عبد العزيز اقباب
في مغرب 2024، وبعد أقل من أسبوع عن اليوم العالمي لحقوق النساء، والذي تبين خلاله أن المرأة المغربية أصبحت تتمتع بحقوقها الكاملة وتحتل مراتب متقدمة في نسبة المشاركة السياسية والاجتماعية مقارنة بدول أخرى على المستويين الإقليمي والدولي. لا زالت النساء بقرى الجنوب لقمة صائغة للتسلط الذكوري.
ففي مقطع فيديو متداول بوسائل التواصل الإجتماعي، تعرضت فتيات قرويات يحملن مصاحف ومجتمعات داخل بناية أشبه منها بخيمة للإهانة من طرف رجلين، فاللهم إن شفع لهما نسبهما للذكور، أما الرجولة فما لتعاملهم بها من صلة.
يظهر المقطع رجلين يدخلان على فتيات يبدوا أنهن في جلسة قراءة حسب ما يسمع من حديثهن، غير أن الرجلين قد أرغموهن عن مغادرة الخيمة، إذ تظهر الكاميرا أحدهم يدفع إحدى البنات خارجا، كما هموا إلى إخراج وسائد ومائدة ومصاحف. وجاء في المقطع أيضاً أنه تم ضرب المصحف مع الأرض في جدال بين الرجلين والفتيات عن قيمة المصحف وكيفية التعامل معه.
ومن الأرجح أن الفيديو مصور بإحدى قرى الحوز، حيث تظهر العديد من الخيام وعلى الأغلب فهي لمتضرري الزلزال الذي عرفه المغرب شهر شتنبر من السنة الماضية، كما أن اللكنة التي يتحدث بها الأشخاص بالفيديو الذين يتحدثون اللغة الأمازيغية تعزز هذا الطرح.
وقد تفاعل العديد من مستخدمي المواقع الإلكترونية وشبكات التواصل الإجتماعي مع المقطع، وقد عبروا عن استيائهم وعدم رضاهم عما بدر من الرجلين، خاصة وأن الفتيات بالفيديوا يدافعن عن حقهن في الدراسة بتلك الخيمة، باعتبارها ملكا للجميع، إذ جاد بها المحسنون عليهم. كما أشرن إلى شطط الرجلين وسيطرتهما على الخيمة بالقوة، في ظل تسامحهم مع من وصفنهم ب “اقمارن” أي القمارة، الذين يستولون عن خيمة مماثلة يمارسون فيها القمار.
ولعدم توفر تفاصيل أكثر حول سبب إقدام الرجلين على طرد الفتيات من الخيمة بالمقطع المعني، فإن ما نعنى به ونهدف له من هذه الإشارة هو إماطة اللثام عن حقوق نساء مهضومة بالعالم الموازي، العالم القروي وهو ما يجب الالتفات إليه في ظل موجات التبجح بحقوق النساء، فلا فرق بين نساء المدن ونظيراتهن بالقرى إلا في المحيط الجغرافي.
المصدر : https://tinghir.info/?p=69265