قبل الحديث عن الفرنسة ( التناوب اللغوي ) والخوصصة ( زيادة في رسوم التسجيل ) والأنجلزة ( التعميم ) والتربية الدامجة والتعليم الأولي والرياضة من مستوى عال، ومؤسسات الريادة.. بما يرافق ذلك من إحداث أقسام إدارية ومصالح بالأكاديميات والمديريات التابعة لها، وكل ما حبل به القانون الإطار 51.17 الملزم بالمساءلة والتتبع والمواكبة عبر خارطة الطريق(22-26) وإطارها الإجرائي.. لابد من مسح ضوئي على ما فات من إصلاحات ورؤى ورواكز.. كان واضعوها أشد طموحا لبناء أجيال مواطنة متشبعة بالهوية المغربية.. هذا المسار الطويل من فجر الاستقلال إلى اليوم.. هل آفاقه واعدة.. أم لا زلنا خارج السكة، ونأبى الصواب؟
بعد عودة الملك محمد الخامس من المنفى في 16 نونبر 1955، والإعلان عن استقلال المغرب سنة 1956، ارتأى الوطنيون المغاربة ضرورة توفر المغرب على تعليم مستقل، وتم وضع مشاريع لإصلاح التعليم، غير أن هذه الإصلاحات تميزت كلها بالتذبذب والتردد.
والمراحل التي مر منها إصلاح التعليم هي:
- 1957 إنشاء اللجنة الاستشارية الملكية العليا لإصلاح التعليم برئاسة المهدي بنبركة، التي نصت على( المغربة والتعريب والتعميم والتوحيد)، ومن مبادئها تقرير مبدإ تعريب التعليم الابتدائي.
- 1958 إنشاء اللجنة الملكية لإصلاح التعليم، والتراجع عن مبدإ التعريب، والرجوع إلى الفرنسية في الحساب والعلوم، وإجبار التلاميذ على إعادة نفس القسم.
- 1964 انقعاد المناظرة الوطنية حول التعليم بغابة المعمورة بحضور 400 شخصية، وقررت ما يلي: اعتبار اللغة العربية هي لغة التعليم في جميع المراحل.
- 1970 تعريب الفلسفة والاجتماعيات.
- 1974 انقعاد مناظرة إفران الثانية، وإحداث شعبة الدراسات الإسلامية بكليات الآداب.
- 1987 إحداث نظام الأكاديميات، وإدخال نظام الوحدات بالسلك الأول من التعليم الأساسي.
- 1994 دعوة الملك إلى تشكيل اللجنة الوطنية المختصة بقضايا التعليم؛ حيث بدأت أشغالها في غشت 1994..لتنهي اللجنة أشغالها في 1995 وتدعو إلى:
1- ترسيخ القيم الروحية للإسلام.
2- تعميم التعليم.
3- إقرار إلزامية التعليم للفئة العمرية من 6 إلى 16 سنة.
4- اعتبار المجانية نتيجة حتمية لأوضاع الأسر المغربية.
5- اعتبار اللغة العربية محورا أساسيا للتعليم.
6- ضرورة محو الأمية.
7- توحيد التعليم وتعريب المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية. - 1999 /2000 إصدار الميثاق الوطني للتربية والتكوين( عشرية الإصلاح بمنهاج جديد يرسخ لبداغوجيا الكفايات والتربية على القيم والاختيار.. )
- 2009/2012 المخطط الاستعجالي ( تنزيل فوري لمشاريع الميثاق.. )
- 2015/2030 الرؤية الاستراتيجية ( الرافعات والبرامج والمشاريع المندمجة)
- 2018 التدابير ذات الأولية
- 2019 القانون الإطار 17.51(مشاريع مندمجة ملزمة بالتتبع والمواكبة)
- 2022 خارطة الطريق 22-26 وإطارها الإجرائي(استراتيجية وزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة في البرنامج الحكومي)
طالما تواترت حكومات بعد حكومات، حيث ظل ملف تراجع مستويات التعليم من جوهر المشكلات التي يرصدها المغاربة في الداخل والخارج، ومع مؤسسات الريادة صرنا نشم رائحة التغيير.. وبين الميزانيات والتقييمات تظهر الأرقام والنسب لعلها تكون خيرا في القراءة والكتابة والحساب.
المصدر : https://tinghir.info/?p=70417