جميل أن نصرف على أبنائنا الأموال كي يتعلموا كل شيء، لكن الغريب هو المراهنة على تخصصات دون أخرى، تغييبا لمواهبهم، ودون مراعاة ميولاتهم، وهذا بسبب مادي محض، لا يمت صلة لا بالفكر الناقد الحر الباني، ولا بالعلم النافع، و لا بالمعرفة المجردة!
إن هذا الكلام يؤكده الواقع الذي نعيشه، وأنا هنا لا أتكلم من أجل الكلام – وأعرف أن الكثير لن يقرأ هذا الكلام – ولكن لواعق التذكية والتزكية الإنسانية لا تفارقني، فقد وصلنا إلى مرحلة اللاعودة؟
أبناؤنا وبناتنا لا يفقهون شيئا في الآداب والفنون ولا في الفلسفة ولا في التاريخ و لا حتى في الجغرافيا.. إننا ” نجحنا ” في إخواء عقولهم من كل معنى يقرب من إنسانية الإنسان.. بل إن الامتحانات المدرسية تبين أن الغش حق مشروع في المواد الأدبية، فتجد العرض والطلب على نحو سوق الدواجن، وهو عين هذا التوجه الملغوم؟
وهذه مؤسسة التفتح للتربية والتكوين(التفتح الفني والأدبي)فُتحت قبل ثلاث سنوات في مركز تنغير، لتنضاف إلى مراكز فنية وأدبية في الإقليم، تزكي إنسانية الإنسان، وبمقدورها ابتكار بدائل تكوينية وتأطيرية لفائدة الأطفال والشباب المتمدرسين(ذكورا وإناثا)، ومساعدتهم في التعرف على مكامن القوة ونواقص الذات.
والغاية الكبرى، تحفيز بُعد الذاكرة في علاقته بباقي الأبعاد، وبناء تصور خاص للحياة والوجود ثم الحاضر فالمستقبل في حلقات تدريجية مستساغة، وفق النمو الوجداني والعقلي والمعرفي والحس حركي، لكل فرد من هؤلاء!
وهذي كلمة كتبناها سالفا:
يبدو جليا أن التخصصات الأدبية والفنية لا حظ لها في تنغير؟ أين علم الاجتماع؟ وعلم النفس؟ وعلم التاريخ؟ وعلم الجغرافيا؟ وعلوم اللغة والآداب؟ أين الفنون السعبة؟
يجب التنبيه إلى ما تم الالتزام به أمام أنظار ملك البلاد، ضمن إرساء مشروع وطني ناجع نشيط ومبكر في التوجيه المدرسي والجامعي والمهني؟
كما يجدر بنا الانخراط جميعا في بناء مدرسة عمومية ذات جودة ومردودية، منفتحة على معطيات مؤسسات التفتح للتربية والتكوين، ولكي لا ندخل في تفاصيل هذه المؤسسات وإحصاءاتها، نكتفي بتوجيهكم لزيارتها على أرض الواقع، أو زيارة صفحاتها الرائدة على صعيد هذا الجدار الأزرق.
المصدر : https://tinghir.info/?p=68876