” إننا جميعا، شئنا أو أبينا ، نسافر على ظهر كوكب مشترك، وليس لنا بديل معقول سوى أن نعمل جميعا لنجعل منه بيئة نستطيع نحن وأطفالنا أن نعيش فيها حياة كاملة وأمينة ” مقتطف من عالم الفكر المجلد 32 ، ص82 ، الإنسان والبيئة.
هذه هي الحقيقة ويجب تقبلها ومن يرفض تقبلها لي الشرف كي أقول له: ” علينا أن نكون أهلا لميراث التراث الحضاري الذي شاده الأولون، فالعناية به بر بالآباء والأجداد، وإهماله عقوق لا يغتفر …” قولة للمغفور له الحسن الثاني.
ما يمكن قوله إنه ” لم تعد المشكلات البيئية قضية محلية أو لها بعد محلي، وإنما المشكلة من المنظور البيئي أصبح من اليسير انتقالها إقليميا وعالميا، باعتبار أن الكرة الأرضية ما هي إلا نظام إيكولوجي واحد كبير، فالتلوث الذري ينتقل من مكان إلى أخر ، وتدهور طبقة الأوزون لن يكون تأثيرها مقصورا على منطقة واحدة من الكرة الأرضية، وتلوث البحار بالزيوت والسموم والمواد الكيماوية … قد يصيب المياه الإقليمية لدول كثيرة ” مقتطف من عالم الفكر، الإنسان والبيئة مرجع سابق، ص36
ومع أن المغرب يعرف أنواعا عديدة من الموارد (المتجددة والغير المتجددة وطبيعية دائمة) إلا أن التحدي الذي يواجه المغرب إقليميا ومحليا هو التحدي المائي الذي يتجلى في ضعف حجم المدخرات المائية.
أنا بكلامي هذا أحاول فقط وضعكم في السياق، ولكن لا يخفى عليكم مجهود الدولة التي تعمل على تحسين جودة التعلم والتوعية بمدى أهمية المحافظة على البيئة.
و لحل كل هذه المشاكل وضعت الدولة برامج ذات أبعاد اقتصادية واجتماعية للتنمية البشرية الذي أطلقه الملك محمد السادس نصره الله يوم 18 ماي 2005 بهدف محاربة الفقر والتهميش …. وخصوصا في العالم القروي، وتقوم هذه المبادرة على ثلاث محاور وهي:
- التصدي للعجز الاجتماعي
- الاستجابة للحاجيات الضرورية للشخص
- إلى جانب مسؤولية الدولة في إيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية مثل: (التحدي المائي)
فهنالك جهات فردية وجماعية تعمل على ذلك مثل: جمعية الفلاحة بتنغير | جمعية الماء بتنغير) والتي ينبغي أن تنخرط بشكل إيجابي لإيجاد حلول للمشاكل الاجتماعية المترتبة عن ذلك.
وكما صرح رئيس جمعية الماء الصالح للشرب وللتنمية بتنغير عن الدور الإيجابي الذي تعمل الجمعية عليه من خلال توزيع الماء الصالح للشرب في إطار التنمية، فقد أنشئت الجمعية لأجل محاربة التلوث، وهذا يدفعها لتوعية الناس في إطار التنمية والمحافظة على الماء وعدم تلويثه، لأن التساقطات المطرية قليلة وهذا ما نتج عن استنزاف الفرشات المائية الجوفية…
وهنا يظهر هدف إنشاء الجمعية فهي مناضلة ومتضامنة لأجل المساهمة في تنمية المنطقة وتوعية الساكنة.. وهذا كله لضمان استمرار الحياة و المحافظة على الغطاء النباتي بصفة عامة.
وهنا يظهر دورنا الذي ينصب في الحفاظ على الموارد الطبيعية
من خلال اقتباس المبادئ التي تقوم عليها التنمية المستدامة والعمل بها.
حيث يوضح مفهوم التنمية المستدامة أنه من الممكن التفكير في وسائل أخرى، يمكن للتنمية الاقتصادية للبشرية، ولإشباع حاجات الكائنات الإنسانية أن يتعايشا في تناغم مع البيئة إذا ما أخذت مخططات التنمية بعين الاعتبار حماية الثروات الضرورية للحياة، كالماء (والملاحظ في مدينتنا هو الجفاف المخيم علينا، والمؤدي إلى التصحر) والهواء والغابات (وأكثر ما نعانيه هو عدم تواجد الغابات بسبب التحدي المائي …)، وعناصر التوازن الايكولوجي الأخرى ” مقتطف من كل البشر … كتاب مدرسي في التربية على حقوق الإنسان 2001، منشورات اليونسكو والمعهد العربي لحقوق الإنسان، ص 174، بتصرف.
وفي قوله تعالى وجعلنا من الماء كل شيء حي.
فما دام الماء هو أصل الإنسان والحيوان والنبات فهو نعمة ويجب استغلالها بشكل جيد وكذلك المحافظة عليها.
و بتدخلات الإنسان الضارة في كل جوانب هذه البيئة، خاصة استغلاله المفرط والعشوائي للماء، لدوافع شخصية جعل السيكولوجيون أول من دق جرس الإنذار والخطر القريب نتيجة لهذا التعامل البشع مع البيئة وهذا ما أيقض الروح من جديد في نفوس السكان والمواطنين لمراجعة أنفسهم وإدراك مسؤوليتهم، وهنا بالضبط يبرز دور وفائدة الحملات التحسيسية والعروض والمسابقات التي ساهمت في نشر الخبر وجذب الاهتمام …
وبالنسبة لي فأنا أقترح:
- أن يتم إدراج نصوص تهتم بالتربية البيئية وكل جوانبها، في المناهج الدراسي لكل المستويات الدراسية.
- وأن يتم إقامة العديد من المسابقات المحفزة للشبان للمحافظة على البيئة.
- بالإضافة إلى أن يتم إنشاء قنوات تلفزيونية تتحدث عن كل جديد في موضوع البيئة، والسماح للشبان بتقديم الحلقات والبرامج مع تأطير من الصحافيين الكبار.
لأن دور الإنسان في المحافظة على البيئة لا يكتمل ولا يتحقق على النحو الأمثل، إلا بتنمية إدراكه وتوجيه سلوكه وإكسابه المفاهيم البيئية التي ستعينه على المحافظة على البيئة وتقدير فائدتها والعمل المتواصل على الدفاع عنها وحمايتها من كل أنواع الخطر التي تحدق بها.
المصدر : https://tinghir.info/?p=69957