أوجز لكم بعض مفاتيح النجاح في الامتحان المهني لهيئة التدريس، رغم أني لست أهلا لتقديم هذه النصائح، ولكن مبدئيا وأخلاقيا أحب التقاسم والخير للآخرين طمعا في الأجر العميم.
صدرت يومه الجمعة 21 يونيو 2024، المذكرة الوزارية المنظمة لامتحانات الكفاءة المهنية دورة يوليوز 2024، مرفوقة بالدلائل المرجعية التقويمية والمضمونية والبيداغوية والديداكتكية، وإني أدعو الله لكم بالفتح واليسر والنجاح.
أما الذين دخلوا مهنة التعليم وهم في الدرجة الأولى سالفا؛ أنبهكم إلى أن منشوراتي حول أسرار الامتحان المهني لا تمسكم؟
البعض يقول مؤمنا: إن التعليم ليس مهنة لتحقيق الأحلام، كالذي يحب الطيران لكنه لا يجتهد في ابتكار الأجنحة، وهذا من أسباب عدم النجاح في الامتحان.
لابد أن تؤمن بإرادة النجاح وإدارته، ثم العمل لأجلهما.
يجب أن تترك في ورقة التحرير شيئا يميزك، عين المقصود بالأصالة والابتكار؛ كعلامات الترقيم، وأدوات الربط، والخط الجميل، ثم أرقام المذكرات والقرارات بدقة، والتقارير الدولية، وكذا المرجعيات الوزارية التربوية المنظمة لموظفي التعليم ومستجداتها، مع استحضار تجربة القسم والممارسة الصفية بشكل أخص.
الاستعداد لا يكون نظريا وآنيا فقط، بل يجب أن يكون واقعا إجرائيا متواصلا؛ بدءا بالمهنية والحيوية وحب الأنشطة داخل المؤسسة، وبناء علاقة تربوية متميزة مع كل المتدخلين في المنظومة لإغناء التجربة، والنظر إلى الوضعيات المهنية بعمق، من منظورات مختلفة تقرب من مح الظاهرة، بما في ذلك علاقتك مع الإدارة المدرسية التربوية مهما كانت الشخصيات المقلدة لتلك المهمة، ابحث في عام التواصل وعلم النفس كي تسهل عليك إنشاء علاقات منتجة، فالحصول على أعلى نقطة إدارية وتفتيشية، عن جدراة واستحقاق دون تكلف ولا تملق.
اقرأ واكتب وتمرن على الإنشاء والتعبير والصياغة والنسج، ومارس التحرير والتسويد وصياغة التقارير في كل حين، حتى تصير عادة، ضمن مسوداتك الخاصة، وفي مواضيع متنوعة؛ للتمكن من المنهجية والنسقية، وهما عنصران مهمان في الأصالة والإبداع أثناء الإجابة في الامتحان المهني.
مثلا، تخصص اللغة العربية ثانوي بسلكيه؛ هنالك ثلاثة مكونات يجب ضبط أدوات إقرائها وفق بيداغوجيات حديثة وديداكتيك محفز وناجع، كالجذاذات الشاملة، أو الخطاطات الذهنية، وهي: النصوص القرائية، والتعبير والإنشاء، وعلوم اللغة، ثم درس المؤلفات.
أثناء التعبير لا تنس الخطاب المزدوج، تحت منطق مقاربة النوع، من قبيل: المدرس(ة)، المتعلم(ة)، المتعلمات(ون).
أما الجانب المهني في الأساس يقصد به أنت داخل الحياة المدرسية، ماذا قدمت؟ وماذا يمكن أن تقدم؟ وكيف يتم ذلك؟ لا تفكر في مكان المصحح؟ أكتب ما تريد تطبيقه حقيقة لا كذبا؟ اترك اللعنات جانبا؟ اترك أخطاء الوزارة جانبا؟ اترك النضال جانبا؟
ببساطة؛ لأن النضال الحقيقي هو النجاح في الامتحان.
أما فيما يخص الحياة المدرسية من خلال أنشطة الأندية التربوية كآلية تأطيرية رسمية إلى جانب الإدارة التربوية ومجالس المؤسسة الأربعة، فإنها تمثل حصة الأسد في الامتحان، وعليك ضبط الدليل، والمذكرات، والمرجعيات المنظمة للحياة المدرسية، مع التصريح بكل الأنشطة الموازية والمندمجة التي أنجزتها أو تستطيع إنجازها.
وفوق هذا كله يجب التوكل على الله، واستحضار أن المسألة أرزاق، فمتى فعلت ذلك بيقين؛ نلت المراد.
وهناك أشياء أخرى.. نتركها للآخرين.
وحظا موفقا للجميع..
المصدر : https://tinghir.info/?p=70912