عندما انهارت ثلاثة مبان واشتعلت النيران في نيويورك، ساهم تطبيق للهواتف الذكية في بث مقطع فيديو مباشر للحدث إلى أي شخص متواجد على الإنترنت يرغب بالمشاهدة.
وتزامن وقت وقوع هذا الحادث مصادفة مع إطلاق شركة التدوين المصغر “تويتر” الخميس الماضي تطبيقا جديدا لبث الفيديو يدعى “بِرِيسكوب”، والذي أصبح -بسرعة- نافذة للأخبار العاجلة.
وأظهرت الحادثة كيف يمكن لبريسكوب ومنافسه تطبيق “ميركات” -الذي أطلق في فبراير/شباط الماضي ويتيح بث الفيديو من خلال تويتر- أن يصبحا أدوات مهمة في مجال المواطن الصحفي.
فمن خلال قدرة هذين التطبيقين على نشر الفيديو الحي عبر تويتر لأي شخص على الإنترنت، تنتفي الحاجة إلى تحميل الفيديو على يوتيوب أو نقله إلى محطة بث مثل “سي أن أن” لنشره على نطاق واسع.
ورغم أن وسائل التواصل الاجتماعي عززت مفهوم المواطن الصحفي لسنوات، فإن استخدام البث الحي يمكن أن يصبح أداة قوية للمراسلين والمواطنين الصحفيين، ويبدل الطريقة التي يحصل فيها الناس على الأخبار.
يقول الأستاذ جيف هوي من جامعة نورث إيسترن والمتخصص في مجال “الابتكار في وسائل الإعلام”، “أنت لا تتمكن فقط من رفع الفيديو، ولكن ترفعه إلى شبكة تواصل اجتماعي والتي هي أكثر قوة بكثير من الويب بسبب العلاقات التي توفرها الشبكة وتشعبها”، مضيفا أن هذا الأمر “يمنح المواطنين الصحفيين ميزة عظيمة”.
ويشير إلى أن بعض تطبيقات بث الفيديو السابقة مثل “بامبيوزر” ساعدت في نشر المعلومات خلال “الربيع العربي”، واحتجاجات “احتلوا وول ستريت”، لكنه يرى أن الأفضلية هي للتطبيقات التي تبث في الوقت الحقيقي وتهتم بالفورية مثل ميركات وبريسكوب.
ويقر أستاذ الصحافة في جامعة أريزونا، دان غيلمور -وهو مؤلف كتاب عن المواطن الصحفي- بأنه يمكن لمثل هذه التطبيقات السهلة الاستخدام أن ترفع من أهمية المواطن الصحفي، موضحا ذلك بقوله إنه عندما يقع حدث خاطئ في مكان غير متوقع فإن الاحتمال ضعيف بأن يتواجد في المكان صحفي محترف وبيده كاميرا لالتقاط الصور أو الفيديو، لكن الاحتمال بوجود شخص عادي يقارب 100%.
وقال لوكالة الصحافة الفرنسية “لنفترض أنه كان لدينا فيديو في الوقت الحقيقي من شخص كان على متن الطائرة الألمانية التي تحطمت فوق جبال الألب، يظهر فيه قائد الطائرة وهو يحاول الدخول إلى قمرة القيادة، فسيكون لدينا عندئذ تصور أوضح بكثير وفهما أكثر رعبا عما حصل بالتحديد”.
ويرى محللون أنه رغم أن تقنية البث الحي للفيديو متوفرة منذ سنوت، فإن انتشار استخدام الهواتف الذكية، وتحسن شبكات الإنترنت والاندماج مع تويتر يمكن أن يجعل من هذه الأدوات أكثر قوة.
كما يرى جوش سيترنز الذي يدرس صحافة المواطن في مؤسسة جيرالداين آر دودج، أن هذه التطبيقات وسيلة فعالة لنقل الأخبار العاجلة، مشيرا إلى أنها ذات “صلة أكثر حميمية” لأنها تسمح للناس بالتفاعل وطرح الأسئلة للحصول على رؤية مختلفة، وليس مجرد المشاهدة السلبية.
ويشير الفريق المطور لتطبيق بريسكوب إلى إمكانات استخدامه في مجال حقوق الإنسان، وكتبوا على مدونتهم يقولون “ماذا إن كان بإمكانك أن ترى بعيون المتظاهرين في أوكرانيا؟”.
لكن السؤال المطروح هو إن كان بإمكان أي من هذه التقنيات الجديدة أن تساعد في تدفق المعلومات في دول ذات “أنظمة قمعية”، حيث يعتقد غيلمور أن الناشطين الذي يبثون فيديو من إحدى تلك الدول سيتم كتمهم عند الأخذ بالاعتبار حقيقة أن شبكات الجوال تكون إما جزءا من الحكومة أو تنضوي تحت جناحها.
المصدر : الفرنسية
المصدر : https://tinghir.info/?p=6992