تسببت المصادقة على مشروع مرسوم رقم 2.23.819 بشأن النظام الأساسي الخاص بموظفي التربية الوطنية يوم الأربعاء المقبل 27 شتنبر 2023 بظهور احتجاجات من طرف كل الفئات التربوية والتعليمية المتضررة، خاصة احتجاجات الخامس أكتوبر 2023 الذي يصادف يوم اليوم العالمي للمدرس. وهو يوم يفترض أن يكون عرسا احتفاليا حقيقيا ومناسبة عرفان وامتنان متجددين لأطر التدريس جزاء الخدمات التربوية والتوعوية والتنويرية والتنموية التي يقدمونها للوطن وأبناءه. هذه الاحتجاجات حملت رسائل مهمة يجب على المسؤولين على الشأن التربوي وعلى الحكومة استيعابها والعمل على تدارك هفوات ونواقص النظام الأساسي الجديد. ومن بين هذه الرسائل:
- ضرورة الاهتمام الفعلي بالمدرسين والمدرسات عن طريق النهوض بأوضاعهم المادية والاجتماعية والمهنية والنفسية، وذلك بالرفع من أجرة المدرس لتواكب الغلاء الفاحش وارتفاع الأسعار مع توفير السكن والنقل لهم، وتحسين ظروف اشتغالهم (تجهيز فضاءات الاشتغال)، علاوة على التحفيز المعنوي-النفسي عن طريق رفع وضعيتهم الاعتبارية في مخططات وبرامج ومشاريع الوزارة، وفي الإعلام والفضاءات العمومية، مع سن قوانين واضحة تحميهم باعتبارهم محور وركيزة كل تنمية منشودة.
- ضرورة مراجعة النظام الأساسي الجديد وانصاف الفئات الأخرى الأكثر تضررا من النظام الأساسي الجديد، ومن بينها فئة المستشارين في التوجيه والتخطيط التربوي الذي خضعوا لتكوين مركزي جد مكلف ومتعب، ليتم حرمانهم بعد ذلك من حقهم المشروع والمكتسب في تغيير الإطار إلى مفتش، رغم وجود فئات استفادت من ذلك ولازالت تستفيد (فئة المفتشين التربويين) رغم وحدة المسارات بين الفئتين ووحدة مدة التكوين.
- ضرورة إعادة النظر في مكونات الهيئات الثلاث الأساسية وذلك بإعادة إضافة “هيئة التوجيه والتخطيط التربوي” وصيانتها كهيئة مستقلة ذات خصوصيات وهوية مهنية بدل تمزيقها وتشظيتها دون مبررات منطقية، لتفادي ظهور أشكال من اللاتناغم واللاانسجام والصراع بين مكونات كل هيئة على حدة، وضمان تراتبية منطقية وسليمة.
- أهمية التشاور مع ممثلين فعليين عن كل فئة وهيئة عند كل إصلاح، لأنهم الأعرف بمهامهم الحقيقية والأساسية وبظروف الاشتغال وخصوصيات الميدان ومتطلبات المجال وسبل تطويره والنهوض به.
- كل فعل أو مخطط تشوبه السرية، وانعدام المعلومة الموثوقة والصراحة والصدق وتنوير الرأي العام المعني بالقضية قد يفتح مجالا للشكوك والاشاعات والاحباط والتذمر وفقدان الثقة بين كافة المتدخلين والفاعلين، وهو أمر لا يخدم المنظومة التربوية ككل.
فهل سيكون اليوم العالمي للمدرس المقبل عيدا حقيقيا جذيرا بالاحتفال والاحتفاء: عيد نهضة تعليمية وتربوية واجتماعية وثقافية وتنموية وطنية وحضارية فعلية أم أن دار لقمان ستبقى على حالها؟
المصدر : https://tinghir.info/?p=68500