباب المتمكنين علميا ومعرفيا، تصدروا لمواجهة هذه الأفكار، سواء ببرامج عبر قنواتهم الخاصة أو صفحاتهم على وسائل التواصل، أو بمناظرة الملحدين في منتدياتهم، فوجب فعلاً دعم هؤلاء الشباب ماديا ومعنويا، فهم صمام أمان هذه الأمة وهذا البلد.

👤 السؤال الخامس: يشكل الموضوع الذي يتناوله الإصدار من طبوهات الحقل الثقافي في العالم العربي عموما، كيف يتوقع الأستاذ محمد عزيز ردود الفعل حول الموضوع، وأهمية النقاش حول فكرة الإلحاد المعاصر في السياق المحلي والإقليمي مع استحضار المتغيرات الاجتماعية والسياسية الحالية؟

🗨️ الجواب: لا شكّ بأن النقاش والحوار كيفما كان، لا يأتي إلاّ بخير، والحوار والخلاف يعكس رقي الأمم وتحضرها، لذلك لا شك أن الخلاف والصدام الإيماني/الإلحادي، سنة ماضية إلى قيام الساعة، لذلك فأنا أرحب بكل الانتقادات التي ستأتي من الطرف المقابل، شريطة أن تلتزم أخلاق الحوار وأدب الخلاف وتستند في طرحها على قواعد العلم والمعرفة، لكي يستفيد الناس من هذه الحوارات والخلافات، ويخرجوا منها بفائدة.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.