المسحراتي ذاك المكلف بإعلان وقت السحور او نهاية وقته. لكل دوار بتنغير رجل مسحراتي وغالبا هو المؤذن.
كان في السابق يتجول المسحراتي في ازقة الدوار أو قصور الجنوب الشرقي و صار الآن يستعمل مكبر الصوت بالمساجد رغم أن بعض المناطق لم تعد تقوم بذلك .
مع زحف التكنولوجيا صار إعلان المسحراتي لوقت السحور إرثا رمضانيا مهددا بالانقراض في المغرب عموما.
“المسحراتي”، يعتبر إرثا رمضانيا، دأبت الأسر المغربية على تكريمه، سواء بالتكريم اليومي ، أو تكريمه بنصيب من قمح زكاة الفطر.
عندما تسأل عمي أحمد عن تراجع اهتمام الناس بدوره يردد بكل ثقة ” رغم التراجع لكنني اقوم بهذه المهمة لوجه الله ابتغي بها الأجر و ان احافظ على هذا الإرث كي لا يقال تخليت عن مهمة الإشعار بوقت السحور..”
ويستطرد موضحا: “أستيقظ دائما الساعة الثالثة فجرا، وذلك منذ آخر يوم من شهر شعبان، وأستمر في أداء مهمتي بحيوية ونشاط حتى آخر يوم من شهر رمضان”.
كل مكلف بمهمة مسحراتي مصر على الصمود رغم زحف عوامل التكنولوجيا الحديثة، بتأثيرها السلبي على التراث، وفي مقدمتها المنبهات والهواتف الذكية”.
تقول الحاجة فاطمة وهي في عقدها الثامن تتذكر بحسرة ايام رمضان خلال الزمن الجميل : “قبل عقود و انا طفلة صغيرة كان النفار يمر بازقة الدوار مرتين في الليلة الواحدة، يحمل اناء حديدي و يردد ان وقت السحور على بعد ساعة حيث مروره الأول ليوقظ الأمهات لإعداد وجبة السحور، بينما المرور الثاني لإيقاظ النائمين لتناول وجبة السحور”.
وتضيف : “اليوم كل شيء تغير، الجيل الحالي يسهر حتى وقت متأخر من الليل، وغالبا عينه على شاشة الهاتف او في المقاهي، وبالتالي الحاجة المسحراتي لإيقاظهم للسحور صارت من الزمن الجميل “.
استمرار هؤلاء في أداء خدماتهم، تعبير عن ولعهم بهذه المهنة، كي لا يطالها النسيان، حتى لو كان المقابل التكريم و العرفان بزكاة الفطر.
و سيضل أمثال عمي أحمد المسحراتي تلك الشخصية الثقافية الجمالية والفنية، التي ما فتئت تعبر عن عمق فني و ثقافي متجذر في الثقافة الامازيغية و المغربية عموما، ضاربا بجذوره في أعماق التراث الشعبي الأصيل بقرى المغرب. و يشار أن من الضروري على مندوبيات الشؤون الإسلامية و المجالس العلمية أن تكرم المسحراتي عمي أحمد و أمثاله برحلة حج او عمرة اعترافا بخدماته في جوف ليالي رمضان و الناس نيام .
المصدر : https://tinghir.info/?p=69281